(الوطني للثقافة والفنون) يقيم ندوة (ابداعات عالمية) ضمن مهرجان القرين الثقافي
نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مساء اليوم الاربعاء ندوة بعنوان (ابداعات عالمية..واقع وافاق) وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي بدورته ال23.
وتضمنت الندوة تقديم بحثين الاول بعنوان (تحت ظلال ابداعات) للاديب والناقد والروائي الكويتي الدكتور سليمان الشطي والثاني بعنوان (الترجمة بين القواعد المرعية والخبرة الذاتية) للكاتب والناقد والروائي المصري الدكتور اسامة ابو طالب.
وقال الدكتور الشطي في محاضرة تناول فيها بحثه (تحت ظلال ابداعات) ان كل كتاب “هو في ذاته خروج من دائرة الظلام الى الضوء ونافذة تدخل هواء الفكر النقي الى عقلك فينتعش بالمعرفة وتسطع بقعة ضوء فيه وهذه النافذة تزداد نقاء وتجديدا كلما فتحت مصراعيها على العالم كله”.
واضاف ان الترجمة بمعنى ترجمة الكتب والصحف وغيرها هي “الباب السحري” لاختصار المسافات وسبيل الشعوب نحو التقدم واللحاق بكل جديد “لذلك عرفت ثقافتنا العربية الاسلامية الترجمة مبكرا فكانت الترجمة اول نشاط فكري مارسته وفتحت مراكزه” حتى بلغت الترجمات عن اللغات الاغريقية والسريالية والفارسية والسنسكريتية وغيرها.
وبين الشطي انه في بدايات القرن العشرين حدث توجه في الكويت نحو الترجمة بعد ان اختار “النبهاء” من مثقفيها هذا التوجه بالاهتمام باللغات وابرزها الدعوة الى تعلم اللغة الانجليزية التي تبناها احد رواد الثقافة الكويتية وهو عبدالعزيز الرشيد.
واشار الى جهود العديد من المترجمين القدامى في الكويت مثل فاضل خلف الذي ترجم عددا من النصوص القصصية القصيرة بالاضافة لجهود الشاعر محمد المشاري والمترجم محمود توفيق احمد وغيرهم.
وذكر ان هذا الحرص على الترجمة والتأكيد على اهميتها كان متواجدا في عقول ابناء جيل النهضة الذي كان يحلم بان يكون له دور في رفد حركة النهضة الثقافية العربية الحديثة من خلال ترسيخ الاطلالة على اداب العالم.
واوضح انه في اواخر ستينيات القرن الماضي تبنى الاديب الراحل احمد العدواني مشروعا ناضجا للترجمة حيث وجد في افتتاح جامعة الكويت وتوافر نخبة من الاساتذة فرصة لاستكمال المطبوعات الثقافية مثل مجلة العربي والتراث العربي.
وذكر ان الترجمة “جعلتنا نلتفت الى الفنون والمسرح” وقد احتضنت الكويت عددا من كبار المثقفين والمختصين بالمسرح مثل زكي طليمات ومحمد اسماعيل موافي.
واشار الى اصدار الكويت سلسلة (ابداعات عالمية) تلك الخطوة التي بدأت في عام 1998 والتي تعنى بترجمة المؤلفات العالمية من قصة وشعر وسيرة الى العربية مبينا انه منذ ذلك الحين حتى ديسمبر 2016 تم اصدار 103 اعمال فنية بمعدل عمل فني كل شهرين.
ومن جانبه قال الدكتور اسامة ابو طالب في محاضرته (الترجمة بين القواعد المرعية والخبرة الذاتية) انه لا يمكن الحديث عن ترجمة صحيحة مقبولة للادب باجناسه وانواعه المختلفة من سرد نثري ومن شعر غنائي او ملحمي او كتابات درامية الا مع التسليم اولا بمعرفة المترجم الكاملة باللغة التي يترجم منها بدقائقها وخفاياها النحوية والبلاغية.
واضاف انه على المترجم الالمام كذلك بمراحل تطور تلك اللغة وتاريخها واصولها اللغوية والانثروبولوجية في عصرها ومحيطها الاجتماعي مع ضرورة ان تكون علاقته بها علاقة معايشة ومشاركة في حياة تتيح له التعرف على سلوك افرادها وعاداتهم وتقاليدهم وعصرهم وثقافتهم واديانهم وخرافاتهم.
واشار الى ضرورة معرفة المترجم العميقة بكل مؤلفات وكتابات من يترجم له وان يكون لديه المام بأسلوبه وتفكيره وقاموس مفرداته. (كلمة)
=====•••=====
كلمة د. علي العنزي:
يطيب لي بادئ ذي بدأ… أن أرحب بحضورنا الكريم… من على أرض “الإنسانية”… وأرحب بشكل خاص بضيوف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب…. هذا الصرح الثقافي الشامخ…
ونحن على أعتاب هذا الحفل الكريم… وددت أن أؤكد إننا نعتز حقيقية ونفتخر بأن هذه المؤسسة عامة ولجانها خاصة… وفي مقدمهم لجنة إبداعات عالمية… ملتزمة بطموح وطننا الغالي الكويت وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله… الذي نستلهم من رؤيته وطموحاته لهذا الوطن المعطاء… كل ما من شأنه جعل الكويت والوطن العربي مركزا ثقافيا… يقدم أفضل المعايير العلمية والثقافية والأدبية…
إخواني قبل أن أعرج على تقديم أستاذنا د. سليمان الشطي…. دعوني أحكي لهم هذه الحكاية البسيطة في محتواها… الغنية بعض الشيء بدلالاتها… وذلك على سبيل التمهيد
قبل يومين فوجئت وأنا أقلب أحدى المجلات، بمقال لكاتب يتناول فيه بالتحليل أعمال الكاتب الإنجليزي هوارد باركر… مشيرا إلى ما حمله من تجديد في الأدب المابعد حداثي… فاجأني المقال بالطبع… لأني أعرف – كما يعرف المهتمون – من المتابعين لحركة الترجمة… أن هوارد باركر لم يترجم إلى العربية!!! وأعماله الأساسية … حتى اليوم… لم يجرؤ أي… من المترجمين على الاقتراب منها… حتى الآن!!!
كذلك… آنا أعلم أنه لم تترجم أو تكتب عنه في لغتنا العربية أي كتب تحلل أدبه… وتتناول تجديده بالدراسة والنقد!!! الغريب في الآمر… أن الباحث نفسه لا يعرف أية لغة أجنبية… وطبعا بعد أن قرأت المقال… ولم أجد في نهايته هامشا لأي مجلة رصينة على الأقل… ولم يكن الأمر يعدو… بعض المواد الصحافية والمصادر السطحية في مجلة عربية….
نحن في سلسلة إبداعات عالمية… آلينا على أنفسنا الابتعاد كليا… عما يُعرف في الأدب بثقافة العن والعن والعن!!! وكنتيجة لذلك… رأي الأخوة في المجلس الوطني… أن السلسلة… باتت ظاهرة في حد ذاتها…. ظاهرة تستحق أن نقف أمامها ونحلل دلالاتها…. وهو ما سيقوم به أحد فرسان الأدب والنقد الكويتي، د. سليمان الشطي!!!!
وبالنسبة للدكتور سليمان الشطي، فمن خلال متابعتي المثابرة لشخصه الكريم وعطائه اللامحدود… لا سيما في السنوات الأخيرة كزميل في سلسلة إبداعات عالمية… أجدني في حاجة للوقوف على دوره ضمن سلسلة إبداعات عالمية…. فإنجازاته الأدبية حدوده السماء.
عرفت د. الشطي طالبا في مطلع العمر، ثم خبرته عن قرب وكثب عبر سلسلة إبداعات عالمية…تحدثت إليه كزميل وناقشته ورأيته يناقش نقاشات عميقة لا تنقطع… لأجل صالح الثقافة والأدب… ولتظهر إبداعات في أجمل حللها
بهدوئه الساحر يجادلك د. سليمان في الرواية والقصة والشعر، وبصرامته المبدأية، يشعرك وكأنك تعيش معه في كتاب نقدي قام هو ذاته بتأليفه!! وهذا لعمري شاهد كبير على مدى الدور الكبير الذي يلعبه داخل إبداعات عالمية.
الرواية والقصة والشعر… هي جوهر ما يشغل د. سليمان في اللجنة… وهذا الهم الفني الذي يؤرقه… هو شاهد أيضا على الحضور الفكري والإبداعي… المتلازم مع الصدق في الممارسة
بمعية الزملاء في اللجنة… وفي مقدمهم أ. وليد الرجيب بالطبع… هذا المثقف الحقيقي… والإداري الاستثنائي… والكويتي الأصيل المحب لبلده والحريص على سمعته التأمت هذه اللجنة…. واضعة إدراك الفرق الجوهري بين المادة الأدبية المزعومة وبين الكتابة التأصيلية الجادة نصب أعينها…. وذلك كعنصر أساسي في عملها……
وعلى ذكر أعضاء اللجنة…. فلابد أن يزجي المرء الشكر…. للدكتورة ليلى فضل أستاذة الأدب الفرنسي…. ود. زبيدة أشكناني أستاذة الأدب الفارسي… و د. حنان مظفر أستاذة الأدب الانجليزي… وكل من وضع لبنة في بناء اللجنة.
وهكذا إذن…. فإن الشطي يومئ إلى حضوره الذاتي…. في الوقت الذي يومئ إلى حضور خارجي واضح… يسمر العين والذهن أمام التفاصيل الصغيرة وغير البارزة، من تدافع الرؤى التي يناقشها… وهو ما ننتظره من شخصه الكريم في هذه الأمسية.
====••••====
ورقة دكتور سليمان الشطي:
====••••====
ورقة الدكتور اسامة ابو طالب