مافيا التعليم في الكويت..الحلول المقترحة! «5-6»
استكمالا لما تم طرحه من مقترحات أولية لمواجهة مافيا التعليم في الكويت والتي بدأناها بالأسرة والمدرسة ونكملها بالمعلم والمناهج التعليمية.
لذا نعرج بهذا الجزء بالتركيز علي أهمية وحسن اختيار المعلم والهيئة الادارية والتعليمية والفنية والعمل علي تدريبها وتنميتها بشكل مستمر يواكب التطور التعليمي المتقدم والحديث ليكون بذلك المعلم مربياً وقدوة ومثلا يحتذى به لطلابه وينطبق عليه قول امير الشعراء احمد شوقي « قم للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم ان يكون رسولا» لذا وجب على المعلم أن يحافظ على هذه المكانة الرفيعة والسمعة العالية وعدم الإنجرار خلف المصالح والمكاسب الدونية التي تقلل من احترامه ومكانته وشانه وعظم دوره في المجتمع. وأحب ان أوكد هنا مرة أخرى على أهمية حسن اختيار المعلم وتأهيله علميا وتربويا قبل تعيينه والعمل على اختيار البرامج التدريبية التى تتناسب مع المراحل التعليمية المختلفة .كذلك يجب أن تحظى الهيئة الإدارية والفنية على التدريب الذي يتناسب مع احتياجاتها التدريبية بهدف ايجاد إدارة تعليمية وتربوية فاعلة وكفوءة.
أما المناهج التعليمية في مختلف المراحل فيجب أن تكون متكاملة ومتسقة مع متطلبات كل مرحلة ومتفقة مع مخرجات التعليم التي يتطلبها المجتمع والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص،وذلك حسب استراتيجية وطنية للتعليم مبنية على أسس علمية وتربوية سليمة ومتناغمة مع الاستراتيجية العامة للدولة متخذة من جودة التعليم هدفا استرتيجيا مع التركيز على الطالب بصفته المحور الرئيسى والأهم في المنظومة التعليمية بجانب الاهتمام بالمعلم والمنهج وبالبيئة التعليمية.
كما يجب تطوير المناهج التعليمية بحيث تبتعد عن أسلوب التلقين والحفظ والتركيز على المضمون والنوعية والتقليل من اسلوب الحشو والإسهاب والعمل على استخدام مزيد من الاساليب العلمية الحديثة القائمة على الفهم والاستيعاب، و التركيز على العلوم والرياضيات واللغات مع عدم إغفال أهمية القيم التربوية الروحانية والدينية والوطنية وضرورة الاستفادة من تطبيق نظام الانترنت وطرق التعليم الالكتروني الحديثة وعدم الاعتماد على المناهج الورقية.
ونرى اهمية المتابعة والتدقيق على العملية التعليمية وعلى المنظومة التربوية من خلال الرقابة الحكومية بكافة أشكالها والرقابة الأهلية وكذلك الرقابة والمتابعة والتدقيق على انشطة المؤسسات العاملة في مجال الترجمة والطباعة والنشر والخدمات التعليمية ومدى مطابقتها للأغراض التي انشئت من أجلها ودورها في خدمة العملية التعليمية ومدى مساهمتها في تقوية وتميز الطلبة والباحثين في كافة المجالات العلمية وحيث إن لهذه المؤسسات العاملة في مجال الخدمات التعليمية والترجمة والطباعة والنشردور كبير في مساندة العملية التعليمية والنهضة البحثية بالدولة لذا يجب دعم المتميز منها في خدمة المجتمع والدولة.
وختاما أتمنى ألا اكون قد أطلت في هذا الموضوع بالرغم من أهميته وكونه يمس عنصرين مهمين في حياتنا اليومية الحالية والمستقبلية هما الإنسان والتعليم والذي أعتقد ان بصلاحهما وتنميتهما نعد أجيالنا القادمة لمستقبل أفضل، كما احب ان أؤكد بأنني لم اعتمد التعميم في مجمل مقالي وذلك لوجود معلمين متميزين وطلبة مجتهدين ومؤسسات خدمات تعليمية وبحثية ومكاتب للترجمة والطباعة والنشر متميزة تقوم بالغرض المرجو منها بشفافية وصدق حسب النظم واللوائح المعمول بها والمقرة بالقانون والدستور، وفي نفس الوقت أدعو المتخصصين في مجال التربية والتعليم إلى الإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم حول هذا الموضوع الهام والشائك والذي أرى انهم هم المعنيون به بالدرجة الأولى وحول كيفية النهوض بالعملية التعليمية والمنظومة التربوية من اجل مستقبل أفضل.
وفي الجزء القادم و الاخير من هذا المقال سوف أطرح بعض الاسئلة والتي أتمني ممن يهمه أمر التربية والتعليم وبناء مستقبل الكويت أن يشاركني في الدلو بآرائه ومقترحاته للنهوض بهذا القطاع الحيوي والمهم والذي في اعتقادي إن صلح وتطور, فإنه تطوره سينعكس ايجابيا على كافة القطاعات بالدولة.
ودمتم سالمين
د.محمد الدويهيس
