جامعة الكويت

دراسة أكاديمية : الإنتاج العلمي لأساتذة جامعة الكويت يتراجع

كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت انخفضت نسبياً في السنوات الثلاث الأخيرة، رغم اتجاهاتهم الايجابية نحو البحوث، مشيرة إلى أن الأساتذة يعتبرون الانشغال بأنشطة غير بحثية وقصور الحوافز المادية والأدبية والموارد من أهم معوقات البحث العلمي الأكاديمي.

وأوضحت الدراسة التي أجراها أستاذ نظم المعلومات في كلية العلوم الإدارية د. عمر خليل، أن أعضاء هيئة التدريس في كليات العلوم الصحية كالطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية المساعدة هم الأكثر إنتاجا بحثيا في الجامعة، وذلك بناء على قياس الإنتاج البحثي واعتبار الكم في مشاريع الأبحاث الممولة والأوراق العلمية المحكمة والمقدمة والمنشورة في مطبوعات المؤتمرات العلمية.

وأضافت الدراسة التي حصلت القبس عليها أن تأثير العوامل الشخصية للأساتذة على اتجاهات ونوايا وإنتاجية ورؤية معوقات البحث العلمي متفاونة، بينما يعد التخصص الأكاديمي والوقت المنفق على البحث العلمي والوقت المنفق في التدريس والرتبة العلمية والجنسية، من أكثر العوامل الشخصية تأثيراً.

أين المقومات؟

وأشارت إلى أن «الأساتذة يحتاجون إلى أكثر من الدافع الشخصي ووجود نية البحث ليصبحوا منتجين بحثياً»، مبينة أن قلة توافر المقومات الضرورية للبحث، كالوقت والمهارات البحثية والمعرفة في مجال البحث، تفسّر انخفاض الإنتاج البحثي، كما ينخرط الأساتذة في مهام التدريس الثقيلة والمهام الإدارية المجهدة والاجتماعات الدورية التي تستهلك وقتاً طويلاً قد يستثمر في البحث العلمي كبديل.

عوامل شخصية

وعن أثر العوامل الشخصية، أوضحت أنه رغم اختلاف الأساتذة من الذكور والإناث في توجهاتهم البحثية فلا توجد فروق بينهما في إنتاجية الأبحاث، مشيرة إلى أن الإنتاج البحثي لأعضاء هيئة التدريس الأصغر سنا أقل رغم امتلاكهم نوايا أقوى من الأكبر سنا تجاه القيام بالبحث، مبينة أن الإنتاجية تزداد مع التقدم في العمر، كما تبلغ ذروتها في العمر ما بين 41 – 50 سنة، ثم تعود للانخفاض تدريجياً.

وبينت أن النوايا القوية للأعضاء الأصغر سناً تعود لرغبتهم في تدعيم سيرتهم الذاتية بما يؤهلهم للحصول على الترقية، ثم تقل أهمية المحفزات المادية كالترقية بعد ذلك، وتزداد أهمية المحفزات الذاتية كتحقيق الذات والاستمتاع لاستمرار عضو هيئة التدريس في انتاج البحوث.

الجنسية والأمان

وذكرت الدراسة أن أعضاء هيئة التدريس من الكويتيين يمتلكون اتجاهات أقل إيجابية نحو البحث مقارنة بزملائهم الوافدين، كما أن الإنتاج البحثي للكويتيين أقل، ولا يرون أن قلة إمكانات البحث تعيق إنتاجهم البحثي مقارنة بأقرانهم من الوافدين، موضحة أن اختلاف ظروف التوظيف وبنوده لكل من الفئتين قد تكون سبباً في ذلك.

وتابعت أن الإنتاجية البحثية للكويتيين لا تؤثر على أمانهم الوظيفي، رغم تأثيرها على قرارات الترقية، بينما يعد إنتاج الأبحاث من الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تجديد عقود غير الكويتيين.

سنوات الخبرة

وأشارت إلى أن أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الأستاذية والأساتذة المساعدين لديهم اتجاهات ايجابية لعمل الأبحاث وإنتاجية تفوق اتجاهات المدرسين، وأن الإنتاج البحثي يميل إلى الارتفاع بزيادة الخبرة، ويصل ذروته بعد 11ــــ 20 سنة من الخبرة.

وأضافت أن الوقت المبذول في البحث والتدريس يؤثر على الاتجاهات والنوايا والإنتاجية، فالأساتذة الذين يقضون ما بين %20ــــ %60 من الوقت في البحث يمتلكون اتجاهات ايجابية نحوه أكثر من الذين يقضون فترات طويلة جدا تزيد على %60 أو فترات قصيرة جداً تقل عن %20.

ولفتت الدراسة إلى أن قضاء بعض الأساتذة وقتاً قليلاً في البحث العلمي يشير إلى أنهم لا يأخذون البحث على محمل الجد، وأن قضاء وقت طويل في البحث بلا تطوير للإنتاجية يعكس افتقارهم إلى المهارات الأساسية للبحث والامكانات الضرورية له، موضحة أن قلة الامكانات كالمكتبة الالكترونية والتقليدية والمختبرات وأدوات البحث الأساسية تتحدى الإنتاج البحثي في الجامعة.

%28 من الوقت في البحث العلمي

أجريت الدراسة على 261 عضو هيئة تدريسية في 15 من 17 كلية في الجامعة، وتم استثناء كليتي الدراسات العليا والصحة العامة لقلة عدد الأساتذة فيهما وقت اجراء الدراسة، وتبيّن أن المشمولين في الدراسة يقضون %28 من وقتهم في البحث العلمي، و%4 في التدريس، و%13 في الاجتماعات، و%11 فقط في التدريب والاستشارات.

جملة عوائق

لخصت الدراسة أبرز أسباب تراجع البحث العلمي الأكاديمي ومنها:

– غياب ثقافة التعاون البحثي.

– عدم مراعاة البعض لأخلاقيات البحث العلمي والنشر.

– انخفاض ميزانية البحث العلمي ومخصصات تنمية مهارات وتأهيل الأساتذة.

– وجود سياسات تمييزية بين اعضاء هيئة التدريس الكويتيين وغير الكويتيين أحياناً.

– قلة أهمية الانتاجية البحثية في تولي المناصب الادارية بالكليات والجامعة.

– المغالاة في الانتاج العلمي المطلوب لأغراض الترقية.

– تعنت لجان الترقيات بالكليات والجامعة أحياناً.

– الإجراءات الروتينية والمملة لتقديم وقبول وتمويل وادارة البحوث الممولة من الجامعة.

– عدم توافر طلبة دراسات عليا – لا سيما الدكتوراه – في معظم الاقسام العلمية.

– ندرة الامكانات البحثية المطلوبة كالحاسبات والمختبرات والمواد والعينات وقواعد البيانات والفنيين.

– عدم وجود حوافز حقيقية للأساتذة الكويتيين للاستمرار في البحث بعد الحصول على درجة الأستاذية.

أبرز التوصيات

أوصت الدراسة بضرورة تعزيز توجهات ونوايا وانتاجية البحث العلمي للأساتذة، ومراجعة الاستراتيجيات البحثية والسياسات المتبعة بالجامعة مع الاخذ في الحسبان الخصائص الشخصية والموقفية لأعضاء هيئة التدريس.

ودعت إلى تطوير المهارات البحثية كالتكنولوجيا وطرق البحث لديهم، وإيجاد حوافز لتشجيعهم على البحث بعد الحصول على الترقية، ومنح الأساتذة النشطين بحثياً مكافآت مالية وأدبية ملائمة.

المصدر:

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock