كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: بين سطوة الإعلام وانتشار الشائعات

 

 

 

 

” يَا أَيُها الذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوُمَاً بِجَهَالةٍ فَتُصبِحُوا على ما فَعَلتُم نَادمِينَ “. هل قلت مصداقية الخبر بعدما أصبح الإعلام إلكترونياً؟ هل مازال الإعلام هو المرجع الأساسي لمعرفة الخبر؟

في خضم التنوع الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي وتطور التقنية وانتشار شبكات الانترنت، أصبح روّاد هذه المواقع يتلقون أحدث الأخبار والأحداث عبر حساباتهم المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي  مثل: تويتر وفيسبوك وغيرها العديد من الوسائل. وأغلب تلك الأخبار تكون مجهولة المصدر والهوية؛ فتكون النتيجة أنها أخبار جوفاء بلا حقيقة وهدفها بالتأكيد تأجيج الفتن بين الناس وقد يتعدى هذا الأثر ليصل إلى وقوع مشكلة قومية في بعض الأحيان.

بلا شك الشائعات كثرت عبر وسائل الاتصال الاجتماعية لسهولة نقلها وإقناع العامة بها. والسهولة تكمن كذلك بأن بعض الجهات تفتح ‘حسابات وهمية’ وما هدفها إلا زرع الخلافات والفتن وزعزعة الاستقرار وتأليب الرأي العام لأغراض خاصة لا يعلم بها إلا الله.

مطلقو الشائعات عادة ما يضعوا أخباراً فيها جزءاً من المصداقية، ليسهل خداع الناس. فالأخبار الكاذبة غالباً ما تكون مثيرة للاهتمام أكثر من الأخبار الصادقة ويميل الناس لتصديقها أكثر. ولأن الشائعات واقع لا مناص منه شئنا أم أبينا وواقع يفرض نفسه بلا استئذان؛ كان لابد للإعلام أن يتحمل جزءاً من المسؤولية؛ مسؤولية انتشارها.

لذلك من المهم أن يكون الإعلام المرجع الأساسي للأخبار وتناقلها؛ لمنع انتشار الشائعات أو للحد من ظهورها على الأقل. ومهمة الإعلام تكمن أيضاً في توعية الناس وبناء جيل واعي إعلامياً. كما يجب على الإعلام أن يتصدى للشائعات عبر عامل مهم جداً ألا وهو عامل الوقت؛ فلكي يدحض الإعلام الشائعات لابد من أن يصححها أو ينفيها بعد صدورها بوقت قصير لكيلا تنتشر أكثر ويصبح من الصعب تثنية الناس عن الوثوق بها. وبذلك يعود الإعلام العنصر الأول والمرجع الأهم لتبادل الأخبار وتناقلها.

سوسن إبراهيم محمد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock