أخبار منوعة

«الآباء والمعلمون» مهَمَّشون في القرار التربوي

بينما كشف التقرير السنوي الأخير للخدمة الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية عن تشكيل 698 مجلساً للآباء والمعلمين خلال العام الدراسي في التعليم العام والمعاهد الدينية والتربية الخاصة ورياض الأطفال، أكدت مصادر تربوية أن هذه المجالس لم تحقق أي فائدة وأغلبها حبر على ورق، كما يوجد العديد من الادارات المدرسية التي تتساهل في تشكيلها متسائلة: متى تُفعّل مجالس الآباء والمعلمين داخل المدارس بشكل صحيح وواقعي؟

وبيّن التقرير أن عدد مجالس الآباء والمعلمين التي شكلت في مدارس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بلغت 581 مجلساً، بينها 284 في مدارس البنين و297 بمدارس البنات.

ولفت الى أن التعليم الديني شهد تشكيل 12 مجلساً للآباء والمعلمين في المرحلتين المتوسطة والثانوية، بينما تم تشكيل 16 مجلساً في التربية الخاصة.

عزوف الآباء

وأوضح التقرير أنه تم تشكيل مجالس الأمهات والمعلمات في رياض الأطفال في 5 مناطق تعليمية، حيث بلغ 89 مجلساً في 196 روضة، في حين لم يتم تشكيل مجالس الأمهات والمعلمات في منطقة الجهراء التعليمية، وذلك بسبب توقف عمل مكاتب الخدمة الاجتماعية لجميع رياض الاطفال بالمنطقة البالغ عددها 29 روضة، وذلك لعدم توافر باحثات اجتماعيات لسد احتياج هذه المرحلة.

وحدد التقرير ابرز السلبيات التي تواجه الباحثين الاجتماعيين والنفسيين مع التنظيمات الاجتماعية، لاسيما مجالس الآباء والأمهات، على رأسها عزوف أولياء الأمور عن المشاركة في هذه المجالس، إضافة الى تساهل بعض الادارات المدرسية في تشكيلها، فضلا عن عدم وجود ميزانية خاصة بهذا المجلس لتنفيذ البرامج والمشروعات.

وشدد على أهمية تفعيل هذه المجالس، التي من خلالها تساهم في تقليل المشاكل الطلابية وتطوير الخدمات التعليمية، كما أن تنفيذ البرامج الفعّالة لمجالس الآباء والمعلمين داخل المدرسة يجعلها بيئة جاذبة للطلاب.

وأكد التقرير ضرورة التوعية من قبل الإدارات بأهمية مشاركة الآباء والمعلمين في المجتمع المدرسي، ودعوة القيادات التربوية إلى المشاركة في أنشطة وبرامج مجالس الآباء والمعلمين لدعمها.

صناعة القرار

إلى ذلك، دعا تربويون الإدارات المدرسية إلى تفعيل مجلس الآباء، ليكون مسانداً للمدير في وضع وتمثيل الخطة الاستراتيجية للمدرسة، مؤكدين ضرورة أن تولي مجالس الآباء الأهمية اللائقة بها، وأن تجعلها الإدارات شريكاً أساسياً في اتخاذ القرار، وطرح الحلول المناسبة لمعالجتها، وأن تكون المدارس مصدر انبعاث الحب والولاء للوطن، من خلال العمل على غرس القيم الوطنية الأصيلة في نفوس المجتمع المدني، داخل المؤسسات التربوية وخارجها.

وأشاروا إلى أن هذا المجلس، الذي يضطلع بدور مهم يهدف إلى تعزيز مشاركة أولياء الأمور في صناعة القرار داخل أسوار المدارس، أصبح اليوم منسياً، حيث يجمع عدد من مديري المدارس على ألا قيمة له، مع قلة الاجتماعات التي يعقدها، بل وتحوله إلى وسيلة للتكسب.

وقالوا «يمكن تفعيل مجلس الآباء بشكل أفضل، من خلال دعمه بقرارات وزارية وتخصيص بند مالي لفعاليات المجلس ودعمه إعلامياً، وأن يكون المجلس من جهات مختلفة وله تأثير مباشر في عملية التواصل».

واقترحوا أن يتم اختيار من لهم رغبة حقيقية في مشاركة المدرسة، واختيار عضو من كل منطقة ذي ثقافة واطلاع بالأمور التربوية، وأن تكون هناك خطة مدرسية فاعلة لتفعيل المجلس بكل أعضائه ليشاركوا في إعداد خطة المدرسة وفي الفعاليات التي تنفذها، إضافة إلى مشاركة المجلس في اتخاذ بعض القرارات ذات العلاقة بالانضباط والسلوك الطلابي ورفع المستوى التحصيلي، كما يجب اختيار أعضاء المجلس الفاعلين.

مشاركة فعّالة

وأكدوا أن مجالس الآباء والمعلمين بمنزلة الركيزة الأساسية في العملية التربوية، وجسر مهم تعبر من خلاله المؤسسات التربوية والتربويون، للوصول إلى إعداد جيل متعلم ومتسلح بشتى أنواع العلم والمعرفة، خصوصاً في ضوء التسارع المعرفي والتكنولوجي اللامتناهي.

وبيّنوا أن مجالس الآباء والمعلمين تعمل حلقة وصل تربط بين المؤسسة التربوية الأم، وهي الأسرة، والمؤسسة التعليمية، فنجد أن الطالب، لكي يكتمل دوره التربوي والتعليمي، لا بد من تكامل الأدوار بين هاتين المؤسستين المهمتين وعلى أكمل وجه، وبشتى أنواع التواصل المتاحة في وقتنا الحاضر.

لذا، فإنه يعول على مجالس الآباء والمعلمين، وخاصة في وقتنا الحاضر، القيام بدورها الحيوي المهم والفاعل، والمشاركة الجادة لتحقيق أهداف تكاملية، قد لا تنجزها مؤسسة دون أخرى، فلا بد من العمل معاً يداً بيد حتى تتحقق الأهداف المنشودة.

حلقة وصل

تكمن أهمية مجلس الآباء والمعلمين في الإيمان التام بدور ولي الأمر تجاه أبنائه علمياً وخلقياً، ومتابعته المباشرة، لرفع مستواهم التحصيلي، كما أنّ مجلس الآباء والأمهات، إذا تم تفعيله بطريقة صحيحة، فسيكون اليد الثانية للمدرسة، وحلقة وصل مع المجتمع المحلي.

رقابة المناطق التعليمية شبه غائبة!

اعتبرت المصادر أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب رقابة المناطق التعليمية على أداء هذه المجالس، وقلة الاجتماعات التي يعقدها المجلس، حيث لا تتجاوز اجتماعاً واحداً أو اثنين فقط في الفصل الدراسي، ويضيف ان المشكلة تكمن كذلك في عدم وجود ميزانية مخصصة لهذا المجلس، تمنحه نوعاً من الوسائل لتنفيذ أي مقترح يخلص له الأعضاء.

مطلوب آلية واضحة

هناك ضرورة ملحة أمام الوزارة لوضع آلية عمل واضحة ومحددة لمجالس الآباء في المدارس، تتضمن تحديد طريقة الانتخاب وتشكيل المجلس وعمله، وتخصيص ميزانية معينة ومنحه صلاحية محددة.

صعوبات وعراقيل

يواجه الباحثون الاجتماعيون والنفسيون في المدارس العديد من الصعوبات عند تشكيل المجلس، وفي مقدمتها انخفاض المستوى الثقافي والتعليمي لبعض أولياء الأمور، مما يؤثر سلباً في نجاح الجهود على مستوى المجتمع، وقلة الوعي لفهم دور الباحث الاجتماعي في تنظيم المجتمع، وعدم تعاون المؤسسات الخارجية.

ومن العراقيل أيضا عدم التجاوب مع تنفيذ البرامج والأنشطة التي تعود بالنفع على الطلبة في المدارس، اضافة إلى عدم تخصيص ميزانية للصرف على مشاريع المجلس وبرامجه، وعدم تعاون أولياء الأمور من الآباء والأمهات والمشاركة في اللقاءات والندوات وحضور اللقاءات الجماعية والتوعوية التي تحددها المدارس لخدمة أبنائهم.

المصدر:

القبس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock