جامعة الكويت

‏طلبة الجامعة يدرسون في «قاعات الكيربي».. رغم الوفرة المالية ومرور 50 عاماً على إنشائها

انتشرت ظاهرة بناء الكيربي في جامعة الكويت على مدار السنوات الماضية، حتى باتت مشاهدة الكثير من الإدارات العامة والمراكز الخدمية والقاعات الدراسية المصنوعة كشبرات كيربي أمرا مالوفا في الحرم الجامعي، بالرغم مما تتمتع به الكويت من إمكانات مالية وبشرية.

وفي جولة ميدانية على عدد من مواقع الجامعة التي احتفلت مؤخرا بنصف قرن على انشائها، رصدت انتشارا كبيرا لبناء شبرات الكيربي في أرجاء الكثير منها، وتحويلها اما إلى مكاتب إدارية للموظفين، وإما الى فصول دراسية للطلبة.

فهل يعقل قبول الإدارة الجامعية بمثل هذا الوضع؟ وان تكون إداراتها ومراكزها وقاعاتها بشبرات من الكيربي؟ ولماذا لا تقوم بدورها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لإنشاء مبان جديدة ومناسبة بمواقعها المتفرقة بدلا من الشبرات التي مضى على وجودها سنوات، دون توفير البديل.

موظفون وطلبة أعربوا عن استيائهم الشديد من انتشار بناء الكيربي في أغلب مواقع جامعة الكويت في السنوات الأخيرة، وتعاقد الجامعة مع شركات متخصصة لانشاء شبرات ومكاتب وغرف من الكيربي لتكون مقرات لادارات عامة وفصول دراسية.

بداية جولتنا كانت من الحرم الجامعي بمنطقة الشويخ، حيث تنتشر مباني الكيربي بشكل لافت، لاسيما الفصول الدراسية الموزعة في مواقع متفرقة اضافة الى ادارات اخرى.

واستغرب الموظف محمد العلي لجوء الإدارة الجامعية للتعاقد مع شركات خاصة متخصصة في صناعة وبناء وتجهيز غرف الكيربي كحل لمواجهة نقص الأبنية المتوافرة لها كإدارات، مع الكثافة الطلابية في بعض الكليات، وقامت تلك الشركات ببناء الكثير من الكيربي بناء على رغبة الادارة، مما شوه المنظر الجمالي للجامعة.

وشدد على ان الحرم الجامعي في الشويخ، فيه مساحات شاسعة كان من الممكن بناء مبان مناسبة عليها بدلا من شبرات الكيربي، مشيرا الى ان الكيربي ارخص كما تنظر إليه الادارة الجامعية إلا أن سلبياته كثيرة، متسائلا: هل هناك بلد يمتلك ما تمتلكه الكويت وفيه ادارات عامة ومراكز خدمية وفصول دراسية في كيربي؟

تشويه المنظر

من جانبه، قال الموظف جاسم الشمري نشاهد ان بناء شبرات الكيربي مستمرة بالجامعة على مدار السنوات الماضية وبعد ان كانت تخصص كفصول دراسية اصبحت بعضها تخصص لبعض الادارات في الجامعة، وذلك الأمر غير مقبول إطلاقا، فهو يشوه منظر الجامعة ويؤثر في الموظفين، الذين يجب توفير بيئة عمل مناسبة لهم ليتمكنوا من أداء عملهم على أكمل وجه.

رفض واستياء

لم يختلف المشهد كثيرا في الحرم الجامعي بكيفان، الذي يضم عدداً من الكليات والادارات، حيث شبرات الكيربي في مواقع متفرقة، تضم قاعات دراسية ومختبرات علمية، وكان لافتا انتشار ظاهرة تدريس الطلبة بداخلها، وكان المنظر غير حضاري وليس مقبولا لصرح جامعي.

عدد من اعضاء هيئة التدريس أشاروا إلى أن شبرات الكيربي اصبح لها سنوات وقد وضعتها الإدارة الجامعية كحل لمشكلة قلة عدد القاعات المتوافرة في بعض الكليات، التي لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة للطلاب والطالبات المقيدين والمستجدين فيها، والذين يتجاوز تعدادهم الآلاف.

مجموعة من الطلبة، أكدوا عدم تقبلهم ان يتم تدريسهم في شبرات من الكيربي، وهم ابناء دولة ذات امكانات انعم الله عليها بالخيرات على مدار السنوات، لاسيما انهم طلبة جامعة الكويت، وهي الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد.

وطالبوا الادارة الجامعية بالاقتداء بوزارة التربية التي أزالت مؤخراً الكثير من فصول الكيربي بمدارسها، حفاظاً على سلامة الطلبة من تعرضهم للاحوال الجوية السيئة احياناً، وتجنب وقوع اي حرائق بها خلال الصيف.

وقال الطالب خالد العنزي: من غير المقبول في دولة مثل الكويت ان يتلقى طلبة الجامعة الحكومية الوحيدة بها محاضراتهم الدراسية في شبرات كيربي تجعلهم عرضه للمخاطر والمشاكل والسلبيات، متسائلا: هل يعقل قبول المسؤولين بفكرة التدريس الجامعي في مثل هذه الصناديق الحديدية؟

شكوى ومطالبة

اشتكى الكثير من الطلبة من تدريسهم بفصول كيربي لاسيما ان شكلها غير حضاري وفق قولهم، مطالبين الادارة الجامعية بالتوقف عن بنائها في مواقعها، لافتين الى ان الادارة الجامعية اكدت ان الكيربي حل مؤقت الا انها استمرت بالتوسع في بنائه في السنوات الماضية.

مخاوف كثيرة

عبر طلبة وموظفون عن تخوفهم من اندلاع حرائق في فصول دراسية تم بناؤها على نمط الكيربي، لاسيما خلال الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة في البلاد، وخصوصا مع وقوع حرائق مشابهة في مدارس وزارة التربية وموقع الجامعة بالشدادية، اكثر من مرة.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock