جهود كويتية شابة لتدوير البلاستيك والحد من أضراره البيئية
في الوقت الذي بات فيه البلاستيك يشكل عبئاً على البيئة البرية والبحرية ظهرت مجموعات كويتية شابة وشركات طبية للمساهمة في حماية البيئة والعمل على توعية المجتمع للمساهمة في تجميع البلاستيك وإعادة تدويره أو تغيير أنماط الاستخدام إلى أدوات أكثر صداقة وقرباً من البيئة.
وبحسب دراسات لجامعة الكويت على المجتمع الكويتي خلال العامين الماضيين فإن %12 من مواد النفايات المنزلية يمكن اعادة تدويرها، تشكل «الورقية» %47 والبلاستيك %29، في حين أن زيادة النفايات الفردية مرتبطة بشكل كبير بنمط الحياة في البلاد وتوجه الكثيرين للأكل من خارج المنزل.
في المقابل، يحاول كثير من المختصين والشركات العمل على الاستفادة من النفايات البلاستيكية والورقية بإعادة تدويرها حيث بات هناك 7 مصانع لتدوير البلاستيك في الكويت ومصنعان للورق وواحد للأخشاب وآخر للإطارات واثنان للمواد الانشائية و4 للزيوت و2 للبطاريات.
وتشكل المواد البلاستيكية والورقية عنصر الخطر لكثير من الكائنات الحية، لا سيما البحرية بسبب تراكم ملايين الأطنان من المخلفات البلاستيكية في بحار ومحيطات العالم.
مخاطر البلاستيك
وقال عضو الشركة الوطنية الطبية المنتدب محمد الصراف: «إن سكان الكرة الارضية يعانون بشكل متزايد من مخاطر الاستخدام المفرط للمواد والأدوات المصنوعة من البلاستيك، ويتجه اليوم ما يقارب %10 من إنتاج البترول في العالم لصناعة البلاستيك».
وأضاف الصراف أن العالم توسع في استخدام البلاستيك منذ 1950 وأصبح الانتاج ضخما وشكل جزءا كبيرا من القمامة التي ترمى في المحيطات وتؤثر في البيئة في حين أن %10 فقط من البلاستيك يمكن تدويرها من اجمالي 8.5 ملايين طن انتجت في 70 سنة مضت.
ولفت أن مخاطر البلاستيك الكثيرة على صحة الإنسان والبيئة بشكل عام ساهمت في تحرك الكثير من الدول التي منعت استخدامه بشكل نهائي وأخرى فرضت ضرائب على استخدامه المفرط حيث إن كل دقيقة يتم إنتاج 5 ملايين عبوة مرطبات بلاستيكية %7 منها فقط يعاد تدويرها الى جانب استخدام مليوني كيس بلاستيك في الدقيقة، وهذا يعادل 750 مليار كيس سنوياً تقريبا، والأرقام مرعبة ومخيفة بالفعل.
تقليل الاستخدام
وأضاف الصراف: هناك اتجاه متزايد للتقليل من استخدامات البلاستيك والتحول إلى مواد تعبئة أقل خطورة بكثير، كالأكياس والعبوات والملاعق والشوك والسكاكين والشلمون، المصاص، والصحون وعشرات المواد الاستهلاكية الأخرى، خاصة التي تستخدم لمرة واحدة، من مواد غير بلاستيكية.
وبين أن العديد من المؤسسات التجارية بذلت جهدا كبيرا وتكلفت واستثمرت الكثير في استيراد مواد صحية للإنسان وصديقة للبيئة %100 لاستخدامها محلياً عوضاً عن المنتجات البلاستيكية وهذه المواد الصديقة مشتقة من النباتات غالباً، وجاء ذلك انطلاقا من مسؤوليتها الأخلاقية قبل المهنية تجاه المواطنين والمقيمين، وتوفير حماية إضافية للأفراد وللبيئة والنباتات والحيوانات، ولأجيالنا القادمة.
تدوير البلاستيك
في السياق ذاته، أفادت فرح شعبان وهي من مؤسسي مشروع أمنية البيئي لتدوير البلاستيك بأن إطلاق المشروع جاء لغرس ثقافة فرز النفايات من المصدر بهدف اعادة تدويرها حيث تسعى «أمنية» للتواجد الدائم وبأكبر عدد ممكن في كل مكان.
وأضاف شعبان لـ القبس أن أمنية باتت تتواجد في «المنازل، المدارس، الجامعات، جهات حكومية وخاصة، مستشفيات، أندية صحية وفي بعض الجزر» حيث تحرص طوال العام على تغطية أكبر عدد ممكن من المدارس، فالقطاع التعليمي اهم قطاع لتحقيق أُمنية.
وذكرت أن هناك تطورا كبيرا ومشهودا في التعاون مع المجتمع ودليل ذلك توفير ٥٠ حاوية خاصة لتجميع البلاستيك في مناطق سكنية بالمحافظات الست، واصبحنا نفرغها بشكل شبه يومي لتفاعل الناس وهدفنا ان نصل الى ١٠٠ حاوية خلال العام الحالي.
وبينت أن كمية البلاستيك المستخدمة في الكويت كبيرة جداً وللاسف إلى الآن لم نحقق نسبة تذكر من الكمية التي نحصل عليها مقابل التي تصل إلى المرادم وتدفن في الأرض حيث نحتاج دعما توعويا من الدولة لتحقيق الأفضل ودعم الجهود بالتوسع.
فرض رسوم
طالب محمد الصراف الحكومة بفرض رسوم على أكياس البلاستيك في الجمعيات لتشجيع المتسوقين على إحضار أكياسهم الخاصة معهم، أو إعادة استخدام القديم منها مع فرض رسوم على استخدام رسوم متفرقة على مختلف المنتجات البلاستيكية الأخرى، لكي يقوم كل فرد بدوره في المحافظة على البيئة.
مواد صديقة
بين محمد الصراف أن هدف المؤسسات التجارية الآن خلق سوق أكبر لاستخدام مواد صديقة للبيئة والتوقف عن استهلاك كل هذه الكميات الهائلة من المواد البلاستيكية الضارة بصحة الإنسان الجسدية والعقلية والمخربة فوق ذلك للبيئة.
وأضاف: الانتقال لاستخدام مواد صديقة سيقلل من أرباح شركات إنتاج وبيع المواد البلاستيكية لكن المسؤولية الاجتماعية وصحة الجميع أكبر أهمية، وبالتالي من المهم تشجيع استخدام الأكياس المتحللة، والأكياس المتعددة الاستخدام.
القبس