أخبار منوعة

دراسة نفسية:نحن أكثر أنانية مما نظن!

الذاكرة العاملة الخاصة بنا نحن البشر تميل إلى تفضيل أية إشارة تتعلق بذواتنا، حتى إن كانت رمزية

توصلت دراسة نفسية حديثة إلى أننا أكثر أنانية مما نظن، وذلك بطريقة تتجاوز السلوك إلى طبيعة أدمغتنا، حيث تميل ذاكرتنا إلى تفضيل الموضوعات التي تختص بنا.
عندما تكون في حفلة صاخبة، يتحدث العشرات من الناس في آن واحد. في تلك الأثناء لا يمكن لك بسهولة أن تستمع لأي من تلك الأصوات على حدة لأنها متداخلة مع بعضها بعضا بشدة، لكن حينما ينادي أحدهم باسمك ستلتفت فورا ناظرا إليه، يحدث ذلك لأن البشر لهم انتباه انتقائي يحدد مجموعة أساسية من الأمور التي يلتفت لها دون الأخرى، والتي دائما ما تتعلق بذواتنا.
يعرف الباحثون في مجال علم النفس ذلك النوع من التحيزات الإدراكية، لكن فريقا بحثيا بقيادة علماء من جامعة ديوك قد أخذ تلك الفكرة إلى منطقة جديدة تماما.
في الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية “سايكولوجيكال ساينس”، يشير الفريق البحثي إلى أن الأمر يتخطى حاجز السلوك إلى طبيعة أدمغتنا، حيث تميل الذاكرة العاملة الخاصة بنا إلى تفضيل الموضوعات التي تختص بذواتنا أكثر من غيرها.
أجرى الباحثون تجاربهم على عينة مكونة من 102 مشارك، وتضمنت الاختبارات أن يبدأ الخاضع للتجربة بالربط بين مجموعة من الألوان، كالأزرق والأخضر والأرجواني، ومجموعة من الكلمات، كـ”صديق” و”غريب” و”أنا”، كل لون تقابله واحدة من تلك الكلمات، ثم يقال له إن “أخضر” تعني “أنا” على سبيل المثال.
بعد ذلك يقف الخاضع للاختبار أمام شاشة تنبض فيها مجموعة من النقاط بألوان مختلفة في مناطق مختلفة، وفي النهاية يطلب إليه أن يحدد موضع النبضات الخضراء والزرقاء والأرجوانية على الشاشة.
وبحسب الدراسة الجديدة، جاءت النتائج لتقول إن قدرات الأفراد على التذكر كانت أكبر بفارق واضح لموضع النقاط التي ارتبطت بالكلمة “أنا”.
حتى حينما ضاعف الباحثون عدد مرات نبض الألوان الأخرى المقابلة لكلمات “صديق” و”غريب” في مواضعها على الشاشة لتحفيز قدراتهم على التذكر، تذكر الخاضعون للتجارب اللون المقابل لكلمة “أنا” بصورة أفضل.


الذاكرة العاملة تعبر عن تفاعلنا المباشر مع العالم، ونستخدمها نحن البشر لاتخاذ قراراتنا المعقدة، لأننا نجمع أطراف المعلومات من مصادر عدة ومن خلال الذاكرة العاملة نحدد أيها أكثر أهمية

ذاكرة عاملة
وتشير تلك النتائج -بحسب الدراسة الجديدة- إلى أن الذاكرة العاملة الخاصة بنا نحن البشر تميل إلى تفضيل أية إشارة تتعلق بذواتنا، حتى إن كانت رمزية.
والذاكرة العاملة هي نظام إدراكي مسؤول عن تخزين المعلومات المتاحة للمعالجة بشكل مؤقت. على سبيل المثال، لكي تقرأ هذا الكلام المكتوب أمامك فأنت بحاجة إلى الذاكرة العاملة التي تخزن المعلومات لبضع ثوان من أجل معالجته وفهم ما تعنيه.
لذلك فإن الذاكرة العاملة تعبر عن تفاعلنا المباشر مع العالم، ونستخدمها نحن البشر لاتخاذ قراراتنا المعقدة، لأننا نجمع أطراف المعلومات من مصادر عدة ومن خلال الذاكرة العاملة نحدد أيها أكثر أهمية.
بالتالي -وبحسب الدراسة الجديدة- إذا وضعت المعلومات ذات الصلة بذاتك أولا في الذاكرة القصيرة الأمد، فإنها تصبح ذات وزن أكبر في المنظومة التي تتخذ من خلالها القرارات، مما يعني أننا أكثر تمركزا حول ذواتنا حتى إن لم ندرك ذلك.
يشير ذلك إلى أن أنانية البشر أكثر عمقا مما تصور العلماء من قبل، ويأمل باحثو الدراسة في أن تسهم تنويعات مختلفة من هذه التجارب مستقبلا في فهم تأثير ذلك على قراراتنا تحت الضغط وفي حالات الإيثار.

المصدر :
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock