كتاب أكاديميا

فاطمة الشلال تكتب: الليالي الرمضانية والفشخرة.

” دراعة أم فلان تهبل” ” وهذا قرقيعان بنت فلان شوفي شحلاته ” ” شوفي شلون مبّدعة بنت الفلاني يايبه فناتك حق قرقيعان عيالها ” ” ويي ماشفتي أم فلان غبقتها تفشل ” ” شحلات قرقيعان وسنع أم فلان يايبه مطعم وكاونتر بكبره عندها بالبيت”، ” ويي ماشفتي فلانة شلابسة “خلاجين”” … وهكذا تدور الأحاديث في جمعات ” الحريم” في ليالي رمضان خاصةً ليالي القرقيعان .. ناهيك عن الغبقات والجمعات الأخرى …

تبدلت العادات إلى “شحاطة”.. وتحولت الفرحة إلى تكلف وتصنع .. حيث أصبحت النساء يتنافسن على من هي أفضل ومن هي ” أسنع” من ناحية الملبس والقرقيعان و”الغبقات” ، فحولوا رمضان من شهر عبادة وصلة رحم وتجمع العائلات والأصدقاء إلى شهر تكلف وبذخ وتفاخر وإسراف ، فأنا لا أعارض هذه “الجمعات” والإستمتاع في ليالي رمضان المباركة لكنني أنتقد المبالغة والتصنع والتكلف في هذه “الجمعات” ، فأصل هذه العادات والتقاليد تراثي بحت وبسيط جدا ؛ 

مجموعة أطفال يرتدون الملابس التراثية ويلفون حول الفرجان لطلب القرقيعان ، والقرقيعان كان عبارة عن سكاكر ومجموعة مكسرات. 

أما الغبقات الرمضانية فهي عبارة عن الطعام الخفيف لما بين الفطور والسحور ، أما في يومنا الحالي ، فالغبقات أصبحت أثقل من الفطور وأكثر أطباقا – مع أن الكل يحس بالتخمة بعد الفطور ـ والقرقيعان أصبح كل الأشياء لا تطري على البال ومع ذلك شُحت المكسرات وأمتلأت بالسكاكر الضارة والمصبوغة.

 

فأصبحت جميع النساء يرغبن بالمنافسة في الغبقات والقرقيعان من حيث الملبس والمأكل والمشرب فترى تلك التي لاتملك إلا معاشا “مقصقص” بالديون والقروض تريد أن تقلد تلك الغنية التي صرفت على القرقيعان والغبقات من رصيدها الإضافي.. وإن لم تستطع أم معاش ” مقصقص” أن تغطي تكاليف الغبقات والقرقيعان أضافت على كاهلها قرضا جديدا لمنافسة “أم قرقيعان جخ”.. وبالأخير ترى أم فلان تنتقد قرقيعانها وغبقتها بعد هذا العناء والخسائر و”الخبة”.

 

إلى متى سيتم المجتمع على هذا الحال ، يتطور البشر ويتطور الفكر ومازالت “الفخفخة” والمبالغة واردة وموجودة في مجتمعنا.

فمن وجهة نظري ، جميلة جدا هي “جمعات” العائلات والأصدقاء في هذه الأجواء المباركة ، لكن البساطة تزيد من رونق هذه الجمعات وتزيد الناس محبة وتماسك وعدم تكلف ، فأغلب الأفعال التي يتصرفن بها هؤلاء النسوة هي فقط لسماع المديح من الأخريات ولكسر عين فلانه و”للشو” لا أكثر وكل ذلك يندرج تحت سبب الإحساس بالنقص والتقليد الأعمى للأخريات ..

وهنا نتساءل ، متى ستصبح البساطة وعدم المبالغة موضة ودعوة للفخر والإعتزاز ومتى ستكف هؤلاء النسوة عن تقييم بعضهن البعض عن طريق المظاهر الزائفة “والفشخرة” الزائدة؟

 

فاطمة الشلال

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock