كتاب أكاديميا

نور العجيل تكتب: غوانتانامو تلحق بي (خيوط غربة)

حبيبتي شغف، شغفي المسروق

محيت ياء ملكيتي منكِ منذ ما عدت أمتلكك!

منذ وطئت أرض وطني وعلمت بإنطفاء شمسك

ماعدت كلي كانت عودة (جسد لوطن) أصعب من كل عوداتي أن يعود جسدك بينما قلبك لايزال مغترب أسير خيوط غربة متلاحمة محال أن تتقطع

كتبت كثيراً،

إلى أن شعرت بأنه ماعاد هنالك من التعابير ما لم تطمرها أحرفي! أشعر وكأن اللغة عاجزة عن الأتيان بما يجول في خلدي، أحياناً أشعر وكأنكِ رحلتِ عنوة هذا ما يقوله عمر أخي..

ومرات أشعر بأني من تسببت برحيلك،

حسناً الوقت يداهمني.. أنها الساعة الخامسة فجراً

يتبقى ثلاث ساعات على حصتي تُرى هل سيأتي عزيز بعد موقفنا بالأمس؟

..

توقفت عن الكتابة وعاودت الكتابة في نهاية اليوم كان يوماً حافلاً، حافل بالخيبة فقط!

رأيت عزيز اليوم برفقة والده الذي أتى لينقله من فصله، لِمَ ذاك؛ تقليل الإحتكاك فيما بيننا؟

أطلت النظر في عين ذاك المدعو زوجك

الملتصق بكِ كل الإلتصاق، ما لبثت دقيقة كاملة

حتى أتآني مسرع يسألني عن فصل عزيز وأين يتواجد أكثر الأساتذة مهارة، ما كنتِ أفضل مني مكراً وحيلة، نطقت بشعبة عزيز حينها وأشدت بمعلميه لأجعل منه يتراجع عن نقله،

كنت أبتسم في وجهه طوعاً كنت أريد صفعه

بكل ما أوتيت من قوتي!

لكن حشرجة نفسي كانت أسرع،

لمحت عزيز يركض باتجاهي مسرعاً احتضنّي

يعرفني بوالده! الذي قال لي حينها: كثيراً ما يتحدث عنك عزيز في منزلنا!

غبت حينها بعيداً كل البعد عن أجواء المدرسة

أكنتِ حين يبعث الله ذكري على لسان عزيز تبتسمين لذكرياتنا؟ أم كنتِ تخافين نوبات الحنين الخانقة فتتصنعين الإنشغال بينما أنتِ تصغين كل الإصغاء؟ أم كنتِ تستعيدين تذكر ملامح وجهي وتسرعين لرؤية صوري في العلبة الحمراء التي أهديتها لكِ ذات ميلاد؟

تساؤلات كثيرة قابعة في ظلمات دهاليز رحيلك

تنتظر أجابة طال بها السفر

تنتظر خيوط الغربة تتقطع تُنتشل كما الحال

مع جسدي ظل فكري وحده مغترب!

منذ رحيلك كل بلداني غربة،

وكل وطن فاقد لمعنى الوطن،

منذ رحيلك كل بيتاً ليس بيتي

مغترباً أنا في سفرٍ و وطن!

@nooral3jeel

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock