كتاب أكاديميا

النور العجيل تكتب: لن تؤثم

أحمد، والله ماعدت أعرفك

ماعدت ألتمس بك ذاك الشخص الذي صورته بعقلي، الذي سيشد عضدي حين يكبر، الذي سيجعل من واقعي ماضي يطير كما تطير أسعد أيام عمري في غضون لحظات كنت أعد السنين كي تكبر  ما سألت نفسك ذات برهة لِمَ كنت أصبر على استنزاف والدك الأناني لقوتي حين كنت ذات قوة في كل مرة كان يضربني بها؟

أتذكر حين كان يحبسنا لثلاثة أيام؟

حين كنت

أخزن طعامنا في أيام السلم  لأنني أدرك تماماً مدى انفصام ذاك الرجل الذي عاشرته على مدى خمسة وعشرون عاماً، لانني أدرك بأنه سينقض الهدنة ويقيم الحرب في أي لحظة لربما تُشن حربه لأنني نسيت أن أضع في الشاي سكر!  أتذكر حين قام بضربي بالكرسي الخشبي لأنني نسيت اطفاء الضوء؟

مللت من اتصالي بالشرطة لنجدتي وترديدهم لنفس العبارة  في كل مرة وأنا أكاد أن ألفظ أنفاسي (مشاكل عائلية)

وأخي ناصر الذي يراني ضحية زيجة فاشلة

يدرك فشلها منذ السنة الأولى، إلا أنه يقول لي بلهجة حادة دائماً أفضل أن تموتي على يد زوجك على أن تعودي (مطلقة) وأنا مات كل ما بي

إلا جسدي، وجزء من قلبي حواك دائماً،

ليتني ما أنجبتك لا تختلف عن أبيك بذرة!

كنت أحتاجك حين

خلافي مع والدك قبيل أسبوع ريثما رماني بثياب المنزل في الشارع دون مالي، دون بقية ثيابي

..

أتعلم ما آلموني جميعهم !

وما كسروا ظهري بقدرك،

كنت أتصل للإطمئنان عليك وتُجيبني أرجو أن تخرجي من حياتي!

والدي يمنعني منكِ!

أتدرك معنى أن أجعل منك رجل في الرابعة والعشرون يستعصى عليك الوقوف أمام عالمنا الصغير !

أتدرك معنى أن يضيع عمري منذ كنت في الخامسة عشر إلى اليوم وأنا في الأربعين كي تعيش أنت!

حملتك بين يدي في السادسة عشر فقط!

كنت طفلة، أنظر في عينيك وأخاطبك كرجل

خلصني من كوابيسي هذه، أردد في أذنيك إلى أن يبح صوتي لا تلوي ذراعي كما فعلوا جميعهم!

ظننت بأني سأجعل منك رجل يكون أبي بدلاً عن أبي الذي باعني لرجل في سنه بكيت أمامك كي أجعل منك ذاك الأخ الذي يتحدثون لي  عنه من حين لآخر دون أن ألتمس المعنى يوماً،

وظننتك ستكون أبني الذي يقف في وجه عالم عبس في وجهي !

يتيمة كل شيء يا أحمد يتيمة فرحة،

يتيمة أب، يتيمة أخ،

لا تجعلني يتيمتك!

ماعاد قلبي يتسع لخيبة

ناضلت كثيراً كي لا أراك ما أنت عليه اليوم

رجوتك يا بني كذّب ظنون هوت بي

كذّب عيني، كذّب صوتك،

سأصدق إن قلت لي..

بأني كنت أتوهم وما نطقت بتلك الكلمات حين هاتفتك!،

سأصدق أن قلت لي بأني أحلم وما فضلت أباك علي،

سأصدق إن قلت لي بأنك تحبني بمقدار ما أحببتك وسنعيش معاً بعيداً عن ذل أبيك

رجوتك كذّب واقعي وستؤجر يابني لن تؤثم!

@nooral3jeel

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock