كتاب أكاديميا

«أطمح».. صُنع بقدرات بطيئي التعلم

الطموح ترجمة للأهداف التي نسعى إليها في حياتنا، حين نطمح إلى شيء يكون هناك خلفه دوافع نريد تحقيقها، قصتنا هذه المرة ممزوجة بالإرادة والطموح.

تدور أحداث هذه القصة في احدى مدارس وزارة التربية تحديدا مدرسة أبو أيوب الأنصاري المتوسطة بنين، وتحديدا في أحد فصولها الذي تم تخصيصه لفئة بطيئي التعلم العزيزة على قلوبنا، وهذه الفصول تأتي من منطلق مشاركة وزارة التربية والتعليم مسؤوليات لدمج فئات بطيئي التعلم مع زملائهم.

وهناك من أخذ على عاتقه هذه المسؤولية، وقام بقيادة هذه المجموعة من الطلبة لأنه يؤمن أن مهنة المعلم لا حدود لها فقد وجد فيهم قدرات مهنية وقرر أن يستثمر بها ويدربهم ويوجههم، انه المعلم الفاضل يوسف محمد حسن، الذي التقيته شخصيا وتحدث عن مشروع أسباير (aspire) وكانت كلماته كلها فخر بهؤلاء الطلبة ويقول: لقد قمت بتعليم الطلبة على كيفية الاعتماد على النفس والثقة بأن يصنعوا شيئا بأيديهم وأنهم يستطيعون أن يضيفوا الكثير للمجتمع وان يعملوا في المستقبل وينتجوا منتجات يمكن بيعها وتسويقها، كل ذلك من خلال تفعيل النشاط المدرسي.

صنع هؤلاء الطلبة كما ذكر المربي الفاضل الأستاذ يوسف من خلال ورش عمل مجموعة من الأشغال اليدوية منها صناعة العطور والرسم والطباعة على القماش وتصميم الفوتوشوب والتصوير الفوتوغرافي وتغليف الهدايا وصناعة المجسمات التعليمية، ولكن ما لفت نظري اكثر تركيبهم لعطر أسموه (أسباير – aspire) وتعني باللغة العربية (أطمح)، وكما تعلمون العطر من اجمل الهدايا التي نحب أن نهديها لمن حولنا وأنهم يريدون القول نريد أن ننشر (طموحنا) كما تنتشر رائحة العطر الجميلة بين الناس.

أحب هذه القصص التي تجسد دور المعلم في مساندة أبنائه ودعم مهاراتهم التي تجعل منهم أشخاصا فاعلين في مجتمعهم، فالتعليم مهنة عظيمة اذا كان من يؤدي هذا الدور على قدر كبير من المسؤولية ونحتاج إلى أن نجمع هؤلاء المعلمين تحت سقف مكان واحد في مركز للتدريب المهني ليستثمروا في طاقات فئة بطيئي التعلم ويكونوا نموذجا يحتذى به في المنطقة، وان يشاركوا في المعارض والمحافل الدولية لإيصال طموحهم.

أخيرا، يطمح هؤلاء الطلبة بأن يهدوا هذا العطر (أسباير – aspire) لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، حيث انهم يرغبون – من خلال ذلك – بإيصال رسالة شكر لدعمه وتوجيهاته الدائمة للاستثمار في طاقات أبناء الكويت ودعم الشباب وأيضا بأن تكون هذه طريقتهم الخاصة في سعادتهم بشفاء سموه من العارض الصحي الذي تعرض له وعودته بإذنه تعالى سالما معافى لأرض الوطن، فنتمنى من المسؤولين تحقيق رغبتهم والتواصل معهم.

بالمختصر: بمناسبة يوم المعلم نقول:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

٭ رسالة: فئات الاحتياجات الخاصة وبطيئي التعلم ليسوا أقل شأنا أو قدرا من ذويهم الأصحاء، إنما هم بحاجة إلى أن نجد المعلمين المناسبين القادرين على ابتكار وسائل لتنمية مهاراتهم واستثمار قدراتهم، لهؤلاء المعلمين نقول شكرا لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock