كتاب أكاديميا

“عقول متحجرة” بقلم د. يوسف المرتجي

نحن اليوم في سباق مع الزمن في شتى المجالات , وخاصة تلك المجالات المتخصصة بالتطور التكنولوجي وعلاقتها بالخدمات الانسانية , وما في ذلك التطور والتقدم الا من انتاج عقول بشرية مرنة مفكرة , والتي تعتبر النواة الاساسية التي يقوم عليها التقدم البشري , فهي الثروة التي لاتقدر بثمن إن أحسنا استغلالها في خدمة المجتمع . والتي تتسابق الدول في السيطرة على الحصة التطورية الاكبر من خلاله , فلا مكان للجمود الفكري أو التعصب النوعي أو التحجر العقلي لديها , ومما لا شك فيه فإن العقل المنتج لكل ذلك انما يتصف بصفات كثيرة , أقلها وفي نفس الوقت اهمها هي المرونة الفكرية … والتي تلعب الدور الاكبر في التنقل بين الافكار وتجاوز الوقوف عند فكرة واحدة محددة , تستهلك الجهد والوقت والتفكير . وللاسف الشديد الكثير منا مهما ارتقى منصبه او شهادته او مستواه المادي والمعنوي يظل حبيس الجمود والتحجر الفكري , واقفا جدارا صلبا امام التغيير والمرونة في الرأي , مهما كان الموضوع بسيطا ظنا منه انما تفكيره هو الصائب ! وهذه هي العقول المتحجرة الجامدة الرافضة لكل مايخالف فكرها وتفكيرها … فلا تعرف للتنازل طريقا ولا لأفكار الاخرين تقبلا .. بل انما تقوم بالعكس من ذلك فتحارب للدفاع عن أفكارها البالية وتفكيرها الجامد , والأشد من هذا وذاك تقوم بمحاربة كل من يخالفها في الراي وتعاديه وتبدأ بتوجيه الاتهامات بالقصور الفكري , وسطحية الراي , والاستهزاء بما يسعف تفكيرها به …. مما يضيع الفرصة على الافكار الخلاقة والاستفادة منها في التطور والتنمية الاجتماعية , التي تسعى الدول جاهدة وبكل مقدراتها وثرواتها لاقتناصها وترجمتها الى واقع ملموس … خاصة ان كانت تلك الشخصيات من ذوي المراكز القيادية والمسيطرة والمؤثرة في اتخاذ القرار , في اي جهة معنية بالمساهمة في تقدم وتطور المجتمع والدولة ككل , الغريب ان بعض العقول من هذه النوعية أنما يكون تحجرها وتمسكها بأفكارها , لظنها ان تنازلها عن أفكارها او تقبلها للأفكار الاخرى يهز مكانتها , ويؤثر على شخصيتها … فكفانا عقول خاوية وأفكار تائهة وثقافة زائفة , ولنتعاون من اجل تهيئة جيل مفكر ومبدع وواعي للتغيرات المتسارعة من حولنا .

 

د. يوسف المرتجي

عضو هيئة تدريس بكلية التربية الأساسية

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock