جامعة الكويت

‏نقابتا الأطباء والجامعة عن مشرحة الطب: مجلس الجامعة راهن على أرواح الطلبة ولم يغلقها

  

القبس – تأكيداً لما أثارته القبس، فجَّرت نقابتا الأطباء وجامعة الكويت، مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفهما مستنداً جديداً، تؤكد فيه الهيئة العامة للبيئة ــــ في دراسة أجرتها بكلية الطب ــــ التلوث البيئي المنتشر بمادة «الفورم ألدهايد» المسرطنة، وبعض المواد العضوية السامة في مبنى الكلية، وليس في المشرحة فقط، مشيرتين الى ان تقرير الهيئة، اكد ان كلية الطب لم تلتزم الاجراءات والاشتراطات البيئية الواردة في قانون البيئة في ما يخص المحيط المهني والداخلي لبيئة العمل، مما ادى الى زيادة تركيز «الفورم ألدهايد» 63 مرة عن الحد المسموح به في البيئة الداخلية، وفقا لمعايير الهيئة العامة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية. وقالت النقابتان في بيان صحافي ان هيئة البيئة أوصت في تقريرها بالاغلاق «الفوري» للمشرحة والمختبرات، بعد ان اكدت نتائج الدراسات الحقلية وجود ارتفاع بتركيز مادة «الفورم الدهايد» المنبعثة من المشرحة وثلاجة حفظ الجثث والمختبرات، نتج عنها التلوث الذي انتشر في باقي مبنى الكلية.

واشارت النقابتان الى ان الطامة «القانونية والاخلاقية» تكمن في انه في وقت الذي جاءت توصية هيئة البيئة في تقريرها بالاغلاق «الفوري» والسريع للمشرحة، حفاظا على صحة وسلامة الطلبة والعاملين، ضربت عمادة كلية الطب بتوصية هيئة البيئة عرض الحائط، بأن اجبرت الطلبة والهيئة التدريسية على العمل داخل تلك البيئة الملوثة (طوال العام الدراسي) معرّضة حياتهم لمخاطر التلوث البيئي بمثل تلك الابخرة السامة والمواد المسرطنة.
الإغلاق الفوري

وبيّنت النقابتان ان ما زاد طين تلك الفضيحة الاخلاقية والاكاديمية «بلّه» مباركة مجلس جامعة الكويت، برئاسة وزير التربية د.بدر العيسى باجتماعه المنعقد في 19 ابريل 2015، لقرار عمادة كلية الطب بإجبار العاملين والطلبة على دخول المشرحة، في ظل توصية هيئة البيئة بالاغلاق الفوري للمشرحة، نظرا الى انتشار تلك المواد السامة التي تعرّض حياة وصحة الموجودين للخطر، مستنكرتين ان تصدر جامعة الكويت بيانا صحافيا بعد يوم من ذلك الاجتماع، لتؤكد فيه «ان مجلس الجامعة أبدى ارتياحه لما تم عرضه من عميد كلية الطب د.عادل خضر ونائب مدير الجامعة د.باسل النقيب، من ان نسب الفورم ألدهايد في حدود النسب الطبيعية» ولا داعي للخوف والهلع!
دعاوى قضائية

ورأتا أنه يحق الآن لأي من مرتادي مركز العلوم الطبية، سواء كانوا طلبة، او عاملين، او أعضاء هيئة تدريسية، بالاستناد على نتائج تقرير البيئة، رفع دعاوى قضائية عن الأضرار النفسية والصحية التي عرضتهم فيها الإدارة الجامعية لمخاطر التلوث البيئي طوال فترة عملهم ودراستهم بالكليات الطبية، مشيرتين الى ان اعضاء هيئة التدريس قد واجهوا مدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري، خلال الجولة التفقدية التي قام بها الأسبوع الماضي لمبنى كلية، بالأعراض الصحية التي عانوا منها، واستنكروا تخاذل الإدارة في الاستجابة لشكاواهم، على الرغم من خطورة الوضع البيئي بالكلية، وأوضحت ان تقرير الهيئة أكد تلوث أحد المختبرات الطبية، التي عمل فيها أحد الفنيين، الذي أصيب بسرطان المريء ــ وتوفي قبل شهرين ــ بتركيز أبخرة سامة تفوق المعدلات والمعايير العالمية المسموح بها داخل الأماكن المغلقة، وأن هذا العامل تقدم بشكاوى عن اصابته بأعراض صحية متعددة خلال فترة عمله بالمختبر، إلا أن الإدارة كانت «عمك أصمخ» إلى أن توفاه الله، موجهتين تساؤلاتهما عن كيفية سماح وزير التربية وأعضاء مجلس الجامعة بضرب توصية هيئة البيئة بالإغلاق الفوري للمشرحة عرض الحائط، وإجبار الطلبة على دخول المشرحة حتى نهاية العام الدراسي؛ وأن تضلل عمادة كلية الطب ومجلس الجامعة الرأي.
كارثة بيئية

وختمت النقابتان بيانهما بالتأكيد على فظاعة الطريقة «غير المهنية» التي تعاملت بها عمادة كلية الطب والإدارة الجامعية مع هذه الكارثة البيئية، التي هددت صحة العاملين وسلامة الطلبة من خلال معاملتهم «كفئران تجارب»، واستنكرتا أن يراهن أعضاء مجلس جامعة الكويت ــ الذين يحملون درجة الأستاذية ــ على أرواح العاملين والطلبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock