كتاب أكاديميا

حتى يكون التعليم حاضنة لبيئة سلام في مجتمعنا  كتب : د. زيد الشمري 

  نواجه كمجتمع كويتي صغير تحديات ومشاكل نجد ذيولها تنتشر بسرعة، فتجد لها أصداء واسعة بين أفراد ومكونات المجتمع بدولتنا الحبيبة الكويت. هذه التحديات والمشاكل ناجمة في الأصل عن تأثيرات وتداعيات خارجية وداخلية، عمادها الأطماع والمؤامرات والسياسات الخاطئة في المنطقة والفشل على الصعيد الداخلي فيكون بلداً آمناً مستقراً كالكويت هدفا مغرياً للابتزاز والرغبة بالهيمنة على مقدراته وطاقاته، وأحياناً من قبيل الغيرة والحسد؛ كما تزدهر مثل هذه التصرفات في ظل أجواء التعصب والتشدد التي تسود هذه الأيام منطقتنا المنكوبة،وهنا ليس من وسيلة لصد هذا التطرف والتعاطي معه غير البناء على أساس علمي وعبر التعليم تحديداً، من خلال خلق بيئة وطنية متسامحة تعلي من المشتركات وتعزل الخلافات والتعارضات، وتنمي الشعور بالمسؤولية والمصلحة العامة، وتخلق أجواء من المحبة والنزاهة بين مكونات المجتمع أساسها العقلانية والمنطقية والتعزيز لمفاهيم المساواة والعدل.إن مصلحتنا كبلد ومجتمع تتطلب هذا وبإلحاح، فالكثير من الدول التي عانت من المشاكل سواء الخارجية أو الداخلية ومن ثم تجاوزتها من خلال تقوية نظامها الداخلي لتحصين أسوارها من الأعداء والمخاطر الخارجية.وبتقديري الشخصي، فإن الحل يكمن بنظام التعليم الذي يجب أن تقوم أنماطه على التعددية حيث مراعاة قيم التآلف والتآخي والاحترام بين أفراد المجتمع بمختلف مكوناته.إن نظامنا التعليمي بدولة الكويت مازال غير قادر على معالجة الوضع الراهن بما فيه من احتقان، فلا بد من تكييف المقومات المتاحة عبر منهجية تعمل على تحقيق وترسيخ السلام والتعايش والمودة وقيم حقوق الإنسان والرحمة والعدل.إن التعليم يلعب دوراً مهماً في تغيير توجهات وسلوك أفراد المجتمع بما يؤدي إلى صناعة بيئة تحتاجها الدولة المستقرة فينعم الجميع بحياة كريمة ورفاه وتقدم في جميع المجالات، لذلك أرى من الضروري أن تبدأ وزارة التربية بتغيير إحدى مركبات المناهج الدراسية التي تتضمن ماذا وكيف يتعلم الطلبة في المدارس، فمن أهم العناصر في تحقيق أهداف التعليم هي الأدوات التي تساعد في تعلم المنهج وفهم محتواه، فيتأثر بها المتعلم بصفته فرداً في المجتمع ويؤثر على الأفراد الآخرين في نفس بيئة المجتمع.وإن من أهم الأدوات والأساليب التي أراها ذات تأثيراً مباشراً هو غرس مفهوم السلام ضمن أساليب وطرق التعلم التعاوني.إن التعلم التعاوني هو بالأساس مبدأ يهدف إلى تعميم السلام حيث يسود الاحترام مما ينتج عنه التآخي والمحبة التي هما أساس العلاقات الناجحة بين الناس في أي مجتمع؛ لذلك يجب على وزارة التربية أن تعمل جاهدة على تغيير أساليب تعلم الطلبة في جميع المناهج التعليمية في المدارس ابتداءً من المراحل المبكرة وهذا مهم جداً لأنه سينتج ومن الأساس مخرجات تعليم مناسبة تحارب التطرف والعنصرية والغلو وأيضاً العنف.أنني أكتب هذه المقالة منطلقاً من واجبي الوطني للمشاركة في حل مشكلة أو معالجة خلل سببه نظامنا التعليمي بدولتنا الحبيبة.والله من وراء القصد.وتقبلوا تحياتي.بقلم: د. زيد الشمري


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock