مؤسس حاسوب “صخر” الكويتي محمد الشارخ يدعو إلى إنشاء معجم عربي يواكب روح العصر
دعا مؤسس شركة “صخر” للحاسوب العربي محمد الشارخ اليوم الخميس الى انشاء معجم عربي حديث يواكب الحضارة والعلوم المعاصرة عبر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وقال في تصريح لوكالة الانباء الكويتية على هامش مشاركته بدعوة من مكتبة الجامعة الامريكية في بيروت في محاضرة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتحديث اللغة العربية” ان “اللغة العربية هي لغة 500 مليون انسان واحدى اللغات الست الرسمية للامم المتحدة لكنها لم تحظ بمبادرات جدية لتحديثها ولم تعتمد خطط مدروسة ومدعومة لمعالجتها بالحاسوب”.
واعتبر ان تحديث اللغة العربية الفصحى يتطلب ابتكارا لنظام التشكيل الذي لا نجد له مثيل في لغة اخرى كما يحتاج الى تطوير معجم حديث وكلاهما يستلزمان الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
ولفت الشارخ الى وجود شبه اجماع على تحديث العربية لتواكب لغات العالم في مفردات الحضارة والعلوم مشيرا الى ان تقنية الذكاء الاصطناعي هي الوسيلة لهذا التحديث كونه يسهم في اغناء العربية باستخدام الترجمة الالية من والى العربية وتسهيل استخدامها دوليا بواسطة الترجمة الفورية للنطق العربي للغات اخرى.
وتناول الشارخ في المحاضرة جهوده في تعريب تقنية الكومبيوتر واستعمال الذكاء الاصطناعي لتعريب الكومبيوتر وتحويل المفاتيح فيه الى لغة طبيعية يسهل التعامل معها.
وشدد على اهمية تشكيل الكلمات في الكومبيوتر من اجل النطق الصحيح بالكومبيوتر ليؤدي المقصود وفهم الكلام بصورة صحيحة لافتا الى ان الكلام المكتوب اليوم اقل بكثير من الكلام المنطوق على الانترنت علما ان هذا الوضع سيتغير مستقبلا وستزداد اهمية صحة النطق الالي.
واشار الى عدم وجود معجم عربي حديث كما هو الحال مع اللغة الانجليزية والى صعوبة استخدام المعاجم القديمة.
ولفت الى المدونة اللغوية الضخمة واساليب الذكاء الاصطناعي للغة العربية كالصرف والتشكيل والتي بواسطتها يمكن بناء معجم حديث يقوم الكومبيوتر باختيار الكلمات المستعملة في الكتابة المعاصرة حسب ترددها في الذخيرة اللغوية التي تدخر ملايين المفردات ضمن سياقات مختلفة ومعان عديدة كما يقوم باختيار معانيها واولويات تردد هذه المعاني بالاضافة الى تحديده (الكومبيوتر) جذر الكلمة الى ما يغني مستخدم المعجم الحديث عن معرفة جذر الكلمة للبحث عنها.
وقال ان “هذه مهام يستحيل على العمل اليدوي انجازها بل فقط بتقنية الكومبيوتر واللغويات الحاسوبية يمكن اختيار وترتيب مفردات المعجم الحديث ومعانيها” لافتا الى ان هذه التقنية في صناعة المعاجم ابتكرتها جامعة برمنجهام في سبعينيات القرن الماضي. واكد الشارخ ان اللغات تشبه الكائن الحي فهي تحيا وتشب وتشيخ وان اللغة العربية من دون معجم حديث ستنحصر في المساجد كما هو الحال في العديد من البلدان. واكد ضرورة بناء معجم معاصر للغة العربية يستخدمه الطلبة في المدارس والجامعات مما يحسن من تعبيرهم ويسد النقص الذي يواجهونه في توفر المفردات والمصطلحات المعاصرة. ولفت الى وجود انواع عديدة للمعاجم قائلا “مع تقنية الانترنت وبتوفر المعاجم الالكترونية لكل اللغات والعلوم يمكن للغة العربية التلاقح السريع بالاتفاق مع المؤسسات العالمية المتخصصة لتوفير المصطلحات العلمية كافة بالعربية في زمن وجيز” معتبرا ذلك صناعة كاملة متنوعة المنتجات تنتجها الدول او الجامعات او دور النشر الكبيرة.
واضاف “لا يجوز الاستمرار في خلط المعجم التاريخي بالمعجم الحديث لان الاول يؤرخ الكلمات واستعمالاتها ومعانيها في مراحل تاريخية مختلفة بينما يشكل الاخر معجما للحاضر والمسقبل”. وكانت شركة “صخر” قد حصلت على ثلاث براءات اختراع في حقل البرمجيات العربية من هيئة براءات الاختراع الامريكية وذلك في مجال الترجمة والنص العربي المنطوق والتعرف الالي على الكلام. (النهاية) ا ي ب
كونا- بيروت