كتاب أكاديميا

الصحة النفسية لشاغلي الوظائف الإشرافية

92_3

 

 

الصحة ليست مجرد الخلو من الأمراض الجسدية الظاهرة والعاهات والإعاقات، ولكن البعد النفسي للصحة هو أحد أبعادها الرئيسية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة منذ نشأة المنظمة، وقد اختارت منظمة الصحة العالمية موضوع الصحة النفسية، وبالتحديد الاكتئاب، عنوانا وشعارا ليوم الصحة العالمي القادم في 7 أبريل 2017.

وليس الهدف هو الوصمة والتمييز للمصابين باعتلالات في الصحة النفسية لأسباب كثيرة وخصوصا في هذه الأيام، حيث ضغوط الحياة تتزايد على الجميع.. ولا عيب لدى المجتمعات الغربية من أن تسمع من يقول إنه في حاجة لمراجعة الطبيب النفسي فلا يجد في ذلك أي حرج حتى يحصل على العلاج في وقت مبكر وقبل أن تؤثر معاناته النفسية على صحته الجسدية ويسقط فريسة لأمراض سيكوجسمانية في أي عضو من أعضاء الجسم دون استثناء، وللأسف الشديد فإن ضغوط الوظائف الإشرافية قد لا يتحملها من يشغلها فيصاب باعتلالات نفسية وتنتقل إلى المؤسسة التي يشرف عليها بل قد تؤدي إلى قرارات انتقامية أو غير منصفة وغير عادلة، وقد تنهار أي مؤسسة بسبب اعتلال الصحة النفسية لمن يتولون الوظائف الإشرافية بها وتعتل القرارات ويكثر الضحايا.

والحل هو ألا نخجل من الصحة النفسية وأن يخضع المرشحون للوظائف الإشرافية، وخصوصا تلك التي تتطلب أعلى درجات اللياقة النفسية لاختبارات نفسية مستقلة ومتخصصة ومحايدة للكشف المبكر عن الأمراض النفسية بهم ومن ثم الرفق بهم من تولي مناصب ومسؤوليات أكبر من قدراتهم النفسية والعقلية لأن المؤهلات والكفاءة الفنية قد لا تتوافق مع الصحة النفسية. وقد يكون الطبيب النفسي هو الأقدر على حماية المرؤوسين والمراجعين والمؤسسة في وقت مبكر من قرارات متسرعة وانتقامية وعدوانية من بعض من وصلوا إلى الوظائف الإشرافية على الرغم من اعتلال صحتهم النفسية، وبالطبع فإن الوظائف الإشرافية بالصحة ليست استثناء من هذا ولا نحتاج لسرد الأمثلة فلا مجال للوصمة والتمييز، ولكن الهدف هو صحة وسلامة القرارات التي تمس الحياة والصحة والتي قد يتخذها طبيب متهور أو ممرضة عدوانية أو رئيس أو مدير لم نطمئن على صحته النفسية قبل أن تسند إليه وظيفة إشرافية تتعلق بالصحة والحياة.

ولتكن الفحوصات النفسية إجبارية وبأثر رجعي لننقذ من يمكن إنقاذهم قبل البطش بهم من البعض الذين لم يخضعوا لتلك الفحوصات الضرورية من قبل حتى لا تنهار المؤسسة بسبب عدم إخضاع كل من يتولى أي وظيفة إشرافية للفحوصات النفسية اللازمة ولمصلحة الجميع.

بقلم : هند الشومر

المصدر: الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock