كتاب أكاديميا

علي البغلي يكتب: الجامعة المظلومة..!

بدعوة كريمة من الأخ الدكتور المهندس قتيبة رزوقي، مدير البرنامج الإنشائي للجامعة، والدكتورة أنوار الابراهيم، مساعدته، وبمصاحبة الإعلامي النشط سامي الفضلي، حظيت بزيارة غير مسبوقة لحرم جامعة المغفور له صباح السالم الصباح (الشدادية) تحت الإنشاء.

وقد عانيت بالطبع للوصول إلى مبنى الجامعة، وذلك لاضطراري للمرور في «دولة جليب الشيوخ» المستقلة، التي بالكاد تشعر فيها أنك في دولة اسمها الكويت، لولا لوحات السيارات المكتوب عليها اسم بلدنا!.. وهذا ليس بموضوعنا، وإن كان له صلة به، فالجامعة العملاقة إذا ما انتهى العمل بها واستقبلت من شيدت من أجلهم من طلبة ومدرسين وإداريين وفنيين، يقدر عددهم بما يجاوز الـ50 ألفاً، لا بد أن تُشيَّد للوصول اليها طرقٌ اضافية علوية او التفافية، بعد أن دفنت وزارة أشغالنا العتيدة مشروع المترو والقطار في زوايا المجهول!

***

الجامعة بعد انتهائها ستكون واحدة من أكبر الجامعات حجماً في العالم أجمع، إذ تبلغ مساحتها حوالي 8 كيلومترات مربعة، وهي المسافة من أبراج الكويت إلى بوابة الجهراء!

العمل الشاق في الجامعة المترامية الأطراف على قدم وساق، تقوم به شركات مقاولات محترفة ومتخصصة، وبإشراف مكاتب إشراف هندسية ذات سمعة عالمية، وكذلك شباب كويتيين منتدبين من كلية الهندسة بجامعة الكويت، مؤهلين تأهيلاً عالياً وذوي خبرة جيدة، يعملون بجد واجتهاد وصبر ونزاهة وشرف، وبعضها أمور لا يتصف بها كثير من أقرانهم في مراكز مشابهة، والدليل تعثُّر العديد من مشاريعنا الإنشائية الحكومية المعتاد؟! والذي أصبح ماركة مسجلة لمعظمها!

***

الجامعة لا يمكن وصفها بمقال واحد أو اثنين او استطلاع.. فالإنشاءات والمواد المستخدمة وجودة التصاميم وفرادتها غير مسبوقة ـ وستكون أحد معالم الكويت المميزة التي ستفخر بها الأجيال لعقود قادمة..

لكن ما يحز بالنفس ويؤخر الانتهاء من الإنشاءات هو المغالاة في مبانيها أحجاماً وأعداداً. وهذه المغالاة بالتكلفة أيضاً التي بلغت حتى الآن 1.9 مليار دينار، مرجعها الأول والأخير القانون الكارثي الخاص بمنع الاختلاط، ونصه على وجوب إنشاء حرمَين لكل كلية، واحد للبنات والثاني للأولاد.. ورأيت كل كليات الجامعة المتلاصقة، كلية البنات (الإناث) وكلية الأولاد (الذكور) الأصغر حجماً! الإناث والذكور يلتقون في مواقف السيارات وفي المرافق العامة، وخارج أسوار الجامعة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن منازلهم.. لكن يمنع عليهم الالتقاء بصالة الدرس؟!

وهذا نتاج الفكر الأصولي المتزمت وغير المنطقي في العقود الأخيرة.. وهو سلوك عفا عليه الزمن، وهجرته كل الدول الإسلامية الصديقة والشقيقة والمجاورة، وستبقى جامعة الكويت المنارة الحضارية المنتظرة، متعطشة لإلغاء أو تعديل تلك القوانين، وهجر ذلك الفكر المنبوذ مؤخراً.

أنا من المنتظرين لانتهاء البناء في هذه الجامعة المتوقع افتتاحها عام 2020، ومعي أهل الكويت قاطبة.. شاكرين الجهود الجبارة وراء إقرار وإنشاء ذلك الصرح الحضاري المنير المظلوم.. مع أن الجاني معلوم!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock