العلماء يجدون دليلًا مباشرًا على النشاط البشري أدى إلى علاج ثقب الأوزون
كان للحظر على مركبات الكلوروفلوروكربون الضارة التي ساهمت في استنزاف طبقة الأوزون أثر إيجابي. ولاحظ الباحثون انخفاضًا بنسبة 20% في استنفاد طبقة الأوزون خلال فصل الشتاء في القطب الجنوبي للأعوام الماضية مقارنة بما كان عليه الوضع في العام 2005.
حماية طبقة الأوزون
قدم العلماء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أول دليل مباشر على أن تعافي ثقب الأوزون يعزى إلى الجهود البشرية.
يتشكل ثقب الأوزون في القطب الجنوبي في سبتمبر/أيلول من كل عام بعد أن تحفز أشعة الشمس انطلاق دورات تدمير طبقة الأوزون. وتتضمن هذه الدورات تفاعلات مع عنصري الكلور والبروم الناتجان عن مواد كيميائية تحتوي على الكلور تسمى مركبات الكلوروفلوروكربون وكانت تستخدم في نظم التبريد في الثلاجات لكنها أصبحت محظورة بدءًا من العام 1996.
وبعد أن ركزت الأبحاث السابقة المتعلقة بالأوزون على حجم الثقب، اتخذ فريق مركز جودارد اتجاهًا مختلفًا، فعمل ضمن أبحاثه على قياس التركيب الكيميائي ضمن ثقب الأوزون ذاته.
واستطاع الباحثون قياس حمض الهيدروكلوريك الذي ينشأ بعد أن يدمر الكلور كل الأوزون الموجود في الثقب تقريبًا ويتفاعل مع الميثان، وذلك باستخدام مسبار الأمواج الصغرية «ميكرويف ليمب ساوندر» الموجود على متن القمر الاصطناعي أورا.
وخلصت القياسات إلى أن مستويات الكلور انخفضت نحو 0.8% كل عام. ولاحظ الباحثون انخفاضًا بنسبة 20% في استنفاد الأوزون شتاءً في القارة القطبية الجنوبية مقارنة بحالة في العام 2005.
وقالت سوزان ستراهان، المؤلفة الرئيسة للدراسة، وعالمة الغلاف الجوي من مركز جودارد، في بيان صحفي «نرى بوضوح شديد أن الكلور في مركبات الكلوروفلوروكربون يتراجع في ثقب الأوزون، وأن استنفاد الأوزون تراجع كثيرًا نتيجة ذلك.»
ونشرت الدراسة في مجلة جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز.
التخلص من الكلوروفلوروكربون
بعد عامين من اكتشاف ثقب القطب الجنوبي في 1985، وقعت دول عدة اتفاقية مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون؛ وهي سلسلة من الإجراءات لحظر المركبات المستنفدة للأوزون.
وأضيفت لاحقًا تعديلات على الاتفاقية لتخفيض إنتاج مركبات الكلوروفلوروكربون تدريجيًا، ويرجع الباحثون تحسن حالة الأوزون الذي لاحظوه إلى الحظر الدولي لتلك المكركبات.
وقالت ستراهان «إن الانخفاض بنسبة 20% قريب جدًا مما توقعه نموذجنا. وهذا يؤكد أن الانخفاض في استنفاد الأوزون حتى منتصف سبتمبر/أيلول، والذي تظهره بيانات المسبار الصوتي، يعود إلى انخفاض مستويات الكلور الناتجة عن مركبات الكلوروفلوروكربون.»
لم تنته بعد معركة البشر لتعويض الضرر الذي تسببنا به لكوكب الأرض. وقالت آن دوجلاس، اختصاصية الغلاف الجوي في مركز جودارد، والمؤلفة المشاركة للدراسة «يتراوح عمر مركبات الكلوروفلوروكربون بين 50 إلى 100 عام، لذلك تبقى في الغلاف الجوي لفترة طويلة جدًا. ونعتقد أننا سنستطيع إغلاق ثقب الأوزون بين العامين 2060 و2080، أو ربما يتبقى منه ثقب صغير.»
وتؤكد هذه الاكتشافات الجديدة المتعلقة بحجم ثقب الأوزون أن للإجراءات الجادة تأثير كبير. وقد يبدو تغير المناخ مشكلة كبيرة جدًا يصعب التصدي لها فعليًا، ولكن إذا استطعنا الحد من استنزاف الأوزون في القارة القطبية الجنوبية بتدابير بسيطة نسبيًا للتخلص من مركبات الكلوروفلوروكربون، فهذا دليل على أننا نستطيع فعل المزيد
المصدر:
مرصد المستقبل