كتاب أكاديميا

نوال البحيري تكتب: المسؤولية الفردية


وصلنا لمرحلة تضع الحمل الصحي للدولة على عاتق الفرد، فقد أدت الحكومة واجبها تجاه كارثة صحية لم يراها البعض بجدية حتى باتوا يحاولون الضغط على الدولة لمواصلة حياتها الاقتصادية والاجتماعية ولا تعد الأرقام المتزايدة لأعداد الأفراد المصابين في المرض تهمهم أو تلفت انتباههم، فالملل يحدوهم نحو طريق الإصابة ولسان حالهم يقول لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، فلا ثقافة دينية بالأخذ بالأسباب ثم التفاؤل ولا ثقافة طبية يعلمون من خلالها قدرة الدولة على استيعاب أعداد كبيرة جدا ممكن أن لا تكون للدولة القدرة لمعالجتها لعدم كفاية الأدوات والأجهزة ومضخات الأكسجين، ولا ثقافة اجتماعية تعلمهم أنهم ممكن أن يكونوا السبب في إضرار الأسرة والأبناء والوالدين، البعض من هؤلاء لم يتعظوا من انفتاح ايطاليا وفرنسا فأصبحت نسبة الوفيات تفوق النسبة المحددة للمرض، لأنهم لا يموتون أحيانا من المرض ولكنهم يموتون نتيجة عدم كفاية الأجهزة وأنابيب الأوكسجين، وقد ظهر العديد من الممرضات في إيطاليا للاعتراف بعدم وجود قدرة استيعابية لدى المستشفيات.
لا نريد أن نصبح بلا ثقافة وبلا وعي، فنحن نقدر أن نتباعد ونجلس ببيوتنا حتى تنتهي الأزمة على خير، فالحمد لله حمدا كثيرا على نعمة الأمن والأمان وخطط متوفرة لتعيننا على تخطي الأزمة، ولنا ثقة بالله بأن يعين من لا يستطيع العيش وفق منظومة لا يستطيع التحكم فيها مثل الإيجارات وتعطيل المحلات التجارية والشركات وغيرها، فلكل مشكلة حل في دولة الخير والسلام، حفظها الله وأدامها وأدام عطائها الذي هو سبب بقائها.

نوال البحيري
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock