كتاب أكاديميا

د. ريم فهد الدويلة تكتب: أسرار التفوق الوظيفي

مقدمة :قد يسأل أحدنا نفسه سؤالاً وجيها لماذا يكون بعض الناس أكثر نجاحا من البعض الآخر ؟ و لماذا يكون لدى البعض المعرفة والموهبة الكافيتان للنجاح، ورغم ذلك يعيشون عند مستوى أقل مما هم قادرون على العيش عنده؟ لماذا على سبيل المثال اثنين من خريجي نفس التخصص عملوا بنفس مجال العمل وبعد خمس سنوات وجد أحدهمفي بعض درجات الإدارة في الشركات والآخر مازال موظفاً بسيطاً. .النجاح والتميز في بيئة العملالحياة سلسلة متعاقبة ومراحل متتالية ؛ والنجاح شيء مهم و ضروري لحياة كل إنسان , ومن منا لا يتمنى تحقيق النجاح ؛ فهو ذلك الشعور العجيب الذي يضمن السعادة الغامرة بالإضافة لكونه دافعا للمزيد من العمل والكد وبذل الجهد والكفاح .أما مفهوم التميز لدى الفرد فيشير إلى قدرته على إنجاز نتائج غير مسبوقة يتفوق بها على نفسه وعلى الآخرين , وأن يتحاشى قدر الإمكان التعرض للخطأ أو الانحراف ؛ وذلك من خلال الاعتماد على وضوح الرؤية وتحديد الأهداف والتخطيط السليم والتنفيذ المتقن والتقويم المستمر , وبالطبع فإن الالتزام بهذا المفهوم سوف يؤدي إلى نجاح وتميز الفرد سواء كان في عمله أو في حياته بشكل عام .إن الوصول إلى ذروة الأداء الشخصي عملية دينامكية تجعل الإنسان في حالة رضا ذاتي عن نفسه وعن عمله ,غير أنه يرتقى بنفسه عن أقرانه فيصبح شخصية منتجه جذابة وقوية , ويعد الإخلاص والتفاني والأداء الجيد في بيئة العمل عملية مطلوبة من كل المنتسبين لمنشأة معينة ابتداء من رئيسها و وصولا إلى أصغر عامل فيها .ويعد الوصول إلى النجاح والتميز عملية ليست سهلة , بل تحتاج إلى إرادة قوية وصبر طويل ورؤية واضحة ومراجعة مستمرة للنفس , بالإضافة إلى القدرة على توظيف خبرات الفشل والنجاح الحاصلة مسبقا للاستفادة منها في المواقف الجديدة والمختلفة .وهنالك العديد من الطرق التي ينبغي الإشارة إليها لتحسين الأداء في بيئة العمل , ولعل أهمها يتجسد في التنمية العقلية الذاتية , وتحسين المهارات العملية , والقدرة على إدارة الذات والتحكم فيها , والحرص على دراسة أهداف السلوك الإنساني والعمل على استغلالها وتوجيهها على النحو المطلوب , وتحسين مهارات التواصل والاتصال البشري , بالإضافة إلى توظيف الحوافز الإيجابية والسلبية , والقدرة على اكتساب بعض الصفات الاجتماعية الموجبة والتعامل من خلالها .يقول العالم والإداري فليرFlair : إن عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل , والناجحون هم أناس عاديون تميزوا بمستوى عالي من التفكير , و قاموا بتطوير إيمانهم بقدراتهم وبأنفسهم وبما يفعلون و ينتجون , فهم أناس أيقنوا بأن النجاح ليس ببعيد , وهو فقط يحتاج إلى تخطيط وتنظيم واستعداد وتفاعل دقيق وسليم في سبيل الحصول عليه والاستمتاع به .هنالك خط رفيع بين النجاح والفشل , وبين العادي والمتميز , ولنرتقي بأنفسنا علينا أن نملك الرغبة القوية والقدرة المترافقة بالعمل لنصنع مستقبلا زاهرا ومتألقا .التميز في الأداء هو رفع مستوى الكفاءة والإنتاج والفعالية في العمل مثل : )إنتاج أعمال خالية من الأخطاء – الوفاء بالمواعيد النهائية لإنجاز الأعمال -القدرة على العمل ضمن فريق – الإلمام بالمهمة )العمل( الماماً تاماً- والتحسين المستمر للعمل والإبداع والتجديد…..الخ.( .هناك علاقة بين شخصية الفرد وأدائه المتميز ، وهي المداومة على رفع مستوى العلاقة الإيجابية مع الآخرين مثل : )معاملة الجميع بأدب واحترام – البحث عن الجانب الحسن في الناس والمواقف- إظهار اهتمام خاص بالآخرين – إقامة علاقات فوز و فوز وليس فوز اً وخسارة – حسن الإصغاء – السيطرة على الانفعالات – الاعتراف بالأخطاء – كتمان الأسرار – لفت نظر الناس لأخطائهم بطريقة غير مباشرة بإعطاء تقييم أمين ومحدد .. الخ.هناك علاقة بين شخصية الفرد وأدائه المتميز ، فشخصية الفرد ذي الأداء المتميز غالبا لا ترضى بالأداء العادي أو إنهاء الأمر على أي صور ٍة كانت والمساواة بالآخرين، بل تحاول دائما أن تأتي بالأفضل والأكمل وتبحث عن التميز الذي لم يستطع الغير الوصول إليه.ويؤكد الباحثون النجاح في أي عمل ما يتوقف على مدى درجة تحقيق الذات لأن مفهوم الذات وتقدير الذات ، يلعبان دورا هاما في حياتنا ، لارتباطهما بأمور أخرى كثيرة ، منها على سبيل المثال : القدرة على المنافسة ، ومستوى الطموح ، والتوافق الشخصي والاجتماعي ،و الصحة النفسية فإذا أردنا أن نفهم كيف تدفع خبرات النجاحوالفشل افراد المجتمع بطرق مختلفة ، يجب أولا وقبل كل شيء أن نأخذ في الاعتبار مفهوم الذات عند هؤلاء حيث يرتبط هذا المفهوم بتوقعات النجاح أو الفشل .ونظرا للأهمية الكبيرة لمفهوم الذات ، فقد أُخضع بأبعاده المختلفة في العقود الثلاثة الماضية إلى عدد كبير جدا من الأبحاث، و ُدرست علاقته بأبعاد الشخصية والذكاء،والتكيف العام والخاص وكذلك التحصيل، وبرز من هذه الدراسات عدد من الاستنتاجات التي أصبحت من المسلمات الأساسية في علم النفس ، منها على سبيل المثال ، أن الأفراد الذين يتمتعون بمفهوم إيجابي للذات ، ) مقابل سلبي( ، هم أفضل تكيفا وتحصيلا بشكل عام .إن مفهوم الفرد عن ذاته وما يعتقده الآخرون عنه يحدد أفعاله وسلوكه ، وإن دراسة مفهوم الذات تعتبر ذات أهمية كبيرة في مساعدة اي إدارة في فهم عمليات النجاح والفشل التي تنتاب العاملين لديها لأن العلاقة بين مفهوم الذات والاداء المتوازن والفعال ، علاقة طردية ، أي أنه إذا كان مفهوم الذات لدى الفرد عن ذاته جيدا وإيجابيا ، فإن يكون جيدا هو الآخر فإذا أردنا أن نزيد من انجازاتنا وفدراتنا علي الاداء بنجاح ، فيجب علينا أن نعمل على تحسين مفهوم الذات لدينا ومن يحيطون بنا في اعمالنا وحياتنا.التوازن: تذكر بأن هدفك الأهم هو توزان وقتك بحيث لا تتعدى على المناطق الهامة الأخرى في حياتك. وضع الأولويات : تحديد الأمور الهامة وكم من الوقت يمكنك صرف الوقت عليها. كتابة جدول الأعمال : كتابة جدول أعمال يومي يعطينا الهدف والتوجه. يجب أن ينظم جدول الأعمال بإطار وقت محددة.ضع إشارة : على الأعمال التي تم إتمامها للشعور بتحقيق الإنجازات. وضع أهداف قصيرة وبعيدة المدى ومتوسطة : التخطيط لليوم بداية عظيمة، لكن من المهم أيضا التذكر بأن تلك الأشياء يجب أن تنجز في أقرب وأبعد وقت في المستقبل. أعرف حدودك : تعلم قول “لا” إلى الأشياء التي لا تلائم جدولك. قد تحتاج لنقل هذه النشاطات إلى اشخاص آخرين أو نقلها الى توقيت مناسب. راقب الساعة : من السهل أن يضيع الوقت قبل أن تنجز المهام والأعمال المطلوبة منك خلال اليوم. وضع ساعة أمامك يساعدك في الحفاظ على جدول أعمال منتظم وضمن حدود الوقت. خذ إستراحة : لا تدع الجدول يقوض حركتك ومشاعرك ويجعلك أنسان آلي، خذ استراحة من جدولك وتحدث مع صديق أو تمشى أو شاهد التلفاز. في نهاية اليوم، عندما تتحول الساعة إلى يوم غد، ستكون قادرا على الإبتسام ومعرفة أنك قادر على السيطرة على وقتك وإدخال التوازن الى حياتك .أين نبدأ؟إعداد: د. ريم فهد الدويلةعضو هيئة التدريب بمعهد التمريض بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock