كتاب أكاديميا

محمد بن خواش يكتب: تركيا .. الوجه القبيح الذي رأيت

‏ منذ طفولتي حتى عامنا هذا، ذهبت لتركيا عدة مرات، فقد كانت بالنسبة لي أبهى وأجمل الديار بعد الخليج، لكن بعد مارأيت من زيارتي الأخيره، قلت في نفسي ليت تلك الأيام تعود حاملةً بين طياتها الكثير من الذكريات الجميلة، فقد تغيرت تركيا وتغير شعبها وصار الحال غير الحال.

‏ على الرغم من كل هذا الجمال الساحر الذي يحبس الأنفاس لمدينة إسطنبول تحديداً وتركيا عموماً، إلا أن هنالك وجهٌ آخر قبيح قد ظهر لتركيا تمنيت أنني لم أَرَه، وسأذكر بعضاً من ملامحه:

‏- في جميع المطارات التي قد زُرت بلدانها، عندما يرون المنتقبة تجدهم من تلقاء أنفسهم يستدعون شرطية (للتطبيق)، إلاّ في مطار أتاتورك، على الرغم من أنه مطار بلد إسلامي إلاّ أنه يطالب المرأة المنتقبة بحدة (لم أرها في اي مطار آخر) أن تكشف وجهها لموظف الكاونتر، وغاضني أن هنالك أسر خليجية كشفت وجوه نسائها.

‏- التعامل مع التكسي وموظفي المطار أسوأ ماقد يواجهه السائح الخليجي.

‏- غالباً أكثر السياح إنفاقاً هو السائح الخليجي ومع ذلك لا تجده يلقى ما لقيه الغربي من حفاوة وترحاب.

‏- السائح الخليجي هدف للسرقة والإستغلال من العيادات الطبيه والمطاعم والفنادق والباعه المتجولين والتكاسي ومدعيّ الفقر والمحلات التي لا تضع أسعاراً على بضائعها، فالجميع يرى الخليجي (مغفل غني)، فأنت ستسرق على أية حال.

‏- أغلب الشعب التركي لايجيد العربية ولا الإنجليزية، والكثير منهم يتجهمون في وجهك إذا ما انتقل الكلام بينك وبينهم للغة الإِشارة.

‏- اللغة العربية ليست مخدومه بالشكل المطلوب في إسطنبول كما هو الحال مع اللغة الإنجليزية، على الرغم من أن العرب يملأونها.

‏ جِلتُ العالم من اليابان مروراً بأوروبا حتى أمريكا، فلم أجد أجمل من طبيعة تركيا ولا أسوأ من تعامل موظفيها بشكل عام وبعض شعبها. ذهبت ذات مرة لأصلي في أحد مساجد إسطنبول فوجدت إمام المسجد قد فرغ من الصلاة، وإذا بمجموعة من السعوديين يقيمون الصلاة فصليت معهم، وعندما انتهى إمامنا السعودي من قراءة الفاتحة جهرنا بـِ(آمين)، فإذا بأحد المصلين الأتراك قد انفجر غاضباً علينا وهمّ بضربنا ونحن نصلي إلاّ أن بعض كبار السن من الأتراك حالوا بينه وبيننا وهو يصرخ وأخذوا بتهدئته، هذه واحدة من المواقف السيئة التي حدثت معي في إسطنبول وغيرها الكثير لايتسع المقال لذكرها.

‏ على الرغم من ماضي تركيا الجميل وطبيعتها الخلاّبه إلاّ أن هذا لايسوّغ للرجل تعريض نفسه وأهله لتلك المواقف، هذه وجهة نظري الشخصية، وكما قيل (كلٍ يذكر ما واجه)، أنا أذكر واقع السياحة في تركيا (الآن) الذي يفرشه البعض بالزهور.

‏لكن تبقى تركيا القديمة التي عهدت دائماً في ثنايا مخيلتي…..

‏ محمد بن خواش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock