كتاب أكاديميا

محمود الربيعي يكتب : اسس التربية البدنية والرياضة

من: محمود داود الربيعي <[email protected]>
العنوان: اسس التربية البدنية والرياضة

الرسالة:
اسس التربية البدنية والرياضة
الاستاذ الدكتور محمود داود الربيعي –كلية المستقبل الجامعة – العراق
إن التطورات العلمية الحديثة التي بدأت تؤثر بشكل مباشر في التربية البدنية والرياضة  دفعت جميع دول العالم للعمل على تطوير أهدافها وأغراضها واستراتيجياتها بما يتلاءم مع هذه التطورات، اذ بدأت بتغيير مبادئها وأسسها وفلسفاتها من  خلال الكشف عن اتجاهات حديثة تتصل بطبيعة الفرد ونموه, اضافة الى ايلائها مسؤولية مساعدة المدرسين والطلبة واللاعبين والمدربين والاداريين والمتخصصين على متابعة بكل ماهو جديد ومفيد في عملهم والاهتمام بتشجيعهم على الاقبال عليه , وعلى امور حياتهم بأساليب اكثر ابداعا وتوجيه الجهود الى اهمية تتبع البيئة والابداع والقيادة وبناء الثقة وإتخاذ القرارات لجعل العاملين في هذا المجال الحيوي والمهم  فاعلين ويصبح دورهم هو تطوير الأجواء بهدف تنمية الانسان وفق المعايير السليمة.
إن المعلومات والخبرات والانجازات التي تقدمها التربية البدنية والرياضة سوف تؤدي الى حياة سعيدة كريمة، فيما لو قدمت للأفراد , لكونها ذات قيمة في حياتهم، كما يحيونها يومياً، فالنشاطات البدنية والرياضية المتنوعة و القيمة تمكن الفرد من أن يحيا حياة ذات غرض أسمى، وتكون في نفس الوقت شائقة متدفقة,   لأن التربية البدنية والرياضة في حد ذاتها هدفها طموح الجنس البشري، لتعززه وترعاه وتعمل على الارتقاء به. في الوقت الذي تحرر فيه العقول وتنمي المهارات وتشجع روح الابتكار والابداع وتغرس الاتجاهات السليمة من حب وطاعة واحترام عند الفرد حتى يصبح مواطناً صالحاً.
لذا وجب على جميع العاملين في التربية البدنية والرياضة  أن يضعوا  المسؤولية الأولى في مراعاة افراد المجتمع من متطلبات وإحتياجات طبيعية ومكتسبة للحياة الأولى ممهدين بذلك بتعاونهم مع المؤسسات التربوية والرياضية وغيرها في المراحل المقبلة لمباشرة أوجه النقص ومعالجتها وتكيفها وتطويرها من جميع الوجوه. سواء أكانت عقلية أم جسمية , نفسية , فسيولوجية أو سلوك أنساني معدل حتى نصل في النهاية بالفرد الى مستوى الكمال.
وتحظى الأهداف والأغراض للتربية البدنية والرياضة بالتقدير دون شك إذا عرف الفرد في أي اتجاه يجب أن توجه الخبرات والمهام في  المحافظة على نموه وتطوير قدراته، وعلى طموحه ، وأن تعزز ذلك كله وترعاه وتعمل على الارتقاء به، ليصبح في متناول الأجيال المقبلة عن طريق استعمال المستجدات  المفيدة  من نشاطات بدنية ورياضية.
تعد التربية البدنية والرياضة جزء متمم للتربية العامة , وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق اهدافها واتجاهاتها التي تتماشى مع اتجاهات التربية الحديثة من حيث اهتمامها بالناحية التطبيقية وملائمة مادتها لدوافع ورغبات الفرد وتؤثر في سلوكه  بطريقة غير مباشرة , ولها صلة وثيقة بحياته بالمجتمع ,لكونها تهدف الى تقويم الفرد عقليا ونفسيا وبدنيا عن طريق البدن او بواسطة الفعاليات الرياضية , فهي ليست غاية في حد ذاتها ,بل وسيلة الى غايات اخرى, فتعلم المهارة في لعبة من الألعاب او حركة من الحركات لايعني الانتهاء منها ,بل يمكن الاستفادة منها في اشغال اوقات الفراغ في المستقبل او كوسيلة للمشاركة مع أفراد آخرين في مزاولة هذه اللعبة.
وبما أن  التربية البدنية والرياضة كظاهرة اجتماعية متكاملة مرتبطة بشكل رئيسي مع تربية الشباب , لذا فهي جزء من البرنامج العام للعملية التربوية نحو بناء المجتمع, من خلال تطور العلاقات الانتاجية وتحسين ظروف العمل المادي لحياة الأفراد  و رفع مستوى الانتاج, و الحفاظ على الصحة العامة ,واستغلال اوقات الفراغ والاستفادة منها في اكتساب الصفات البدنية والعقلية والاجتماعية والنفسية والصحية لأجل تكوين حياة سعيدة واعداد المواطن ليكون صالحا في مجتمعه.
وانطلاقاً من هذا المبدأ وجب على جميع العاملين في هذا المجال الحيوي ان يضعوا مفردات برامجهم التعليمية والتدريبية على وفق المقاييس الموضوعية بشكل علمي ودقيق في معالجة وتحسين متطلبات التربية البدنية والرياضة  ، بإستعمال وسائل وأساليب حديثة تمكنهم من تفهم أوضاع جديدة تتلاءم مع ظروف ومتطلبات عملهم. ومساعدة  الطلبة والمدرسين والمختصين والاداريين والمشرفين واللاعبين على فهم مايجري في المدارس والجامعات والاندية والاتحادات الرياضية وتزويدهم بمعلومات اساسية وأفكار يستطيعون من خلالها متابعة تنميتهم خلال حياتهم المهنية ويوضح لهم بأن التربية البدنية والرياضة  تستند الى رصيد من البحوث العلمية مما يساعدهم على صياغة اسئلة بحثية خاصة بهم ,تمكنهم من تنمية تصوراتهم العقلية او مفاهيمهم بعد دراستهم لمادتهم , وتزويدهم بتوجيهات عملية تفيدهم في ممارستهم لمهامهم من خلال نقل مواقفهم وتعليم وإكساب المعلومات والخبرات والمهارات الى الرياضيين  لمساعدتهم على التعلم والنمو المتكامل وتحقيق الانجازات  كل وفق ظروفه واستعداداته وقدراته وميوله .
نأمل أن يكون هذا محققاً لما نرجو له وأملا في الوقوف أمام ذلك التطور المتسارع في هذا العالم المتغير، ومحاولة اللحاق بإبداعات العقل الإنساني، ومواكبة المستجدات  في التربية البدنية والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock