كتاب أكاديميا

م. شهد الناصر تكتب: نقطة إنتهى .

في ضوضاء حياتك ومسؤولياتك المتراكمة تحتاج للخلوة مع نفسك ،تحتاج أن تلتقي بروحك وتحاورها وتحتويها فلن يحتوي نفسك كأنت ..

هاأنا في هذا المساء تصاحبني قهوتي وقلمي ودفتر مذكراتي الذي هو مرآة لنفسي  وصديقي عندما يخونني المنصتون، ليست أوراقه  مجرد أوراق  بل كانت انعكاس لي  بل إنها” أنا  “هي من تحتضني عندما يتحول الجميع لغرباء في لحظة ما ، مابين أوراقي أجد  حالاتي التي قد أخفيها  ففي صفحة كنت ضعيفة وفي صفحة  كنت قوية ؛هنا صفحة أضحكتني بشدة وهناك صفحة أبكتني بشدة.

أنا عظيمة في عين أوراقي لأنها وحدها شهدت  صراعاتي وانكساراتي التي كادت أن تهزمني لكنها لم تستطع ..

 وفي  تقليبي للأوراق وصلت لصفحة بيضاء بداخلها فقط (نقطة) لقد أعادت لذاكرتي  الأحداث السابقة ،وأصبحت أتساءل ماكان شعوري عندما وضعتها؟ لماذا حضن صفحتي لم يتسع لحروفي؟ لماذا تلعثم عندها قلمي ولم  يكتب سواها ؟هل كانت حروف الأبجدية قاصرة عن التعبير عن مشاعري فكتبتها نقطة .!

عندما رأيتها تمسكت بها كثيرا وكأنها القشة التي ستنقذني من الغرق بين أمواج متلاطمة ترثع بي هنا وهناك..
نعم تذكرتها !

أنا بحاجتها الآن….
نقطة تصل بشعوري لمرحلة الفعل ،حتى وإن كانت المعطيات ضدي حتى وإن حاربت التيار.

إنها نقطة لاأريد أن أكتب بعدها شيء.

أريد أن أنجز أن أكون .
نعم إنها النقطة التي يحتاجها كل منا  ،إنها الحد الذي تقف عنده الأشياء .

نقطة نهاية لأمورك المعلقة .

نقطة نهاية لتلك العلاقات المؤقتة التي ستجني منها الوجع.

نقطة نهاية لذلك الإهتمام الذي يستنزف مشاعرك  دون احتواء .

نقطة نهاية لتلك المشاعر المبعثرة هنا وهناك.

نقطة نهاية لتلك الذكريات المؤلمة فلقد حان الأوان أن نتصالح مع أنفسنا ونتصافح مع ذكرياتنا ونودعها ونمضي بسلام.

مشكلتنا أننا نختار أن نمحي البعض  من حياتنا دون أن نضع نقطة نهاية  لذكرياتهم التي تقتلنا ..

هكذا هي الحياة  كل شي يدخل حياتنا أو يخرج منها لحكمة إلهية فمنهم درس ومنهم نعمة .

وقد تكون نقطة النهاية بداية لأمور جديدة

نقطة نهاية لكل تذمر فلنبدأ نتنفس الحياة ونعيشها  بشعور القبول .

علينا أن نقبل بالفراق حتى وإن كان موجع فلاتستقيم الأمور بدونه وكذلك قد تنهار أمور ان لم نتخذه كقرار..

فعلينا بقبول الألم ومواجهته فالله قد يسلبك أشياء ليعوضك بالأجمل .

فلو تأملنا في حياتنا لنجد أحدهم يسافر والآخر يعود 

وهناك من ينتظر في المحطات  يستقبل و الآخر يودع …

هناك حب يموت وآخر يولد ..

  
نقطة بداية لأنت!
نقطة بداية لتفتح قلبك للحب ولتقتنع بوجوده ، ذلك الإحترام الدافىء والود الأنيق، ذاك الحب الذي يجعلك ترى الحياة بضوء مختلف،  ذاك الذي  يفتح نوافذ قلبك ليشرق النور به ..

ذاك الذي يكون بهيئة شخص   يحبك بماأنت فيه و بمعنى أدق بالرغم مما أنت عليه.

نقطة بداية للسعادة نعم للسعادة فالسعادة قرار والحزن قرار  فحياتك حصاد لأفكارك وقراراتك فقرر السعادة تسعد ..
فلذلك الحزن والخذلان، ولتلك الذكريات التي تميتني كل لحظة، و لتلك الأيدي المتراخية التي لم تتمسك بي …
لقد تعثرت ولكن استقمت!

ضعفت ولكن قويت !

لقد أصبحت أعرف حدودي مع الحياة والناس…

متى أواجه ،ومتى انسحب، ومتى لا ألتفت أبدا…
 فأنا امتلك الشجاعة أن أقول لكل شيء سلبي بحياتي ..

     نقطة إنتهى . 

بقلم :

م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock