كتاب أكاديميا

م. شهد الناصر تكتب : لم تكن عابرة…

جميعهم عابرون لم ألتفت لهم ولم ألاحظهم.. ..إلا” هي ”
لم تكن عابرة
لقد مرت بداخلي وتغلغلت وتجذرت
لم تكن عابرة
فلقد كانت مستوطنة احتلت القلب
وسكنت الروح واستحوذت على النظر
وكأنها الإبنة المقدسة للمطر
وكأن القطرات أنبتتها بداخلي
كانت تتدفق بي بغزارة
بشكل يجرفني بعيدا بعيدا
لأضيع بين أكيدها واحتمالها
“فكم من أكيد أحتاجه،وكم من احتمال يقتلني
فلا الأكيد أدركه،ولا الإحتمال يرحمني”
لم تكن عابرة
كانت الصدفة التي هي خير من ألف ميعاد
صدفة بلون الورد عانقت إنتظاري الرمادي فلونته
لم تكن عابرة
متفردة بكل شيء ،مستثنية من كل شي
لم تنطبق عليها قواعدي مع بقية النساء
لقد كانت كالجزء المحذوف من كلماتي
كالأحلام التي لاأبوح بها لأحد
لقد كانت “أنا بالحقيقة”
لقد كانت مختلفة غير مكررة
متمردة بشكل غريب ،معطاءة بسخاء
لقد أتتني مجردة من كل أقنعة
أتتني كاملة كما ” هي ”
لايهمها أن تكون مثالية بعيني بقدر مايهمها أن أراها
كما “هي”
لذلك أنا أحبها
أحبها وأحب ظلها وانعكاس مرآتها…
أحبها بجنونها وعقلانيتها،بإستقامتها وإنحرافها،بشقاوتها ونضجها،بقربها وهجرها
أحتاجها الآن
احتاج لثرثرتنا أنا وهي
لقد كانت أجمل ثرثرة
أحتاج لتلك اللحظات التي كنت أحاول جاهدا أن أجاري فيها خيالها..
أحتاج لصوتها لأستلذ بطعم قهوتي
ليجمعني ليبعثرني لأتفوه بكلمات لا أعيها
لأثرثر اثرثر بغباء وأضحك بسذاجة الأطفال وتتراقص حروفي على معزوفة غربية الألحان شرقية الإحساس تجعلني أعشقها لحد الهذيان لحد الثمالة …
وأغيب وأغيب في ذلك التيه البعيد حيث لابشر
حيث لاحزن،لا إشتياق ،لا فراق
حيث الغيوم ،حيث النجوم
حيث القمر
حيث أنا وهي فقط …
بقلم :
م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock