رغم تقدمهم في السن وتجاوزهم الـ70 عاماً، لا يزال الكثير من أساتذة الجامعة يرغبون في الاستمرار بالعمل الأكاديمي، ويرفضون التقاعد.
بعض هؤلاء الأساتذة يعملون منذ أكثر من 3 عقود في الجامعة والتطبيقي، ومستمرون بتقديم المحاضرات التدريسية، والقيام بالأبحاث العلمية، فما دوافعهم لذلك؟ هل هي الرغبة في استمرار العطاء الأكاديمي والعلمي، أم الامتيازات المالية؟
بلا شك ان أولئك الأساتذة كانوا سعداء عند إقرار قانون رفع سن التقاعد لعضو هيئة التدريس الى 75 عاما من قبل الجهات المعنية قبل سنوات، مما فتح لهم المجال للبقاء لسنوات أطول في الجامعة، والابتعاد عن التقاعد.
وتختلف أسباب استمرار أولئك الأساتذة في مهنتهم، رغم أن بعضهم قد يواجه مصاعب في نواح كثيرة، فبعضهم يرفض فكرة الجلوس في المنزل، حيث يرون أنهم لا يزالون قادرين على العطاء لسنوات طويلة، ويؤثرون العمل على الراحة والتقاعد بعد سنوات العطاء والعمل الطويلة.
في المقابل، ثمة أساتذة يرفضون التقاعد ويواصلون عملهم لعدم قدرتهم على تأمين معيشتهم، حيث برمجوا حياتهم وظروفهم على رواتب محددة ويعيشون وفق نظام معيشي معين، وهم على رأس عملهم، وبعد تقاعدهم من الطبيعي أن تنخفض رواتبهم، مما قد يجعلهم يواجهون مشاكل مالية، أو مصاعب في سداد جميع الالتزامات والمصاريف.
تداول بعض أعضاء هيئة التدريس في مواقع التواصل الاجتماعي تلك القضية، متسائلين عن أسباب استمرار زملائهم في الصرح الأكاديمي رغم تقدمهم في العمر، وعدم تقاعدهم وجلوسهم معززين مكرمين عند تقدمهم في السن، ولكل واحد منهم أسبابه في ابتعاده عن التقاعد.

خبرات طويلة
وقالت عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الاجتماعية، د. نعيمة الطاهر: هناك أساتذة تجاوزوا الـ70 عاما، منهم كويتيون ووافدون، ولا يزالون على رأس عملهم، وقد امتلكوا خبرات كبيرة في المجال التدريسي والبحثي خلال عملهم في كليات الجامعة، وهم لا يرغبون في التقاعد لأسباب مختلفة.
وأضافت: لابد من إعطاء الفرصة للشباب، لكن هؤلاء الأساتذة يريدون أن يظلوا في عملهم، لأنهم يرون أنهم قادرون على العطاء، مؤكدة أنه لا امتيازات كثيرة بالنسبة للأساتذة الكويتيين بالجامعة كما يظن البعض، لعدم رغبتهم في التقاعد، فليس هناك «بونص»، كما لا يوجد تأمين صحي أو تذاكر سفر.

القبس