كتاب أكاديميا

التعايش وموسم الأعياد..  .بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

ما أجمل الاحساس بالسعادة والسرور والأمان والحرية ! .. لذلك تأبى الفطرة السوية للنفس البشرية إلا ان تفرح وتنطلق فى فضاء الانسانية الرحيب الذى يسع كل الأجناس والاديان والطوائف والملل والثقافات المتنوعة لشعوب الأرض حيث تنصهر جميعا فى بوتقة التسامح والتعايش رافضة عبث العابثين من ذوى النعرات الخبيثة التى تريد ان تقطف زهور الأخوة من بستان الانسانية ،هذه النفوس الدنيئة لا تعرف إلا ما هو قبيح ،لذلك سعى الإنسان منذ فجر التاريخ الى الاحتفال بأعياد تمثل له قيمة عظيمة فى حياته ،فتنوعت بين الاعياد الدينية والاحتفالات الاجتماعية، منها ما هو عالمى ومنها ما هو اقليمى أو وطنى ،

بالاضافة الى اليوم العالمى الذى تخصصه المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة بتسليط الضوء على قضية ما او طائفة ما او شئ يهدف الى التفاف الناس حوله والتذكير به واحياءه سنويا حتى لا يطويه النسيان ، وحتى يتيقن الانسان ان ما يجمعه بأبناء جنسه أعظم وأرقى وأعم وأشمل من صراع الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية التى تهدف الى تدمير الحضارة الانسانية بكل مكتسباتها الجمالية والاخلاقية ،

ونحن فى شهر نوفمبر نذكر مثلا يوم المحاربين القدامى الذى يوافق ١١ نوفمبر من كل عام ويُرمز له بزهور شقائق النعمان ولونها الأحمر و التى نبتت على قبور شهداء الحرب العالمية الأولى فأصبحت ترمز إلى الحب والتضحية ويتزين الشعب البريطانى فيه بتلك الزهور وهو يوم لتكريم المحاربين القدامى أحياءا وشهداء لإحياء ذكرى من ضحوا فى سبيل الوطن ،كذلك اليوم العالمى للتسامح 16 نوفمبر ونحن مقبلون على اليوم العالمى لحقوق الطفل 20 نوفمبر ،واليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة 25 نوفمبر ،

ورغم عدم الاهتمام الاعلامى الكافى من وسائل الاعلام العالمية والاقليمية بهذه الايام الاحتفالية وذلك بسبب انشغال الرأى العام العالمى بالاخبار السياسية وما يترتب عليها من نتائج الا اننا لن نيأس من احياء فضيلة التسامح والتعايش والتراحم حتى نلقى الله بقلوب سليمة ،

ومن موقعى هنا أوجه رسالة إلى أبناء وطنى الأعزاء أبناء هذه الأرض الطيبة التى تحتضن جاليات من شعوب الارض جميعا بأن نعلى من قيمنا الأخلاقية الأصيلة وان لا تنسينا مواقع التواصل الاجتماعى الخادعة سنن الله فى الخلق من اختلاف وتنوع ثقافى وان الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتباغض فيما بيننا ، فالمجتمع الدولى لن تستقيم له حياة الا بالتسامح والتعايش والاحترام والتقدير المتبادل وان الاعياد والاحتفالات بكل انواعها هى من اعظم الوسائل التى تجمع ولا تفرق وكيف أن كل الوافدين يحتفلون معنا بالعيد الوطنى بمشاعر صادقة ،

وأننا شاهدنا جميعا فى ذكرى مولد رسولنا الكريم كيف تضامن العقلاء من كل الاديان فى موقف موحد رافض للإساءة لنبينا الكريم ولكل المقدسات حتى لا تكون الاساءة تحت ستارحرية الرأى والتعبير ذريعة لنشر الفوضى والفتنة ، نحن كأبناء الكويت علينا أن نثبت للعالم ان الكويت كانت وستظل واحة الانسانية ولا سيما أننا فى بداية عهد جديد لحضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه والمعروف بدماثة الخُلُق وحكمة القادة وبقلب يحمل من العطف والرحمة ما يسعنا جميعا لنبدأ بروح ووعى جديد نحو مستقبل مشرق تحت مظلة الانسانية والتسامح متوجهين إلى المولى عز وجل بأن يوفق قائدنا الحكيم حضرة صاحب السمو والدي العزيز  الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه  وولى عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه  وأن يكونا خير خلف لخير سلف ،والله ولى كل نعمة وكل توفيق .. حفظ الله وطننا العزيز والعالم أجمع من الشرور والفتن ورزقنا بفضله وكرمه الأمن والرخاء والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock