كيف تحرر سيرتك الذاتية وأنت بلا خبرة؟
الخبراء يوصون المتقدمين للوظائف بإبراز تجاربهم المختلفة في السيرة الذاتية (رويترز)
يتردد بعض الباحثين عن عمل في التقدم لوظائف معروضة لتواضع سيرهم الذاتية، إلا أن الإلمام ببعض التقنيات التحريرية والتركيز على نقاط معينة في مسار المرشح يجعلان من الوثيقة المقدمة سيرة مهمة لأرباب العمل ومعيارا أساسيا في اختيار مرشح دون غيره.
وقدمت جريدة “ليزيكو” الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد عرضا للباحثين عن عمل تضمن سبع نصائح يتعين عليهم معرفتها قبل بدء تحرير السيرة.
أولا: سيرة ذاتية مبوبة وسلسة
توجد أكثر من ألف طريقة بشأن عرض السيرة ذاتية، لكن أرباب العمل يبحثون في هذه الوثيقة عن معلومات محددة يجب أن يلتقطوها عند نظرتهم الأولى لها، وعليه فإن بنية السيرة الذاتية تعد مفتاحا أساسيا إن كان صاحبها يتوفر على تجربة متواضعة، بحسب أندريان دوكلوز، وهو مؤسس شركة توظيف خاصة.
على السيرة الذاتية أن تُحرر وفق نسق معين على ورقة “أيه 4” (A4) وفق النسق التالي:
1- المعلومات الشخصية الأساسية: الاسم الشخصي والعائلي، وتاريخ الميلاد، والعنوان، ورقم الهاتف، والبريد الإلكتروني، وصورة شخصية حديثة.
2- المهنة موضوع التقديم، على سبيل المثال: بحث عن تدريب مدته شهران في وكالة اتصال.
3- التكوين الأكاديمي من الأحدث للأقدم
4- التجربة المهنية
5- اللغات والشواهد
6- الهوايات
ثانيا: تثمين جميع الخبرات مهما كانت
إن تجارب المرشح المختلفة مهمة، وعليه إبرازها في سيرته الذاتية. ففي هذا القسم على صاحب السيرة أن يصف المهام التي قام بها في بضع كلمات، ومنها على سبيل المثال: توعية الشباب في الوسط المدرسي بأهمية التنوع مرتين في الشهر، مع إظهار مميزاته كالانضباط، والقدرة على التعامل مع الأمور غير المتوقعة، وغير ذلك.
بعض أرباب العمل يتصلون بالمشغلين السابقين للتأكد من صحة المعلومات الواردة في سيرة المرشح الذاتية
ثالثا: التركيز على إظهار حسن التدبير
يدعو بعض المختصين في مجال التوظيف إلى إضافة محور آخر في السيرة وهو “القدرات” و”محاور التطوير” قبل الجزء الخاص بالتجربة المهنية.
ويتعين على المتقدم للوظيفة أن يحرص في “القدرات” على التفصيل في عرضها لتتناسب مع الوظيفة المعروضة، ويأتي في مقدمتها: الحيوية، والجدية في العمل، والإبداع، وغير ذلك.
والصفات السابقة مهمة لرب العمل؛ حيث تقدم له صورة عن المرشح، خاصة إن لم يكن المتقدم يتوفر على تجارب وخبرات كبيرة.
ويلي ذلك الجزء الخاص “بمحاور التطوير” الذي يظهر أن الموظف القادم يأمل اكتشاف بيئة العمل في الشركة الجديدة وتعزيز جوانب معينة في حياته المهنية.
وبحسب الخبراء، فإن أرباب العمل يبحثون عن هذا النوع من الموظفين لمهاراتهم رغم تواضع تجاربهم المهنية.
رابعا: التكوين الدراسي والمهارات التقنية
يقدم المرشح في هذا الجزء مساره الدراسي، ويبدأ بالتكوين الأحدث فالأحدث، حيث يذكر اسم الشهادة العلمية، عنوان البحث، واسم المؤسسة الأكاديمية، والميزة التي حصل عليها.
وإن كان صاحب السيرة حاصلا على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) فقط، فهذا لا يمنعه من ذكر الميزة التي تظهر اجتهاده خلال تلك المرحلة الدراسية.
ويتعين على المتقدم أن يذكر اللغات التي يتقنها دون كذب، ودرجة قدرته على التعامل مع الحاسوب، وأي شواهد حصل عليها في المجال، كما أن إجادة الإبحار في الإنترنت واستعمال مواقع التواصل الاجتماعي يعدان إضافة نوعية لبعض المرشحين ضعيفي التكوين.
على المتقدم للوظيفة الحرص على إبراز رغبته في اكتشاف بيئة العمل الجديدة (أسوشيتد برس)
خامسا: حسن اختيار الهوايات
من المحتمل جدا أن يتوجه رب العمل مباشرة إلى القسم الخاص بالهوايات عندما يتعلق الأمر بمرشح خبرته متواضعة، حيث يتعرف بعضهم هنا على المرشح المتقدم للوظيفة.
وهنا يحدد صاحب السيرة الذاتية أبرز هواياته كالرياضات الجماعية أو الرياضات الفردية، وينصح الخبراء -على سبيل المثال- بتجنب ذكر حب السفر، اللهم في حال التقدم لوظيفة عند وكالة سفر.
وظهر في الآونة الأخيرة توجه جديد في السيرة الذاتية؛ حيث تذكر الشخصيات التي تمثل قدوة للمرشح، بما يسمح لصاحب الشركة بالتعرف على شخصية المرشح وطموحاته، فهو “وإن كان لا يتوفر على خبرات كبيرة، فهو يعرف إلى أين هو ذاهب، وهذا يعزز سيرته الذاتية”، على حد قول أندريان دوكلوزو.
سادسا: ذكر المراجع وعدم الكذب
ينصح هنا بكتابة أسماء المشغلين السابقين لصاحب السيرة وعناوين الاتصال بهم، التي تعد مراجع للتحقق من صدقية السيرة، ويتيح هذا الأمر لصاحب الشركة التعرف على العمل الذي قام به المرشح خلال الوظائف السابقة التي شغلها.
وبالتالي، يتعين عدم تقديم أي معلومة كاذبة، لأنه من المحتمل جدا أن يكون رب العمل اتصل سابقا بالمشغلين السابقين، وتحرى عن مدى صدق المعلومات المعروضة أمامه في السيرة الذاتية.
سابعا: ماذا لو كانت تجربتك المهنية متواضعة جدا؟
في هذه الحالة، على الباحث عن وظيفة أن يتقدم لدورات تدريبية في مجالات كتسيير المشاريع، والتواصل الاجتماعي، وأساسيات الإعلام، وسيستفيد المتدرب في نهايتها من شهادات تقدمها المؤسسات المشرفة على التدريب، وهذه الشهادات تكون مهمة لسوق الشغل.
كما أن العصامية في التكوين تبرز القدرة على العزم والتحدي اللذين يتوفر عليهما المرشح، وهما من الصفات القيمة التي يطلبها أرباب العمل.
المصدر :
الجزيرة نت