كتاب أكاديميا

رؤساء يقودون الأمم | بقلم: الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

لا تزال أصداء قرار الرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب بحظر مواطنى سبع دول إسلامية تلقى بظلالها على وسائل الإعلام المختلفة حول العالم وعلى دوائر صنع القرار السياسى لدول عديدة وخاصة الإتحاد الأوروبى بل وفى الداخل الأمريكى أيضا حتى أنه ولأول مرة يتم تسييس الأجواء السينيمائية لحفلة جوائز الاوسكار وفاعليات كثيرة يشعر المتابع لها بالتجهيز المسبق والتوجيه للرأى العام بالشحن ضد رئيس يتحدث عن وقائع وحقائق ويتخذ تدابير من شأنها تعزيز الأمن القومى لبلده ، فالرجل لم يمنع مواطنى هذه الدول الخروج من بلادهم ولكن يمنعهم من دخول وطنه وهو المسئول الأول فى الدولة ، العقلاء الواقعيين يتفهمون منطق ترامب جيدا لأنه وكما يقول أن الأجهزة الأمنية فى هذه الدول ليست بالكفاءة المطلوبة .

هذا الهجوم الإعلامى على ترامب يمكن تفهم دوافعه إذا علمنا أن الحكومات ووسائل الإعلام الأوروبية وبعض المؤسسات الأمريكية تحكمها توجهات يسارية وحقوقية تتظاهر كذبا بحقوق الإنسان وبمخالفة ترامب للدستور الأمريكى الذى يمنع التمييز العرقى والدينى و هى لا تهتم بالشعوب التى فتكت بها تنظيمات متطرفة بقدر الحفاظ على بريستيج حقوقى لا يقدم شئ على أرض الواقع فى مواجهة هذا التطرف الخطير الذى ينتشر ويفجر الأبرياء تحت ستار فريضة الجهاد الاسلامى والإسلام يبرأ من هذه الأفعال ، عندما اختار دونالد ترامب حظر الهجرة لبلاده بشكل مؤقت اختار سبع دول فقط لا يمثلوا 10% من تعداد المسلمين والسبب واضح وهو منع تسرب متطرفين من هذه الدول التى منها من هو يرعى الإرهاب ومنها من وقع فريسة للتطرف سياسيا وفكريا وفى كلتا الحالتين هو محق فى إتخاذ هذا القرار السيادى الذى يرى فيه إجراء مؤقت يناسب الظروف التى يتسلم فيها مقاليد الحكم .

 

دونالد ترامب والذى يتحدث بوضوح للعالم عن سياسته الخارجية والتى يهدف منها إصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة فى التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى بإسقاط أنظمة ومحاولة فرض بدائل والتى يرى ترامب أنها سياسة أدت الى ظهور تنظيمات متطرفة تستهدف الأبرياء ولا تخدم السياسة الأمريكية أو الشعب الامريكى فى شئ ، الرجل يفكر فى التعاون مع المعسكر الشرقى بقيادة روسيا والصين فى إطار المصالح المتبادلة وعدم الهيمنة التى لا تعود بالنفع ،هذه الهيمنة والتى رأيناها فى سياسات سابقيه بوش الإبن وأوباما والتى فشلت فى تحقيق مبتغاها وأدت إلى مزيد من الإحتقان الطائفى والفوضى التى تحرق الجميع بلا إستثناء .

 

لقد عانينا هنا فى دول الخليج العربي من العمليات الإرهابية مثلما حدث فى الكويت والسعودية والبحرين وما نراه من استهداف لأمننا وإستقرارنا فهذا الأمر لا يجب أن نتهاون فيه وهى مسئولية تقع على عاتق الجميع حكومة وشعبًا وأننا يجب أن نطرق على الحديد وهو ساخن قبل فوات الأوان لا قدر الله ، لذلك أنا أطالب المسئولين بإستغلال قرار ترامب و ردود الأفعال العالمية على هذا القرار بإعادة النظر فى دخول بعض الجنسيات والتى ربما يشكل وجودها فى مجتمعاتنا خطرًا محتملا وهى فرصة أيضا لحكومات هذه الدول المحظورة فى إظهار الجدية وحسن النوايا فى محاربة الإرهاب حتى يكون تطبيع العلاقات على كافة المستويات له ما يبرره على أرض الواقع ، لأن الأمن القومى لا ينبغى أن يكون فيه مماطلة وموائمات ، و لذلك نحن على ثقة أن حكامنا الأجلاء فى منطقة الخليج لن يتأخروا فى دعم أى قرار من شأنه تحقيق الأمن والسلام الدولى وذلك كما فعل رئيس الوزراء اليابانى والذى وصف قرار ترامب بالقرار السيادى ومؤخرا سار على نهجه وزير النفط السعودى خالد الفالح ووزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد و اللذان وصفا القرار أيضا بالسيادى الذى يخص الشأن الداخلى الأمريكى ، ونحن ننتظر المزيد من الدعم الدولى لهذا القرار على المستوى الرسمى حتى يتم محاصرة الإرهاب وتحجيمه والقضاء عليه بشكل نهائي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock