كتاب أكاديميا

د.عبدالعزيز الفيلكاوي يكتب: بعد الإشارة تكون الساعة

في السابق تلك الجملة لم تكن ذات أهمية للكثير ولم نكن نتابعها بدقة وكانت مجرد جملة تتردد في نظام الرد الآلي للساعة ولمعرفة الوقت من خلال الهاتف ، والآن تغير الوضع في ظل أحداث أزمة كرونا والأوضاع الإستثنائية الحالية من حظر كلي بإستثناء الساعتان ، وأصبحت مرتقبة للكثير .
بعد الإشارة تكون الساعة
هدوء نسبي في معظم المناطق السكنية تغريد العصافير من على الأشجار ، يبدأ الناس بالخروج تدريجيا من منازلهم سيرا على الأقدام ، مشهد غير إعتيادي – لا يتكرر عادةً – لممارسة رياضة المشي و الجري في جميع أنحاء المناطق السكنية وآخرون بجانب البحر في الأماكن المخصصة لذلك تملأهم الرغبة في الخروج والحركة والإستمتاع بالحياة ، ملتزمون بقرارات الدولة القانونية من حيث الخروج والعودة ، وملتزمون أيضا بقرارات وزارة الصحة وإشتراطاتها الصحية مرتدين القفازات وقناع الوجة ومتباعدين عن بعضهم البعض ، الشوارع تكاد تخلو من السيارات بإستثناء رجال الداخلية الذين لم ولن يتوانوا عن حفظ الأمن والأمان وأحيانا التوجية والمساعدة برحابة الصدر إذا ما تطلب الأمر في جميع المناطق .
بعد الإشارة
التزم البعض بتعليمات الخروج في هذا التوقيت ومن لاحظ درجات الحرارة من بداية الحظر الكلي أعتقد قد إستشعر التغيير والتحسن في الأجواء الجوية و أشعة الشمس وملائمتها لممارسة الرياضة مع وجود رياح باردة نسبيا كلما إقتربنا من وقت المغيب ، مع العلم أننا في شهر مايو ، فالساعتان توقيتهما كان مناسب للجميع والأهم هدفهما .
بعد الإشارة تكون الساعة
يتلاقى الأصدقاء والأهالي المجاورون بعضهم ببعض في مشهد إجتماعي نفسي إيجابي ، يمارسون رياضة المشي ملتزمون بالتعليمات من حيث التباعد وترك المسافات المناسبة ، في ذلك الوقت القلب يضخ الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ والعضلات في جميع أجزاء الجسم والذي يتطلب زيادة نشاط الجهاز التنفسي فتصبح الرئة أكثر حيوية – تتحرك جميع العظام في الجسم وتقوى الأربطة حول المفاصل – في ذلك الوقت الجسم يحتاج إلى مصادر إضافية للطاقة فينشط عمل الكبد والجهاز الهضمي وتزيد عملية إحتراق الغذاء داخل الجسم ، تلك بعض فوائد من التزم بالقرار .
بعد الإشارة
يتهيأ الجميع للعودة إلى منازلهم بعد إستمتاعهم بالهواء و أشعة الشمس وممارسة بعض التمرينات خارج نطاق المنزل الذي التزموا به 22 ساعة متواصلة ، وأعتقد هي رسالة توعوية للمجتمع بقيمة وأهمية ممارسة الرياضة وتخصيص الوقت لها ،
بعد الإشارة
يقترب مغيب الشمس ويعود الالتزام إلى المنطقة بكل هدوء كما بدء ، وقد إكتسب كل فرد راحة نفسية وبدنية ، من عاشها سيعي قيمتها وإنعكاسها على الصحه النفسية والبدنية . شكرا للمتخصصين من رجال الصحة والداخلية على هذا القرار .
وأخيرا بعد الإشارة التزم بتعليمات الدولة وابحث عن الجانب الإيجابي في أي قرار قبل ان تبحث عن الجانب السلبي ولنترك الكبار في الدولة وأصحاب التخصصات يعملون ، إستمتعوا بأوقاتكم فالحياة قصيرة والأيام تتوالى .
عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم

د.عبدالعزيز الفيلكاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock