كتاب أكاديميا

عبدالمحسن جمال يكتب: العلم للجميع من دون تفرقة

حسناً فعلت وزارة التربية حين أعلنت عن تراجعها عن قرار فوجئ به المختصون في التربية وأولياء الامور، بعدم السماح للطلبة «البدون»، الذين لا يمتلكون بطاقة أمنية صالحة، بالتسجيل في المدارس الخاصة،
حيث إن الأطفال ليس لهم ذنب في حرمانهم من التعليم، الذي هو حق إنساني تكفله كل القوانين الدولية، وحثت عليه مواثيق الأمم المتحدة، وهو فرض على كل مسلم، كما ينص عليه ديننا العظيم، وكما سنّ ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله، حين علمنا أن التعليم هو جزء أساسي في شخصية الإنسان المؤمن، وكان يطلق سراح الأسير الكافر إذا علّم عشرة من الصحابة القراءة والكتابة، في رسالة لنا جميعاً لاحترام العلم والتعليم.
وفي رأيي أن تعليم أبناء «البدون» يجب أن يكون في المدارس الحكومية ليكون مجانياً، وليس برسوم لا يستطيع «البدون» دفعها إلا بالاستعانة بأهل الخير أو بالتضييق على معيشتهم.
ولنا في بعض الدول المتحضرة، ومنها فرنسا خير مثال، حيث إنها تسمح للجميع دون استثناء بالتعليم من دون رسوم تذكر، بما في ذلك التعليم الجامعي.. فالكويتي على سبيل المثال، وإن كان مقتدراً يمكنه الدراسة هناك من دون مقابل، وذلك تجسيداً لمبادئ الثورة الفرنسية.
وتفتخر دول، كالنرويج وفنلندا والسويد واستونيا، بمجانية التعليم للجميع في رسالة للعالم للاتجاه هذا النحو، حيث إن للطفل مكانة محترمة لا بد من مراعاتها والاهتمام بها مهما كان وضع والديه، والأرجنتين والبرازيل من الدول التي تهتم بالتعليم المجاني أيضاً، وتخطو الدنمارك خطوة أكبر، حيث تمنح الطالب، بالإضافة إلى مجانية التعليم، منحة لمساعدته في تحمل تكاليف الحياة.
ومن الدول الفقيرة التي تفتخر بمجانية التعليم سريلانكا، التي بالرغم من كل شيء، فإن تعليم الجميع يتم بالمجان، وهناك دول أخرى.
وعلينا في الكويت أن نتجه هذا الاتجاه كما كنا سابقاً، وألا ندخل «حق» التعليم بالمجان للجميع أتون الضغط السياسي على «البدون»، لأن أطفالهم يجب أن يتعلموا بالمجان، فهذا فهمنا لسماحة الإسلام وفهمنا للقوانين الإنسانية الدولية، وهذا ما نراه ونتعلمه من المجتمعات المتحضرة.

عبدالمحسن يوسف جمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock