كتاب أكاديميا

‫د. عبدالرحمن الجيران يكتب: معالي وزير التربية… وقفة تأمل فقط!‬

كلما طرأ في مسرح السياسة الدولية أمرٌ اتهمنا مناهجنا ووصمناها بكل نقيصة، ورُمنا تغييرها تبعاً للأحداث والنوازل التي لم ولن تتوقف او تستقر!

بل وبرهنا للغرب أن مدارسنا منبع التطرف والإرهاب فحي هلا للقضاء عليها؟

فهل هذا منطق! وهل يجوز تدويل التعليم في الكويت ورهنه للبنك الدولي ليفعل ما يشاء! وترك أهل التخصص والميدان وتجاهل مقترحاتهم للتطوير.

والغريب أن الذين رفعوا عقيرتهم لاتهام التعليم والمناهج هُم أنفسهم تعلموا في مدارس الكويت وتخرجوا فيها ولما اشتد ساعدهم رموها بقوس واحد !

من الخطأ ربط التعليم بالسياسة، وخطأ أكبر استعراض الامور المهنية والتخصصية التعليمية تحت قبة عبدالله السالم.

فالأصوب أن يكون مكانها اللجان المختصة واهل الميدان والتواجيه، الذين مازالوا يتابعون كل ما هو جديد ومفيد ويحتاجه الطالب لرفع مستواه، ولهم منا وافر الشكر ومزيد من الثناء، فمناهجنا تضاهي المناهج الأوروبية بفضل الله.

لماذا تفشل الدراسات المستقبلية عندنا؟

السبب الرئيسي لفشل هذه الدراسات هو أننا نعتمد الرأي السياسي قبل الرأي الفني، ولهذا السبب وحده تفشل كل خطط ومشاريع التنمية والتعليم عندنا، ونقصد بالرأي السياسي أيضاً المحاصصة والتوازنات والمحسوبية، وأنتم يا معالي الوزير خير من يعلم عن قطاعات الوزارة والمحاصصة فيها، وكيف اثر سلباً على تطبيق القانون والحوكمة.

هل نستفيد من الدراسات المستقبلية الواردة من الغرب لرسم مستقبل التعليم ؟

وهنا تجدر بنا الإشارة السريعة لهذه النقطة وهي:

نشأت الدراسات المستقبلية الغربية لدواعٍ استراتيجية تزامناً مع الصدام العسكري بين معسكري الحرب الباردة، حيث تطورت الدراسات المستقبلية «في أحضان المؤسسات العسكرية والشركات المتعددة الجنسية، وارتبطت أغلب الدراسات بتلك المؤسسات والشركات، بحيث ظلتا تحتكران ثلثي الدراسات المستقبلية…»، إن أكثر من 66 في المئة من العلماء العاملين في ميدان البحث العلمي ينشطون في مجال الأسلحة، أي الميدان السلبي للحضارة. «هذه الأولوية الاستراتيجية تطبع دواعي وأهمية القيام بدراسات مستقبلية في بعض الكتابات، فمثلاً نجد – في إطار مصر والوطن العربي- فإن الدراسات المستقبلية لها أكثر من سبب. فهناك إسرائيل والاختلال الاستراتيجي المتزايد في المنطقة… وهناك آثارالكساد العالمي على الثورة النفطية… وهناك ضرورة الاستعداد منذ اليوم لحقبة ما بعد النفط»، ولا شك أن الغرب والشرق قدموا دراسات كثيرة لمستقبلنا، ولكنها لا ترتقي بنا وبتاريخنا بقدر ما تراعي مصالح الدول الكبرى؟

هل التعليم فقط يبني مجتمعاً مثالياً؟

تعددت الآراء حول تحديد البداية العلمية للدراسات المستقبلية، إذ يرى البعضُ أنها ترجع إلى نهاية القرن الخامس عشر الذي شهد ظهور كتاب «توماس مور» المعروف باسم (يوتوبيا)، حين طرح فيه تصوُّرا مستقبليا للمجتمع المثالي الذي يخلو من كل أشكال الاضطهاد والظلم والأنانيّة، ثم تلاه في نهاية القرن السادس عشر حتى الربع الأول من القرن السابع عشر كتاب الفيلسوف الإنكليزي «فرانسيس بيكون» باسم (أطلنطا الجديدة) وهو يطرح رؤية مستقبلية للعالم من خلال تصوره لمجتمع جديد يعتمد على العلم كوسيلة أساسية لتغيير العالم والسيطرة على الطبيعة وتحقيق مستويات حياتية أفضل للبشرية، ثم توالت الدراسات على هذا المنوال… في مختلف التخصصات.

فهل سنشهد بعهدكم معالي الوزير انطلاق الدراسات المستقبلية لمسيرة التعليم بالكويت كرافد للتنمية؟

د. عبد الرحمن الجيران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock