أكاديميان: الحوار أفضل طرق مواجهة «الإلحاد»
شدد أكاديميان بجامعة الكويت على ضرورة الحوار والمناقشة للقضاء على أفكار «الإلحاد» في المجتمع، مستنكرين إقامة ندوة «نهاية ملحد» بكلية الشريعة في حين مُنعت ندوات ثقافية أخرى.
وقال رئيس قسم علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. يوسف غلوم إن الجامعة مكان للحوار والنقاش في جميع الأفكار، طالما أن النقاش علمي دون ضرب الآخرين وتوجيه الاتهامات لهم، مؤكداً أنه يجب أن تتمتع الجامعة بالتسامح مع جميع الأفكار، وأن تقام الندوات بمختلف موضوعاتها.
وأكد غلوم أن المجتمع لن يتقدم إذا قمنا بالتصدي للمناقشات، مستنكراً وضع حواجز لمجموعة من الناس فيما نسمح للآخرين، موضحا أن بلادنا ديموقراطية وأن الحريات الفكرية من أسسها، أما منع الندوات فمؤشر على الخوف من قوة الطرف الآخر.
الأفكار الإلحادية
وأوضح غلوم أن ديننا دين الحوار، وينبغي على الإسلاميين أن يناقشوا الأفكار الأخرى لا أن يمنعوها، مؤكداً «كلما منعنا ازدادت أفكار الإلحاد»، فالممنوع مرغوب في المجتمع، وعدم السماح بتلك المناقشات تجعل الشباب يبحثون عن المعلومات بأنفسهم ويتبنون تلك الأفكار الإلحادية من دون الحاجة للباحثين أو غيرهم، ما قد يتسبب في حدوث «موجة إلحاد»، لا يمكن منعها إلا بالمناقشة واثبات خطأ تلك الأفكار.
من جانبه، أكد أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت د.سلطان الديحاني «أننا ضد أفكار الإلحاد، لكن لا يمنع أن نسمع من الآخرين ونرد عليهم بالحجة القوية»، موضحاً أننا لدينا مفكرون إسلاميون ذوو ثقافة عالية يمكنهم حضور تلك الندوات ومناقشة الأفكار التي يطرحها «الملحدون» لا أن يتم الحجر على الندوات.
وتساءل الديحاني: «لماذا نوصل صوتاً واحداً في القضية؟»، ولماذا لا نأتي بملحد أمامنا في ندوة «نهاية ملحد» ونناقشه ونحاوره وننهي الفكر الذي يؤمن به، مبينا أن الجامعة هي منبر التفكير، والحرية والانطلاق واختلاف الآراء، كما يمكن من خلالها تعديل السلوكيات.
وأكد الديحاني ضرورة الاعتماد على النقد الايجابي للأمور، ومواجهة الملحدين والمحاورة معهم، كما إتاحة الفرصة للنقاش ورد الجانب السيئ، ومن ثم تعديل الأفكار الإلحادية، مشيرا الى أن كثيرا من الملحدين مضطربون فكرياً، ويحتاجون إلى النصيحة، وكثير منهم عدلوا عن أفكارهم بعد إدراكهم لمعنى الإلحاد.
وأضاف الديحاني أن الحرم الجامعي سمي حرماً، لأنه يمنع الاعتداء على العلم والديموقراطية والتواصل، مؤكداً رفضه لمنع أي ندوة أياً كان عنوانها داخل الجامعة التي يفترض أنها مستقلة وتجمع كل الأفكار، وذلك إيمانا بالحوار والديموقراطية.
القبس