أبحاث علميةقسم السلايدشو

أعطوهم الحق بالاختيار للباحث التربوي/ علي حسن


 

مع ظهور نتائج الثانوية العامة في دولة الكويت نبارك لأبنائنا الناجحين ونتمنى حظا أوفر لمن لم يحالفه الحظ مع عدم إغفال أن لا يأس مع الحياة وهناك دائما فرص أخرى سانحة طالما توجد استمرارية في الحياة . ولا يفوتنا أن نشكر وزارة التربية والتعليم العالي وجميع الكوادر القيادية والادارية والتعليمية والفنية فيها على جهودهم المخلصة في رعاية أبناءنا والاهتمام بهم في جميع مراحل الدراسة .

الأجيال تتعاقب ولكل حقبة زمنية ولكل جيل مميزاته وخصائصه والتي علينا أن لا نغفل عنها وأن نعطيها النظرة التربوية والنفسية والاجتماعية ، ويتسم هذا الجيل بشغفه بعالم المتغيرات التكنولوجية وسعة الادراك فالشاب وهو نتاج العولمة ومن خلال الشبكة العنكبوتية وثورة الاتصالات والمعلومات يصر على تلاشي السدود والحدود بين الدول فمن غير المستغرب أن تجد شاب في الكويت يتأثر أو يتقمص شخصية شاب في أقصى شمال أو جنوب الكرة الأرضية ويظهر عليه تأثيرات العالم الأوربي مثلا ، وبدون اطالة أود القول أنه يجب علينا احترام قرارات أبناءنا ولا نهمش رغباتهم وأفكارهم ، فماذا نفعل ؟ في هذا الزمن انتهى دور الاجبار وفرض قراراتنا عليهم من حيث اختيار التخصص الذي يجب أن يلتحق به الطالب ، أو نحدد وجهته في البعثات الداخلية أو الخارجية ، فالمطلوب أن ندع حرية التفكير والتخطيط والتنفيذ واتخاذ القرار بأيديهم ومن بنات أفكارهم وحسب قدراتهم وامكانياتهم ، ويكون دورنا الاشراف والتوجيه والمتابعة والنقد والتشجيع ، فهم أمانة في أعناقنا ، فزماننا يختلف عن زمانهم وما قد يناسبنا قد لا يناسبهم ، فلنطلق العنان لهم ليمارسوا مسئولياتهم وهوايتهم ورغباتهم وطموحاتهم ويسعوا لتحقيق أحلامهم ، وليخططوا لمستقبلهم بأيديهم . ولنثق بهم ونعطيهم ذاك الشعور بإيماننا بقدراتهم ، والاستقلالية وحرية التعبير عما يجول بخاطرهم .

فالتربية هي الزيادة والنمو ، ربا الشيء يربو ربواً ورباءً وهي تعني زاد ونما، وأرببته نميته . وتعرف التربية بأنها : ” مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو من هو مسئول عنه ، بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته ، ليتمكن من الاستقلال في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها مستقبلا .

ولكن للأسف وبدون قصد تكون هناك أساليب يتبعها الوالدين تكون غير سوية وخاطئة في التعامل مع الابن، إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لاتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات ، أو لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين ، وبعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم ، أو نجد أولياء الأمور يهمشون كيان الطالب بحجة أنه لا زال صغيرا وغير قادر على اتخاذ القرار السليم والمناسب ، وهذه الاتجاهات غير السوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او أحدهما قد تترك بآثارها سلباً على شخصية الأبناء، أو التسلط والسيطرة ويعني تحكم الأب او الأم في اختيارات الابن والوقوف أمام رغباته التي يريدها أو إلزامه بالقيام بمهام وواجبات واختيارات تفوق قدراته وإمكانياته أو تقف على النقيض من قناعاته وطموحاته . وبالتالي هذا يفسر سبب تسرب الكثير من أبناءنا من مقاعد الدراسة لأنها جاءت بعيدا عن ارادتهم فلا يكون هناك اقتناع ذاتي داخلي في نفوس الطلاب .

فكل ما أرجوه أن نمنح أبناءنا فرصة التعبير عن رغباتهم وطموحاتهم ونتشارك معهم الأفكار والخيارات ، ونتناقش معهم في جو أبوي ودي عبر حوار متفهم نتبادل فيه الآراء والأفكار ووجهات النظر مع الحرص على تقبل الرأي الآخر واحترام وجهة النظر المخالفة حتى نصل لنقاط التقاء عبر الاقناع والتفاهم وتحمل مسئولية اتخاذ هذا القرار . فنحن نعدهم ليكونوا معول بناء في تقدم وتطور وطننا الغالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock