كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: ‏عدو المرأة .. الوهمي!

” .من علامة حسن الخلق أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقًا”  ” ..( مصطفى السباعي ) يروي لي صديق كان يدير شركة لتجهيز المناسبات ، حكاية حقيقية حصلت قبل سنوات ، و سأكتبها على لسانه : ” في عصر أحد الأيام زارني في المكتب أحد الزبائن وطلب تجهيز مناسبة زواج كاملة ، من زينة على البيت إلى الخيام و بقية المتطلبات المعروفة وقتها ، و اتفقت معه على أمر التجهيز و السعر ، و كان يركز على تركيب زينة البيت ، حيث اوصى بأن يكون التركيب في اليوم التالي للتوقيع ( أي غدا” ) و بعد النظر في جدول عمل اليوم التالي تمت الإتفاق على وقت الظهر مابين الساعة الثانية إلى الثالثة ظهرا، و دفع مقدم مالي عربون للعقد ، و كان الأمر يبدو طبيعيافي الظاهر ..وفي اليوم التالي وصلت سيارة الشركة للبيت ، و عند طرق باب البيت بغية الإستئذان لعمل و تركيب الزينة ( الأسلاك الكهربائية المحملة بالأنوار ) إستغرب الأبن و نفى أن يكون لديهم مناسبة زواج ، و مع إصرار العامل ان هناك مناسبة زواج ، و أن إتفاق تركيب الزينة صحيح ( و هذا العقد المتفق عليه من الشركة ! ) ، فقرر الابن أن يطلب من العامل الإنتظار قليلاريثما يسأل بالداخل عن هذا الامر الغريب !دقائق معدودة أتت الزوجة و أكدت للعامل بأن العنوان خطأ ، ولايوجد البته مناسبة زواج عندنا ( هكذا قالت ) ، فقال العامل لها : ألف مبروك الزواج و نطلب السماح للصعود لتركيب الزينة من سطح المنزل ، فغضبت الزوجة و أمرته بالإنصراف ، هنا كان صاحب الشركة هو من يقود سيارة شحن المعدات ( شاحنة خفيفة  ” هاف لوري ” ) فذهب العامل و أبلغ صاحب الشركة بما حدث ، الذي بدوره أستلم نسخة العقد من العامل و ذهب لباب البيت لإستيضاح الأمر ، فتبين أنه لايوجد في الواقع مناسبة زواج ، و لا أي شئ من هذا القبيل ، وأن الموضوع برمته  ” مقلبمن أصدقاء أرادوا وضع الصديق في موقف حرج جدامع زوجته !ماقصة هذا المقلب الغريب ؟ ، حسبما علمت بأن الشخص الذي عمل ( بضم حرف العين ) له المقلب كان دائمايتفاخر بين أصدقائه ببطشه المرأة ، و بأنها المرأة لاتعدو كونها حذاء ( يكرم القارئ وتكرم المرأة ) ، و بأنه يعتبر المرأة مجرد جزء من أثاث البيت ، فإن إنتهت مدة إستخدامه  ”  حذفه ” !و كلام كثير من هذه النوعية المؤسفة من العبارات التي تجهل المرأة ، و قدرها و حقها الأدبي و المعنوي في حياتنا ، فهي الجزء الآخر لكل رجل ، ولا حياة بدون المرأة ..فلما ضجر منه الأصدقاء ، أتفقوا على عمل مقلب يظهره على حقيقته ، و هل هو بالفعل يسيطر على المرأة ( المقصد ماهي شخصيته الحقيقية أمام زوجته التي يتباهي ببطشه لها و أنه و إنه ! ) وبالطبع ظهرت شخصيته الحقيقية و بأنه لايساوي حتى الحذاء عندها !و وصلت الأخبار إلى الأصدقاء ( و هو عنوان احد كتب الدكتور محمد الرميحي ) و كان حدثامهماحيث إنتشرت قصة عدو المرأة الذي ظهر على حقيقته ، و بأنه أضعف من أن يواجه ، وتبين أن كل قصته فقط لتفريغ غضبه و تقمص دور القوة أمام المرأة ، بينما هو . . . . . .  !هناك من يعتقد بأن الدين يضطهد المرأة وبالطبع قطعاغير صحيح هذا الأمر ، إذ قال الله في سورة الاحزاب ( آية 35 ) :  ” إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ”  ،  ولنا في نبينا عليه افضل الصلاة والسلام أسوة حسنة لما قال : ” رفقابالقوارير، و كذلك قال صلى الله عليه و سلم :    ” إستوصوا بالنساء خيرا”  ” ..المرأة كرمها الله و نبيه الكريم ، و كافة الأديان و الشرائع السماوية أعزت المرأة ، و حتى عزوة القبائل بالمعارك و الوغى كانت المرأة ( اخو فلانه ) و للمرأة نصيب الكرامة و الفخر عند الرجال العقلاء ، لايمكن لأي رجل عاقل و نزيه يثق بنفسه إلا و اعطى المرأة مكانتها الطبيعية ، المرأة هي النصف الآخر لآدم ، وبدونها لاتكتمل لوحة الحياة ..هناك نساء فيهن من السوء مافيهن ، و كذلك الرجال ليسوا محصنين عن السوء ، المرأة وصلت أعلى المراتب بل و تقود الرجال ، فقد أصبحت المرأة ممكنة بأكثر المناصب القيادية ، و أكثر النساء يقمن بعملهن بإقتدار و تمكن ..ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ..يوسف عوض العازمي alzmi1969@


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock