كتاب أكاديميا

م.شهد الناصر تكتب رحمتك نرجو ياالله

موقف يعيد لذاكرتك كل شيء كل الأشياء التي كنت تقاومها بكل قوةوصلابة.. الآن هي تجتمع جميعها عليك بطعنة ذلك الأقرب الذي لطالما كان يعينك للتغلب على الوجع ،الآن وللأسف هو الوجع بحد ذاته!
هنا ستشعر أن قلبك تم احتلاله ومشاعرك  مشردة بين أرجاء الحنين ،تنادي قلبك ليستجمع قواه لتنهض لكن للأسف لاتملك سوى الألم !
لاتملك سوى أحضانك التي تحتضن جثث آمالك ،تحتضن نفسك وطيبتك المقتولة  “فأحيانا نقتل أنفسنا عندما نختار لها من لايقدرها “..تحتضن الأحلام المهمشة فلا أصعب من تهميش الأحلام ولاأوجع من ذكريات أبطالها رسموا بقلبك ندبة الخذلان..كم هي مؤلمة طعنة الأقرب لقلبك !
إنها موجعة جدا ..أتدري لماذا ؟!
لأنك لم تعتبره عابرا
” فنحن لانتأثر من العابرين بل نؤذى ممن اعتبرناهم أوطان !”
فلا أوجع من طعنة مباغتة تفاجئك من صميم قلبك!
أدرك بأنه لاكلمات  تصف ما تشعر به ! ومتأسفة جدا إن كانت حروفي هنا قد تهيج الذكريات الموجعة للبعض ..وتبا لأصحاب تلك الذكريات الذين تسببوا بكل هذا الألم …
لكن علينا أن نخرج من الصندوق الأسود الذي لطالما كنا أسرى له.. علينا أن نخرج من قوقعة دور الضحية ..علينا أن نتصالح مع الوجع والخذلان..فلماذا نستمر بتمثيل التغابي لنتجاوز الوجع ؟!
لماذا نقوم بتمثيل الفهم الخاطىء لبعض الأمور خوفا من أن نتألم من صحيحها  ؟
لماذا نستمر بإعطائهم فرصة خوفا من خسارتهم وهم تعدوا حدود الفرص  ؟!
خذ بيدي ولنعتبر الخذلان  كما في النشرة الجوية سحابة عابرة
بالفعل سحابة عابرة !
لأن من بحبك لن يبكيك ولن يسمح لنفسه أن تتمادى بإهمالك وتجريحك ..سيكون واضحا معك لا متذبذبا
بالفعل سحابة عابرة ..لم يكن وطنك من البداية !
كان مجرد عابر يحمل يد رخوة تركك تتسرب في بئر يوسف لكنه لم يدري أنه ستنتشلك رحمة الله لذلك التعويض الرائع الذي يرى الحياة من عينيك ويحتضنك بما أنت عليه.
عزيزي إنني متيقنة أنك تشعر بخذلان بكمية ثقتك به ..بكمية صدقك معه ،بكمية نقاءك وبياضك..لكن عليك أن تدرك بأنه في حياتنا مواقف قاسية وموجعة فبالرغم من بساطتها توصل لنا رسائل مبطنة بسهام تقتلنا لتحيينا من جديد..
عليك أن تقدس نفسك وتحترم مشاعرك كثيرا
لاتلهث وراء من لايهتم بك “لاتكن طرف ثالث”
ولاتدخل بحياة شخص لمجرد ملء فراغ
“لاتظلمه فليس له ذنب  ”
عليك ألاتخجل من تجاربك فالحكمة تولد من رحم التجربة..
عزيزي لا تحزن ولاتأسف على خذلان أحد.. كن مؤمنا بكمية التعويض الجميل الذي يمنحنا إياه الله بعد مواجهتنا للإنتكاسة بصير جميل وهجر أجمل وصفح أعظم ..ذلك التعويض سيجعلك تشكر عواصف الظروف التي أبكتك لتزهر روحك وتنبض من جديد..
كالعادة متيقنة أنك تسامح لأنك تحمل قلبا لايعرف الحقد وتبتعد بصمت لأنك لاتفضل أن تجرح أحد على مبدأ
“”فمن يحبني لن يسبب حزني فلماذا العتاب ياقلب ؟! بل سأغادر بصمت..فلا أجمل من أن تكون النهاية راقية وجميلة كجمال البداية””

فلو تساءلت ما العبرة من هذا كله؟!
العبرة ياعزيزي أنه لابأس من القليل من الوخز.. لابأس إن تألمنا إن كنا سنتعلم .
شكرا للدروس الموجعة ولأصحابها الذين جعلونا نفهم ونستوعب مامعنى” أن السند الحقيقي هو الله”
شكرا لرحمتك ياالله
رحمتك التي نراها تلمس كل شيء حزين بداخلنا فتحييه من جديد..رحمتك التي نراها عندما نتعثر وتشل خطواتنا ونسقط في وادي الآلام فتأتينا رحمتك يامخلصنا لتأخذنا لنور الأمل بعد كل هذا الظلام الذي نتخبط به ..رحمتك إلهي نراها في تلك الدعوات التي كانت قلوبنا تبتهل وتناديك في كل ليلة وكنا نتساءل لماذا هي ليست لنا ..لماذا لم تتحقق؟!
‏وكنا نظنها ظن سوء بأنها الأفضل لنا مما نحن فيه “وكم تخيب الظنون” لقد كان الله يحجب عنّا تلبيتها لأن خلفها سوء لم نكتشفه..فكم نحن جاهلون بحكمتك إلهي في تدبير أمورنا وكم نجهل أبعاد الحياة وخيوطها التي تتشابك ونظنها معقدة ولاندري أنها “تتشابك لأجل أن تنحل ،وتتعقد لأجل أن تتبسط”
رحمتك تأخذنا بتدبيرك للأجمل والأفضل والأكمل ،تأخذنا للمقاس المناسب لثوب أمانينا ولقلوبنا .
رحمتك نرجو ياالله بكل القلوب الصادقة النقية في هذا العالم البائس ..رحمتك يالله بكل قلب ليس له سند إلا أنت..
رحمتك بكل قلب  أعطى وخذل وذبل وينتظر رحمتك ليزهر من جديد.

بقلمي الدافىء:
م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock