كتاب أكاديميا

يوسف الكندري يكتب: مريض ولكن

*هناك أمر غريب جدًا إنتشر في الأونه الأخيرة في مجتمعنا ، فالناس عندما يرون سلوك سيئ عند شخص ما يلقبونه بالمجنون وأن لديه ملف بمركز الكويت للصحة النفسية ( الطب النفسي سابقا ) ولاحظت في وسائل التواصل الإجتماعي أن لكل شخص مجرم أو منحرف يصفونه بأنه لدية ملف في الطب النفسي ، مما جعل لهم مخرج ومبرر للمجرمين والمنحرفين .

هناك قاعدة واضحة في الطب الشرعي تقوم على اساس بأن الشخص ليس مريض نفسي إلا إذا أثبت ذلك و تُعرض حالته على الإختصاصيين من أطباء نفسيين و أخصائيين نفسيين و هم من يحددوا الحالة النفسية للفرد ، على سبيل المثال هناك شخص فعلا لدية ملف وأرتكب جريمة ، ولديه ( مرض ذهاني ) يسبباه ضلالات أو هلاوس ، هل هذا الامر كافي بأن نقول أن هذا الشخص غير مُدرك لتصرفاته ؟!

بالطبع لا ، لأن الأختصاصيين متواجدين ويقومون بتقييم سلوك الشخص و تفكيره أثناء إرتكابه للجريمة ، ومن الصعب جداً أن يخرج شخص لديه ملف بالطب النفسي وقت حدوث الجريمة و يبرر أن لدية ملف ويقول إني مريض أو لا أدرك ماذا أفعل ، والإجراءات التالية تعتبر ملخصا لما يقوم به الطب الشرعي ليبين مدى مسؤولية الفرد أثناء إرتكابه للجريمة :

أولًا : يرون الاخصائين تاريخ الحالة المرضية و عدد مرات دخوله للطب النفسي و تاريخ الحالة الأسرية ومن الغير المعقول أن الشخص لديه مرض ذهاني لم يراجع المركز لمده أكثر من خمس سنوات ومن ثم ( يقولون ) هذا مجرم وأن لديه ملف بالطب النفسي وأنه مريض نفسياً وغير مسؤول عن تصرفاته .

ثانيًا : هل تم صرف أدويه له ؟ وهل إستمر على هذه الادوية ومنتظم عليها ؟

ثالثًا : التأكد من الصحيفه الجنائية له والاستعلام عن القضايا المرفوعه ضده ( هل هو شخص عدواني ؟ ) 

ممكن أن تكون لديه اضطرابات شخصية ويستخدم هذا المرض كحاجب له .

رابعاً: يجب على الاختصاصيين أن يتفحصوا حادثة الجريمة مع المريض تفحص دقيق و الحديث عن الأفكار و السلوكيات التي إرتكبها، وهل هي مطابقة لاعراض مرضه أم لا !

خامسًا : جلب الأسرة والأصدقاء المقربيين له لمعرفة وقائع الحادثه .

وأيضا هناك إختبارات شخصية ليرون الجوانب الشخصية و أيضاً إختبار الذكاء IQ ليرون مستوى درجة الذكاء لدى المفحوص وأيضا هناك اختيار TOMM لكشف المفحوض عندنا يدعي بأنه لا يتذكر وقائع الحادثه ، وهذه الاجراءات تعتبر ملخصا بما يقوم به الطب الشرعي في الطب النفسي ليبين مدى مسؤوليته وإرتكاب هذه الجريمة ، وبوجهه نظري أن بعد تقديم هذه الاجراءات من الصعوبة أن المريض النفسي أو المجرم يستطيع أن يصطنع مرضه أمام ناس متخصصين كالإختصاصيين والأطباء في مركز الكويت للصحة النفسية . فأرجوا من الجميع عدم الحكم على أي شخص بأنه مريض نفسي إلا إذا أثبت ذلك ، وترك هذه الامور للجهات المختصة كالطب الشرعي و وزارة العدل .

يوسف علي الكندري

مُعلم علم النفس 

@y_alkandri

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock