كتاب أكاديميا

شهد البياع تكتب: ‎امرأة من أقصى المدينة

يقول أحد الفلاسفة:

“المرأة كالغصن الرطب.. تميل إلى كل جانب مع الرياح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة.”

كانت هناك امرأة لا تشبه امرأة اخرى، لم يكن احد يمتلك اعتزازها بنفسها، ذكاءها و ثقتها بنفسها، كانت تهيم شوقا عندما يغني محمد عبده لحبيبته و يقول ” حبيبتي آخر محطة بسكتي

حبيبتي اخر محطة بدنيتي

انا عندي احساس انك تستشفين المعاني، انا عندي احساس انك تعرفين شلون اعاني”.

كانت لا تسعها السعادة عندما تقرأ احدى رواياتها المفضلة لكتاب لا يقرأ لهم سوا عدد ضئيل من اشخاض يهوون جلسات المقاهي الهادئة ذات الأضواء الخافتة، كانت تعشق الانضمام لأولئك الذين لا يشبهون سوا أنفسهم، أولئك الذين رفضوا ما هو عادي و مستنسخ، أولئك الذين يهوون الموسيقى، الشعر، القهوة، الهدوء، الرقص و الكلاسيكيات التي دفنها غبار زمن ليس له ملامح.

كانت تختبئ وسط هذه الاشياء لتستعيد ذكربات زمن لم تعش فيه، ولتستمع لاصوات أناس قد أخفى ملامحهم الموت، أناس تركوا في خفايا ارواحنا و قلوبنا مشاعر و عبارات لا تنسى، نسير نحن و تسير هي على ما تبقى من هذه الذكريات.

كانت تذرف الدموع أنهارا عندما يثور منها بركانا من الكلمات المكبلة داخلها فتخرج على هيئة رموز على ورق مبلل لا يفك شفراتها الا هي ذاتها.

كانت تدري بأن هناك عاصفة باردة تحيط بها منذ وقت طويل، كانت على يقين بأن لم و لن تستطع افشاء ما في داخلها لأحد بسهولة لاعتقادها بأن الانسان قد لا يفهم ذاته بعض الاحيان حتى يستطيع الأخر أن يتفهم خبايانا و ما نخفيه، و هذه العاصفة هي ما جعلت منها جبلا صعب التصدع و الانكسار.

كانت امرأة غير اعتيادية، امرأة من زمن اخر، كانت و لازالت و ستبقى امرأة من اقصى المدينة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock