غير مصنف

جامعة الكويت تحتفل بالذكرى الحادية والخمسين لافتتاحها الاثنين 27 الجاري

 

 

تحتفل جامعة الكويت يوم الاثنين الموافق 27 نوفمبر2017، بالذكرى الحادية والخمسين لافتتاحها، تلك الخطوة الرائدة في تاريخ ومسيرة التعليم العالي في دولة الكويت.

وقد بدأت مسيرة الجامعة في عام 1966 عندما صدر المرسوم الأميري رقم 29/1966 بشأن إنشاء جامعة الكويت لتتولى مسؤولية إعداد وتأهيل الشباب الذين هم ثروة هذا الوطن المسؤولون عن تأسيس عالم المستقبل بسواعد قوية معرفيا وثقافيا وعلميا، من خلال تقديم تعليم متميز والمساهمة في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها لتحقيق أهداف التنمية واحتياجات المجتمع.

وقد جاء الافتتاح الرسمي لجامعة الكويت من قبل سمو الأمير الشيخ صباح السالم الصباح في 27 نوفمبر 1966، في احتفال رسمي كبير حضره سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك، والسادة الوزراء والشيوخ وأعضاء مجلس الأمة، ورجال السلك الدبلوماسي والمدعوون من وزراء ومديري وممثلي جامعات عربية وأجنبية.

وقد كانت كلمة سمو الأمير الشيخ صباح السالم الصباح طيب الله ثراه، هي فاتحة الاحتفال، وجاء فيها “باسم الله العلي القدير نفتتح جامعة الكويت صرحاً شامخاً نتوج به هامة التعليم في بلادنا، وحصناً راسخاً ذخيرته العلم والبحث العلمي نحمي به نهضتنا ونقيها عوامل التخلف أو الجمود، بل ونصعد بها سلم المجد درجة من بعد درجة، على دعائم قوية من عقول وسواعد أبناء البلاد. جامعة نعتز بها ونفخر، ونضع فيها من الطاقات والإمكانيات ما يجعلها قادرة كاملة لتكون على شاطئنا منارة مرموقة للعلم والبحث العلمي، لا في عالمنا العربي فحسب ولكن بين أترابها من جامعات العالم كلها، نقويها ونرعاها، ففيها بناتنا وأبناؤنا، وهم درة حياتنا وأغلى شيء، وفوق كل شيء هم الدعامة الأولى لمستقبل هذا الوطن، ومحط آماله وأمانيه، ولا تدانيها أي ثروة أخرى مهما بلغت وأياً كانت”.

وأشار سموه إلى فضل العلم في التقدم، بوصفه أمضى الأسلحة، ذلك العلم الذي كشف تحت رمال الصحراء عن الكنوز النفطية الدفينة، وحول النفط إلى طاقة فعالة، وهذه إلى نهضة مباركة أصبحت عمراناً شاملا وخدمات صحية واجتماعية، رفعت مستوى المعيشة بكل وسائلها. وأضاف:” إن الجامعات في وقتنا الحاضر هي منابت العلم ومصانع العلماء، ولهذا فإن الجامعة الفتية التي نحتفل اليوم بافتتاحها، هي خير ما يمكن أن تهديه حكومة لشعبها الوفي، وإلى شبابنا الذي يقع عليه العبء الأول في تخطيط مستقبل البلد وتشكيله بعون من الله وتوفيقه، لكي يظل علم نهضتنا المباركة فوق الهامات جيلا بعد جيل عبر الزمن”.

وفي يوم السبت (5/12/1970) وبحضور ورعاية سمو أمير البلاد المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح طيب الله ثراه، وعدد من الوفود الزائرة، ورئيس مجلس الأمة والسادة الوزراء، بالإضافة إلى أعضاء الهيئة التدريسية والخريجين وأهاليهم، احتفلت جامعة الكويت في يوم واحد بمناسبتين؛ الأولى توزيع شهادات التخرج على خريجي الدفعة الأولى من طلبتها بعد مرور أربع سنوات على افتتاحها، والثانية هي افتتاح الاجتماع الثاني من الدورة الرابعة لمجلس اتحاد الجامعات العربية، ورافق الحفل إعلان افتتاح مسار الدراسات العليا، والعمل على استكمال إنشاء الكليات الضرورية مثل كليتي الطب والهندسة ومراكز البحث العلمي، وعرض إحصائيات دقيقة تضمنت عدد الطلبة والطالبات، والمنح الدراسية.

ومنذ لحظة تأسيسها الأولى كانت هذه الجامعة فكرة رائدة وحلم وطن يطمح للارتقاء في بدايات مساراته التنموية، وكان الافتتاح انطلاقة كبرى للنهضة التعليمية في البلاد ونقلة حضارية فتحت أبواب العلم والثقافة والمعرفة لأجيال شابة وطموحة.

وقد كان صدور قانون رقم 29 لسنة 1966 بشأن تنظيم التعليم العالي إيذانا بافتتاح جامعة الكويت، وهو ما حدث في أكتوبر من العام 1966 بتأسيس كلية العلوم والآداب والتربية وكلية البنات، وكان عدد طلبتها 418 طالب وطالبة، وعدد هيئة التدريس 31 عضوا.

وفي السنوات الحادية والخمسين الماضية، شهدت جامعة الكويت توسعا يكاد يكون متسارعا في إنشاء المزيد من الكليات، تلبية لاحتياجات المجتمع المختلفة، إلى أن بلغت كليات جامعة الكويت سبع عشرة كلية علمية وإنسانية، وبلغ عدد طلبتها 36704 طالبا وطالبة، وعدد أعضاء هيئة التدريس 1577 عضوا.

وخلال نصف قرن من إنشائها قدمت الجامعة أعمالا متميزة وإنجازات مهمة في المجالات العلمية والبحثية والمجتمعية ساهمت بشكل فاعل في خدمة المجتمع والارتقاء به في كل الميادين، وانتشر خريجوها في مختلف قطاعات العمل والإنتاج، وتبوأوا المناصب الرفيعة وتحملوا مسؤولية العمل الوطني على مختلف الأصعدة ليس فقط في وطننا الغالي بل في الدول الشقيقة والصديقة.

وقد حظيت الجامعة بالدعم والرعاية التامة من الدولة على مر العقود، فكان لذلك أثر كبير في نموها وتقدمها وتطورها وأصبحت واحدة من الجامعات ذات السمعة الطبية والعلاقات العلمية والثقافية الواسعة.

وفي مارس2017 شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعايته وحضوره احتفالية جامعة الكويت بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها، وحفل توزيع شهادات الإجازة الجامعية والدراسات العليا على خريجي جامعة الكويت للعام الدراسي 2015/‏ 2016، على مسرح المغفور له الشيخ عبدالله الجابر بمنطقة الشويخ.

وقد توجت الاحتفالية بلحظات خالدة سجلها التاريخ وستظل محفورة في الذاكرة، حيث تشرفت جامعة الكويت بمنح سمو أمير البلاد شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديراً وعرفاناً لدوره البارز عبر مسيرته على مستوى الكويت وعلى المستوى الإقليمي والإسلامي والعالمي، والذي توج بتسمية سموه قائداً للعمل الإنساني، وتسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وتقديراً وعرفاناً لما له من دور بارز وجهود كبيرة في دعم ورعاية مسيرة العلم والعلماء، فضلا عما يوليه سموه من رعاية كريمة ومتواصلة لخريجي جامعة الكويت في الحفل السنوي لتكريم الفائقين.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock