أولياء أمور: المدرسة تكرِّم أبناءنا.. من جيوبنا!

ارتفعت وتيرة الاستياء الميداني وشكاوى أولياء الأمور من مطالبات بعض مديري المدارس للمتعلمين والمعلمين، على حد سواء، بالمساهمة في حفلات تفوق الطلبة أو الأنشطة والفعاليات المتعددة التي تقام في المرافق التعليمية، خلال الفترات الحالية، بمبالغ مالية من جيوبهم. وأعرب الكثيرون من أولياء الأمور عن استيائهم الشديد من استمرار إدارات مدرسية في هذه المطالبات، رغم مخالفتها للوائح والنظم، مستغربين تجاهلها قرارات وزارة التربية وضربها بالنشرات السنوية عرض الحائط. تطلب بعض الإدارات المدرسية، خصوصا النسائية، من الطالبات مبالغ تصل الى 10 دنانير للمشاركة في حفل التفوق، في حين تتكبّد المعلمات مبالغ كبيرة، تصل الى أكثر من 100 دينار، من أجل الأنشطة والفعاليات المقامة لإرضاء مديراتهن، والهروب من تهديدات تقييم الكفاءة، لا سيما بند عدم التعاون.

تكاليف مادية

وفي هذا الصدد، طالبت الناشطة التربوية هدى الديحاني وزارة التربية بالتفاعل مع شكاوى أولياء الأمور حول طلبات حفل التفوق، مبينة أن الوزارة حمّلت المدرسة توفير الوشاح الخاص بالمحتفى بهم وتكاليف الحفل من إيرادات المقصف المدرسي من دون تحميل الطلبة وذويهم أي تكاليف مادية، إلا أن الإدارات المدرسية لا تستجيب. وطالبت بالمتابعة من قبل الجهات الرقابية المختصة ومحاسبة الإدارات والتواجيه المتجاوزه في طلباتها، قائلة: «نحن كمعلمين لم نعد نريد تعاميم جديدة، بل نريد إنفاذ هذه التعاميم، وتفعيل جزاء مخالفتها». من جهته، قال بهاء عبدالعزيز، أحد أولياء الأمور: إن حفلات التفوق داخل المدارس تمثّل عبئاً إضافياً على الآباء، ووفقا للوائح «التربية» لا يجوز على الاطلاق تكريم المتفوقين من جيوب ولي الأمر، كما أن الهدايا التي تقدّمها المدارس للطلبة الأوائل أقل بكثير من المبلغ المالي الذي يدفعه ولي الأمر، من أجل تكريم ابنه المتفوق.

تعاميم ونشرات

إلى ذلك، دفع تعدد الشكاوى التي ظهرت على السطح المناطق التعليمية الى إعادة تعميم نشرات جديدة على المدارس لمنع تجميع أي أموال من الطلبة أو أولياء الأمور أو المعلمين.

ودعت وزارة التربية مديري المدارس ومديراتها إلى توفير جميع المستلزمات التعليمية والمدرسية من حساب الصندوق المالي أو حساب المقصف المدرسي والمواد الأخرى، وفق اللوائح والنظم المتبعة بهذا الشأن، وكل من يخالف ذلك سيتعرّض للمساءلة القانونية. وأكدت الوزارة على جميع الإدارات المدرسية في كل المراحل والمناطق التعليمية، عدم تكليف المعملين أو المتعلمين أو أولياء أمورهم بما ليس مفروضاً عليهم من متطلبات.   وأشارت إلى ضرورة عدم تكليف المعلمين بإعداد وسائل تعليمية أو تصوير أوراق عمل أو تزيين فصول دراسية أو توفير أجهزة وأدوات أو أي مواد، ما لم تقم الإدارة المدرسية بتوفير نفقاتها. وشدّدت على ضرورة عدم تكليف المتعلمين أو أولياء أمورهم صراحة أو إيحاء بأي أعمال لا تعد من واجباتهم، وعدم طلب أي مبالغ مالية أو تبرّعات، سواء من المعلمين أو المتعلمين أو أولياء الأمور.