توقفوا عن مدح أطفالكم.. لا تقل لأولادك إنهم أذكياء وهكذا تقوي قدراتهم!
على الآباء التوقف عن مدح مواهب أبنائهم!
النصيحة جاءت من وحدة التأثير التابعة للحكومة البريطانية، معتبرة أن إخبار الأطفال بأنَّهم “أذكياء للغاية” قد يغرس لديهم قناعة بأنَّ “القدرات الطبيعية هي كل ما يلزم”.
وبدلاً من هذا، تقول الوحدة إنَّه يجب تربية الأبناء على قِيم العمل الجاد وبذل الجهد، وفقاً لتقرير على صحيفةThe Daily Mail البريطانية.
وقد قُدِّمت هذه النصيحة، التي سخر منها النشطاء مساء الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول، بواسطة فريق أو هيئة الرؤى السلوكية، المعروف اختصاراً باسم BIT.
وعكس ذلك، ترى الطبيبة النفسية والأخصائية التربوية لوري هولمان، صاحبة كتاب”الذكاء الأبوي: إيجاد المعاني في تصرفات ابنك”، أنه من المفيد أن تخبر طفلك بأنك فخور بخطواته الصغيرة عندما يُظهر خوفه، وأن كل خطوة صغيرة يأخذها طفلك هي تقدم يبني ثقته بنفسه وبقدرته على تخطي العقبات شيئاً فشيئاً، بحسب النسخة الأميركية لـ”هاف بوست”.
إلا أن الفريق أو الهيئة التي أنشأها ديفيد كاميرون لإعطاء المشورة للجهات الحكومية عن كيف يمكنها “التأثير” على الناس للقيام بالاختيارات الجيدة، قالت إنَّ على الآباء التخلي عن “العقلية الثابتة” فيما يتعلَّق بقدرات أبنائهم، وبدلاً من التشبث بها، عليهم تحفيز أبنائهم على تعزيز قدراتهم.
ونصحت المعلمين بإعطاء الطلبة درجتين للتقييم، إحداهما درجة تقييم فعلية، وأخرى “يُمكن” للطالب تحقيقها؛ حتى يمنحوا التلاميذ الثقة من أجل تطوير أنفسهم.
وترتكز هذه الفكرة، التي تعترف الهيئة بأنَّها لا تمتلك دليلاً لتدعيم صحتها، على فكرة شهادات أداء الطاقة التي تُجهَّز لمشتري المنازل الجدد، والتي تُظهِر معدلات أداء الطاقة القديمة، والمعدلات المتوقعة إذا ما جرى إدخال تحسينات.
ووصفت مارغريت موريسي، وهي واحدة من مجموعة الضغط المُسمَّاة “Parents Outloud”، التقرير بـ”الجنون”، وقالت: “ستكون ردود فعل الآباء في أنحاء البلاد هي: أنا مسؤولٌ عن ابني وسأربّيه بالطريقة التي أريدها”.
وأضافت: “قد تكون هناك طريقة صحيحة للقيام بالأمر من وجهة نظر الحكومة، لكن الأمر في النهاية يعود للوالدين. إنَّ هؤلاء الناس يسلكون سُبُلاً عديدة كي يشعرونا بالذنب. على الحكومة الاهتمام بشأن إدارة الدولة، وسنهتم نحن بتربية أبنائنا”.
وتتشارك الحكومة ومؤسسة الابتكار الخيرية البريطانية “نيستا” ملكية هيئة الرؤى السلوكية.
وتنفق الهيئات الحكومية عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية لتكليف الهيئة القيام بالأبحاث في مجال العلوم السلوكية.
ونُشر تقرير الهيئة المُتعلِّق بالتعليم بتكليفٍ من شركة بيرسون للنشر والتعليم. ويقول التقرير إنَّ العديد من الآباء لديهم “عقلية ثابتة”؛ أي إنَّهم يظنون أنَّ أطفالهم موهوبون فقط بالقدرات التي وُلِدوا بها، وأنَّ تطويرهم أمرٌ صعب.
وبدلاً من هذه القناعة، يقول التقرير إنَّ الآباء عليهم السعي لتكوين “عقلية قابلة للنمو”، وذلك بالتركيز على إمكانات تطوير أبنائهم.
وقال التقرير: “إنَّ ملائمة ردود الفعل لنجاح وفشل الأطفال يمكن أن تساعد في صقل العقلية القابلة للنمو. فالإشادة بالجهود التي يقوم بها الطفل تُعَد اعترافاً بالتحديات التي يواجهها، وبالعمل الجاد الذي يقوم به من أجل تحقيق أهدافه”.
ومن السهل أن تُطوِّروا عن غير قصدٍ تلك العقلية الثابتة إذا ما ظللتم تشيدون فقط بمواهبهم، “كأن تقولوا: أنت ذكي للغاية أو لقد وُلِدتَ للقيام بهذا، بدلاً من الإشادة بالجهد الذي يبذلونه، كأن تقولوا: لقد قمت بعملٍ جيد أو لقد أتى عملك الجيد بثماره. فالإشادة بالمواهب يمكن أن تُعزِّز فكرة أنَّ القدرات الفطرية الطبيعية هي كل ما يهم”.
ويقترح التقرير على الآباء بعض الردود التي يمكن تصنيفها ردوداً “صحيحة” و”خاطئة” على المواقف المتنوعة التي يجد الأطفال أنفسهم فيها.
وقد طُوِّرت نظرية العقلية الثابتة بواسطة الطبيبة كارول دويك، أستاذة الطب النفسي بجامعة ستانفورد. وقالت دويك إنَّ الآباء يمكنهم استخدام النظرية لـ”غرس أنماط التفكير الإيجابي في أبنائهم”.
وتؤمن دويك بأنَّ الطلبة في كثيرٍ من الأحيان يستسلمون حين يواجهون صعوباتٍ؛ لأنَّهم ببساطة يؤمنون بأنَّهم لم يُولَدوا بالإمكانات السليمة التي تمكِّنهم من النجاح.
وأضاف التقرير: “قد يكون للعشاء العائلي فوائد لا تقتصر على تناول الطعام فقط. فعلى سبيل المثال، تقلّ احتمالات تورُّط المراهقين الذين ينحدرون من أُسر يُعَد فيها تناول وجبة العشاء معاً بانتظام في سلوكياتٍ خطرة، مثل: تعاطي المخدرات، أو الأنشطة الجنسية، أو الأكل بشراهة”.
وأضاف: “ومع ذلك، يُعَد هذا مجرد نمطٍ اكتشفه الباحثون، ولا يعني أنَّ زيادة الوجبات التي تجمع العائلة معاً تضمن بالضرورة قيام الأطفال بالسلوكيات الصحيحة”.
لوري هولمان ليست الوحيدة التي تنصح بمدح الطفل؛ إذ وجد علماء النفس أن نِسبة كبيرة من الأطفال الذين يَتمتعون بمواهب مميزة يَكوُنون نِتاج اهتمام مُبكر بتلك الموهبة.
ومن أهم الطرق لتنمية مَوهبة طفلك وتطويرها، ينصحون بعدم التشكيك في قدراته وإمكاناته.
وألا تُقارنه بطفل آخر له إنجاز، أو مَوهبة مُشابهة حتى لو كان الآخر يَفعل أفضل مما يفعله طِفلك، وإلا فَقَد طفلك الاهتمام بما يُحب فعله، جزء من تنمية المَوهبة هو إشعار الطفل بالتميز، ولو شَعر بأنه موهوب فَتلك أول مرحلة في إدراك القدرة المُتميزة. قَدِّم له الدعم دون أن تُشعره بأن هنُاك أفضل مما يفعله.
المصدر:
هاف بوست