غير مصنف

أ. ايمان السنان تكتب: رسائل للخشوع في الصلاة رسالة موجزة في تجميع الخشوع أثناء الصلاة

الموضوع لا يتطرق إلى أي أمر فقهي … إنما هو خطوات عملية وممارسات يمارسها المصلي ليستجمع خشوعه خطوات عملية ذكـــــية لتحصيل الخشوع في الصلاة

– إن شاء الله –

الصلاة عماد الدين ، ورمز الإسلام ، وبرهان العبودية ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد ، فإن صلحت صلح سائر عمله – نسأل الله من فضله – وإن فسدت فسد سائر عمله – نسأل الله العافية والسلامة – وهي وصية الحبيب الخالدة – r – ..

والصلاة روح ، فلابد في أدائها من حضور الروح والفكر والتفكر ، وليس للعبد من صلاته إلا ما عقل !! فالأمر جد خطير !!

ومما يزيد من خطورة الأمر ، وعظم المسئولية أنها تتكرر يوميا ، ولا يفصل بين أدائها ومعاودة الأداء إلا سويعات ..

ومن عظم شأنها أنها أحيطت بسياج من التبجيل والتعظيم قبيل الدخول فيها ..فيسبقها الأذان ؛ للتنبيه لدخول وقتها ، ويسبقها الوضوء أو التيمم ، وتسبقها الإقامة ، ويسبقها ويصاحبها التحري الدقيق للقبلة ، واستقبال القبلة .. ويسبقها تحري طهارة الثوب والجسد والمكان ، وخلالها تنقطع النفس عن الدنيا ؛ فلا كلام خارج عما شرع لها ، ولا أكل ولا شرب ولا التفات ولا حركة غير حركاتها .

ومن جللها وجلالها أنها لم تسقط عن مسلم بالغ مدرك في أي حال : من مرض ، أو سفر ، أو حتى حرب … نعم في الأمر تخفيف وتيسير .. لكنها لا تسقط و لا يقبل عنها عدل ولا فداء.

وحين أدائها … المعني في الأداء ، والمجازى عليه : حضور القلب .. لا مجرد صورة الصلاة .. فاللـــهم ارزقنا حضور القلب .. و اللـــهم أحضر قلوبنا لتحضر الصلاة .. لذا فقد جمعت شيئا مما رأيت أنه مما يعين – بعون الله – على تحصيل الخشوع وتجميع شتات النفس.

خطوات عملية لحضور القلب ، وتحصيل الخشوع في الصلاة

– بإذن الله –

الرساله الاولي : قبل الدخول في الصلاة :

تهيئة النفس لئلا تتنازعنا النوازع :

1. فلا يصلين أحد وهو يدافع ، بمعني : لا يدخل أحد في الصلاة وهو يرى من نفسه حاجة للذهاب إلى دورة المياه … لأنه ولاشك سيستعجل في الصلاة استجابة لنداء الطبيعة البشرية لراحة جسده مما يؤذيه ..

2. لا يصلين أحد و هو يعاني من الجوع أو العطش .. ( إذا حضر العَشاء وأقيمت الَصلاة فابدأوا بالَعَشاء ) – رواه البخاري رحمه الله تعالى – ( لا صلاة بحضرة طعام ) – رواه الشيخان رحمهما الله تعالى – .. ألا ترى الصائم يفطر قبل أن يقوم لصلاة المغرب !! لكن ليس معنى هذا أن يتعذر بالجوع ؛ فيتبسط في جلسة الطعام ، ويطيل زمنها ، فيضيع وقت الصلاة ، أو يفوت الجماعة الرئيسية في المسجد ..

3. كذلك الإكثار من الطعام إلى حد التخمة يذهب الخشوع .. ويجعل المصلي يقوم للصلاة ثقيلا متثاقلا … فالاعتدال والتوسط أمر مرغوب مطلوب ..

4. لا تسارع إلى الصلاة وفي فمك بقايا أكلة قد تناولتها للتو .. بل خلص الفم مما علق به ، وما سنة السواك إلا لمثل هذا الأمر .. فحبة طعام تتجول بين الأسنان ، أو تعلق في طرف اللسان ، أو غير ذلك مما يشغل المصلي في صلاته حتى تنتهي الصلاة ، و لا يدري المرء ما قال في صلاته بسببها ..

5. لا يصلين أحد في أجواء باردة مزعجة ، أو حارة مرهقة ، لحظات قبيل الصلاة يفتح فيها جهاز التكييف أو التدفئة ( حسب الأحوال الجوية ) ، أو يغلق الشباك تفاديا لتيار الهواء ، أو يفتحه طلبا للنشاط … الصلاة تستحق منا العناية ، وجذب النفس ، وصرف المشتتات .. و لا يقولن قائل : إنما هي دقائق وأنتهي من الصلاة ؛ ولا يستحق الأمر كل هذا !!

لكن قل : نعم هي دقائق … لكنها أغلى دقائق العمر .. فكيف سأعيشها !!

6. ليكن المكان – مع طهارته – نظيفا معطرا جذابا للنفس ، مريحا للروح .. فلا يتأذى المصلي في صلاته … فيكون همه سرعة الانتهاء منها ..

7. من أسباب الخشوع في الصلاة أن ننسلخ من الدنيا خلالها .. فليتوقف جهاز الهاتف ، وليوقف رنينه إيقافا مؤقتا ، لحين الانتهاء من الصلاة ، فما فائدة رنينه إن لم يكن بالمقدور الرد عليه ؟ .. بل لن يتحصل من ذلك إلا إزعاج صاحبه وإزعاج المصلين الآخرين . والذهاب بالخشوع بعيدا .. بل والتأثم في حق النفس وفي حق الغير ..

8. بل حتى من كان يصلي سنة منفردا في بيته ، إن كان ينتظر مكالمة هامة ، فحري به أن ينهي أمر هذه المكالمة ، ليسلم له خشوعه ، أو ليوص من ينوب عنه بالرد …

9. أيضا إن كان من يصلي قد وضعت بقربه أشياء من مثل : كتاب ، أو أوراق هامة ، أو نظارة ، أو محفظة النقود ، أو جهاز حساس ، أو ربما إبريق شاي ، أو كأس عصير أو ما شابه ذلك … فليرفع كل ذلك حال قيامه للصلاة ، حتى لا تكون من أسباب انشغاله في صلاته .. فقد يعبث بها طفل ، أو قد يقلبها من لا ترغب في أن يطلع عليها …

10. ومن كان عنده أطفال صغار ، لابد قبل أن يقوم إلى الصلاة أن يجعلهم بملاحظة من يأمنه عليهم … لئلا يكونوا من دواعي ذهاب الخشوع بعبثهم وصياحهم …

11. لا تصلين في ثوب ضيق فيزعجك بألمه ، ولا في ثوب واسع فيشغلك بترهله ..

12. والمرأة تحرص على إحكام رداء الصلاة قبل أن تكبر للصلاة , ولتتأكد ألا يتمايل حجابها ، ولا ينزلق ، فتنشغل في صلاتها بإدخال شعرها أو تغطية رقبتها ..

13. كثير من الرجال إذا كبر للصلاة انشغل بإصلاح ثوبه ووضعية عقاله .. وهذا مما يصرف عن الخشوع ..

14. وعلى المصلي أن يجتهد في الابتعاد عن الضوضاء ، و مظان الأحاديث ، وأصوات المذياع والتلفاز .. وغير ذلك … وليعظم شأن الصلاة ، وينأى في أدائها عن كل ما من شأنه أن يؤثر في ( جودة أدائها).

ولنا رسائل أخرى في الاعداد القادمة ان شاء الله…

أ. إيمان السنان
المعهد العالي للخدمات الادارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock