جامعة الكويت

العربات المتنقلة طريق الطلبة إلى العمل الحر .. ‏جامعيون يخططون للمشاريع الصغيرة والأساتذة يرحبون

تزايد الاهتمام بالمشاريع الصغيرة باعتبارها فرصة للعمل الحر والاعتماد على النفس، ورفد الاقتصاد الوطني، بمصادر دخل جديدة، ويخطط كثير من الخريجين والدارسين في الجامعة للاستثمار الذاتي وتنفيذ أعمال وأنشطة مدرة للدخل، من خلال مشاريع «العربات المتنقلة» التي أقرت لائحتها مؤخراً.
وفيما أبدى الطلبة استعدادهم لبدء مشروعات صغيرة تعتمد على العربات المتنقلة، يعملون فيها بأنفسهم، ويبيعون فيها منتجات متنوعة، رحب أساتذة بوجود مثل هذه المشاريع في الصرح الأكاديمي، متأملين أن يروها في القريب العاجل، كوسيلة مهمة لتأهيل رجال أعمال المستقبل.
وقالت طالبة كلية العلوم لولوة النصار انها لا تمانع في افتتاح مشروع صغير تستخدم فيه عربة متنقلة لبيع منتجاتها، موضحة أن الكسب المشروع لا يعيبه أن يكون العمل بسيطاً، على سبيل المثال افتتاح مشروع مطعم صغير دليل على تفعيل حبها للطبخ بشكل عملي، كما تستفيد من مردوده المادي.

بدورها، أعربت طالبة كلية الآداب وفاء الحسون عن حماسها ببدء مشروع صغير يعتمد على العربات المتنقلة، حيث يساعدها على الابداع واظهار موهبتها في عدة أمور، موضحة أنها ستقوم على المشروع بنفسها وتكون المنتجات من صنعها، مما سيجعل الاقبال كبيرا على عربتها من قبل الزبائن.

وأضافت الحسون أن تفعيل العربات المتنقلة سيخلق جواً من التنافس بين أصحاب المشاريع، ما يستوجب أن يكون صاحب المشروع متميزاً عن غيره سواء في السعر أو الجودة.
عربات موسمية 

من جانبه، قال طالب كلية الآداب عبدالله الخاتم ان التراخيص أصبحت سهلة، والفرصة واسعة أمام الشباب للبدء بمشاريعهم الصغيرة، لكن مستقبل تلك المشاريع مجهول، لأنها ستكون عربات موسمية لا تصلح إلا لفصل الشتاء، وهو بالطبع أشهر قليلة.

وأضاف الخاتم أن الربح كبير من تلك العربات، لكنها لا يمكن أن تكون أساساً لدخل الفرد، لأنها تنتهي بدخول الصيف واشتداد الحرارة، موضحاً أن الشباب قد تغيرت نظرتهم إلى العمل اليدوي، وأصبح لديهم حماس كبير للعمل في كثير من الأمور.

وقال أستاذ الادارة والتسويق في كلية العلوم الادارية بجامعة الكويت د.عبد الله الدوسري: إن نسبة نجاح مشاريع العربات المتنقلة أعلى من غيرها، فتكلفة المشروع تصبح أقل مقارنة بالإيجارات التي قد يدفعها من يؤجر المحال، ما يسهل البدء في هذه المشاريع.

وأضاف: من مميزات تلك المشاريع سرعة الوصول للزبائن، ولا تحتاج إلى عمالة كثيرة، اضافة إلى أن تكاليف التشغيل منخفضة، موضحاً أن حالة الطقس بالبلاد قد تؤثر في نوع النشاط، فقد يغيّر المبادر نشاطه حسب الموسم.

وأكد الدوسري أن تلك المشاريع تساعد في الرقي بالاقتصاد، حيث يعتمد المواطن على نفسه ويقل الضغط على الوظيفة الحكومية، لذا فالحكومة تشجع الفرد على بدء مشروعه، وتخلق له الفرص الوظيفية، ما يوفر دخلاً اضافياً للفرد.
رؤية الكويت

ولفت إلى أن تلك المشاريع تساهم في تحويل البلاد لمركز تجاري ومالي وتحقيق رؤية (كويت 2035)، فالاقتصاد يقوم على المشاريع الصغيرة وليس الشركات الكبيرة والمشاريع الحكومية، مؤكداً أن «تراخيص العربات المتنقلة شرارة اطلاق المحرك القيادي في ريادة الأعمال».

وأوضح الدوسري، «الواقع هو أننا نحتاج إلى الجنسيات الأخرى لمعاونتنا في العمل»، ولا يؤثر ذلك على الاستفادة من تلك المشاريع، فالمردود يعود للمواطن صاحب العربة، مبيناً أننا نأمل أن يعمل فيها المواطنون، مشدداً على أن الشباب الكويتي لديهم حماس كبير للعمل في تلك المشاريع.
المشاريع الصغيرة

من جانبها، ثمنت أستاذة الادارة والتسويق بكلية العلوم الادارية سمر باقر، وجود المشاريع الصغيرة المعتمدة على العربات المتنقلة، بشرط أن يعمل بها الشباب الكويتي، وألا تتحول لمشاريع تعمل فيها الجنسيات الأخرى. وأكدت باقر أنه اذا أصبحت العربات خاصة بغير الكويتيين فهي لن تساعد الاقتصاد بالبلاد، مشيرة إلى أن الشاب المبادر يفترض أن يكون مستعداً للعمل والتعب، لا من يجلس على مكتب، لافتة إلى أن بعض الطلبة لديهم توجه ايجابي نحو العمل في تلك المشاريع.
تخفيف البطالة

أكد أساتذة جامعيون متخصصون في إدارة الأعمال أن المشاريع الصغيرة تعتبر ركيزة لتنشيط الاقتصاد الوطني، فضلاً عن المساهمة في تقليص معدلات البطالة، وتخفيف أعباء الجهات الحكومية التي يعاني بعضها من بطالة مقنعة، مطالبين بتسهيل إجراءات العمل الحر، وتشجيع الأجيال الجديدة عليه ليعتمدوا على أنفسهم.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock