دبشة: اللغة العربية هي الرابعة على مستوى العالم انتشاراً
من المعروف أن يوم 18 ديسمبر من كل عام حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للاحتفاء باللغة العربية على غرار لغات أخرى حددت لها المنظمة أياما للاحتفاء بها، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية، ويدخل الاحتفاء بها ضمن أنشطة وجهود المنظمة الرامية إلى صون التراث الثقافي العالمي غير المادي وتقدير العربية كأداة للتعبير الثقافي في تنوعه.
ويرمي اليوم العالمي للغة العربية إلى التأكيد على مركزية هذه اللغة وإبراز الإسهام المعرفي والفكري والعلمي لهذه اللغة وأعلامها في مختلف مناحي المعرفة البشرية عبر التاريخ، فالحضارة العربية الإسلامية لها إسهامات مشهودة في العلوم والمعرفة والآداب والفنون، ويعود إليها الفضل الأكبر في النهضة الأوروبية ثم الثورة الصناعية التي كرست قيادة الغرب للعالم منذ أواخر القرون الوسطى. وفي هذا السياق، أكد الموجه الفني العام للغة العربية صلاح دبشة أن الاحتفال بلغتنا العربية، عنوان شخصيتنا وهويتنا، ووعاء تاريخنا وثقافتنا، وبها يستمر تدفق الدماء في جسد أمتنا، ونفهم من خلالها كتاب شريعتنا «القرآن الكريم» آخر رسالات السماء إلى الأرض.
القرآن الذي تخير الله له أحسن اللغات وأدقها لتكون قادرة على حمل كل ما جاء فيه من إعجاز علمي وفكري ولغوي، ومن خطاب رباني سام، يرشد ويوجه ويهدي الناس إلى يوم الدين. وأشار الى أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن اللغة العربية الآن هي اللغة الرابعة – بعد الإنجليزية والصينية والهندية – من حيث الانتشار على مستوى العالم حيث يبلغ المعجم العربي ما يقارب اثني عشر مليون كلمة، لتكون العربية أغنى اللغات في الألفاظ.
وأضاف دبشة أن اللغة العربية صمدت عبر العصور لأسباب كثيرة، منها قدرتها على الاشتقاق والتوليد والاستعمالات المتعددة للكلمة الواحدة. ولكنها لم تزل معرضة لكثير من المخاطر لذا لابد من صحوة ننفض بها عن وجه حضارتنا غبار الزمن، متمسكين بلغتنا مدافعين عنها، و نحييها باستخدامنا لها في المحافل والمجالس والمؤتمرات. داعيا الى التمسك باللغة العربية وحمايتها من الاندثار، برفع رايتها، والإعلاء من شأنها، وجعلها لغة حياة، مضيفا أن ما أوتي به سيدنا آدم من علم كله بلسان عربي مبين، وآخر رسالات رب العاملين إلى البشرية أنزلت بخير لغات الأولين والآخرين.
وحول هذا الموضوع ذكر معلم اللغة العربية في مدرسة الشيخ أحمد بن محمد الفارسي المتوسطة يعقوب ذياب أن اللغة العربية تعتبر من اللغات السامية وهي من إحدى أكثر اللغات انتشارا حول العالم اذ يتحدث بها 422 مليون شخص، مضيفا أنها لغة شاعرية للعديد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي وكتبت بها العديد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها العديد من الأعمال الفكرية والدينية لليهود في العصور الوسطى.
ومن جانبها، أكدت مديرة مدرسة عمير بن سعد الابتدائية بنين إيمان أشكناني على أهمية اللغة العربية في يومنا هذا، معلقة أنها أجمل وأرقى وأعظم لغة في العالم وسيدة اللغات فقد حظيت بالكثير من الاهتمام خاصة بعد ما ارتبطت بالقرآن الكريم فبدأت الاتجاهات واضحة وصريحة للبحث عن اللغة العربية وتعلمها من أجل إتقان الدين الإسلامي والتعرف على مفاهيمه وأفكاره ومعانيه فمن أراد الحضارة كان لابد عليه من تعلم العربية.