كتاب أكاديميا

فواز الحسيني يكتب: ‏كيف نتعامل مع البيانات الضخمة في صناعة المعلومات؟

 

 

 

 

‏في سؤال لأحد المختصين في البرمجة وعلوم الحاسب وتحليل البيانات حول ما إذ كان من الممكن معرفة دور العقل البشري ودور الحاسوب في عمليات تحليل البيانات،ومن يتعامل بفاعلية معها،حيث كانت إجابة الخبير بأن كلاهما يلعب دور بارز بالتعامل مع البيانات،هذا الأمر من وجهة نظري قد يجعل هناك تفاوت في نتائج التحليل بين الأنظمة الحاسوبية أو بين تلك العقول فيما بينها مما يعني أن اختلاف برنامج الحاسوب يعني اختلاف النتائج والأمر ينسحب على العقل البشري كذلك.

‏•هل نحن بحاجة إلى نماذج ومعايير تسهم في تحديد دقة النتائج؟

‏قد يكون التفكير بهذا الأمر لدى البعض ضرباً من الخيال،كيف لنا أن نضع معيار يتعامل مع بيانات قد لاتكون مفهومة لدى العقل البشري ومكتوبة في لغة حاسوبية؟،كان لي تجربة أنا وعدد من الزملاء في إحدى الدراسات والتي بها ابتكرنا مودل للتعامل مع البيانات الضخمة ومتطلبات صناعة
المعلومات،وكان من ضمن النتائج أحد النماذج التي توصلت لها الدراسة، وهي معادلة تتحدث عن أهمية البيانات والمعلومات،والتي تقول بأن هناك قيمة وحاجة وعائد للتعامل مع البيانات والمعلومات،تتضمن معرفة ما قيمتها ،ما الحاجة، منها مالعائد منها؟،هذا الأمر ممكن أن يغير سلوك التعامل أو يوحد ذلك أمام التعامل مع هذه البيانات الضخمة.

‏•هل نمتلك موارد من البيانات الخام وكم يبلغ حجم مخزونها ؟

‏من خلال القراءات هناك تجارب سابقة لجمع البيانات أو التعامل مع البيانات الضخمة مثل معرفة تفاصيل حركة السيارات أو حجوزات الطيران أو سلوك التسوق في الإنترنت وغيرها من مؤشرات،لكن نحن نود الذهاب إلى أبعد من ذلك،فالسجلات التي تشكل جبل شاهق في المؤسسات والجهات الحكومية والأهلية،والتي قد يتم إتلافها أو عدم الإهتمام بها،هي مواد خام ومخزون استراتيجي هام للبيانات،كذلك نحن نحتاج بأن نطلق مبادرة للتحول الرقمي من خلال بناء مستودعات رقمية تستوعب هذا النمو الهائل من السجلات وتحويلها إلى سجلات إلكترونية ومن ثم تخصيص نظام آلي يتعامل مع إدارتها وتصنيفها ومعالجتها وتحليل محتواها والتنقيب عن البيانات بها وصناعة المعلومات،لعل هذا الأمر يدفعنا نحو الحاجة لوجود مركز للبيانات والمعلومات وبنك مركزي خاص في تخزين البيانات حتى نستثمر ذلك بشكل جيد.

‏يتمحور تصور الفكرة بأن عند قيامنا في تجميع البيانات الخاصة بالسجلات ممكن أن يتوفر لنا مؤشرات تسهم في صناعة القرار،ولو افترضنا بأن السجلات الطبية تم رقمنتها وإتلاف نسختها الورقية،هذا الأمر يحقق لنا عدة أهداف،منها توفير مساحة تخزينية،ومعرفة أمور كثيرة تتحدث عن نوعية الأمراض،والعلاجات الأكثر استخداماً،ومعرفة جودة الخدمة،والرعاية الصحية،وقياس أدائها،حتى لو قمنا في نقل هذه الفكرة إلى جهات أخرى مثل وزارة التعليم،فإن سجلات الطلاب عند رقمنتها سوف تمنحنا معرفة مواطن الخلل في النظام التعليمي فقد يتيح لنا التعامل مع البيانات معرفة مشاكل التحصيل العلمي،والمقررات الدراسية،وغيرها من نتائج تحليل يقوم بها الحاسوب لدعم اتخاذ القرار وإظهار المعلومات .

‏إن التعامل مع البيانات الضخمة يتطلب منا أن نفكر في إدارة مواردنا الخام من تلك البيانات،هذا الأمر يدفعنا نحو الإهتمام في تبني فكرة إنشاء مستودعات رقمية تتعامل مع تخزين وادارة هذا التدفق الهائل في البيانات واستثمارها،يقول Viktor Mayer,2014 الذي يمتلك أعلى قيمة من البيانات الضخمة في الوقت الحالي هم أولئك الذين يمتلكون عقلية البيانات الضخمة والأفكار المبتكرة،كذلك أشار إلى أن البيانات الضخمة ليست مجرد عالم بارد من الخوارزميات والآلات فقط،بل أن هناك دور رئيسي للبشر يجب أن يقوموا به للتعامل مع تدفق البيانات الضخمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock