لقاءات أكاديميا

أمراض الانتخابات وصلت إلى طلبة بريطانيا… طائفية وقبلية وشراء الأصوات «أشكره»

 

عبرت الأمراض الانتخابية التي تعانيها الكويت حدود البلاد، حيث نقلها الطلبة ومارسوها في انتخاباتهم الطلابية في دول الابتعاث، وفق ما أفاد به اثنان من ممثلي قائمة طلابية تنافس على مقاعد الهيئة الإدارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع بريطانيا، متحدثين عن ظواهر غير صحية تشهدها الانتخابات هناك.

منسق قائمة «الراية» منصور التميمي، ونائب الرئيس لشؤون المستجدين فيها أحمد الحربان، استضافتهما ديوانية «الراي» وفتحا ملف الانتخابات الطلابية في الخارج، وما يشوبها من ظواهر تشوه صورتها من طائفية وقبلية وشراء أصوات، وانتقدا في الوقت ذاته أداء وزارة التعليم العالي، مشيرين إلى قصور في التعامل مع الطلبة وإنجاز معاملاتهم وتأخير مخصصاتهم، إضافة إلى عدم اعتناء المكتب الثقافي في بريطانيا بمتابعة مشاكل الطلبة.

وفي حديثهما عن قائمتهما التي يمثلانها، قالا إن القائمة أحدثت تغييراً في الساحة النقابية في بريطانيا، حيث رفعت نسبة المشاركة الطلابية وخلقت جواً حقيقياً للمنافسة حيث بلغ عدد المشاركين في الانتخابات 3000 طالب وطالبة.

وكشفا أن المنافسات الانتخابية الطلابية تشهد شراء أصوات غير معلن من خلال منح قسائم شرائية للطلاب وحجز غرف فندقية وتوفير تذاكر القطار. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• متى أنشئت قائمة الراية؟ وما أهدافها؟ التميمي: قائمة الراية تأسست في العام 2011، وترتكز على أربعة مبادئ وهي الوطنية، الديموقراطية، عدم التمييز، الاستقلالية.

• القائمة كانت متصدرة وحازت ثقة الطلبة في اتحاد بريطانيا، فما الأسباب التي أدت إلى إخفاقها؟ التميمي: مر على تأسيس القائمة ست سنوات فقط، وكانت أول انتخابات تخوضها القائمة في عام 2012، وفي 2016 فازت في الانتخابات، وللاسف لم يكن هناك استمرارية للفوز والأسباب التي أدت للخسارة كثيرة فالساحة الانتخابية في بريطانيا لا تقل سوءاً عنها في الساحة النقابية في الكويت حيث طغت عليها الطائفية والقبلية، وهي متفشية.

• هل هذا يعني أن القائمة لم تعتمد على الطائفية والقبلية في بداية نشأتها؟ التميمي: قطعاً، فالراية عبارة عن طاولة حوار احتوت جميع أطياف المجتمع، وكان فيها الجميع متفقين، وهذا كان في حد ذاته تحدياً أن تجمع جميع الأطياف على طاولة واحدة، ونحن لا نشكك في وطنية القوائم المنافسة، فنحن نتحدث عن واقع. ففي العام الحالي كان هناك شحن طائفي وقبلي غير مسبوق، حيث لوحظ أمر سلبي تمثل في تركز القبائل كلها في قائمة واحدة، وتتجمع على محاصصة المناصب، والمحاصصة على المناصب قنبلة موقوتة، وهذا ما حصل، حيث حدث العديد من الاستقالات من الهيئة الإدارية ، لأن ما بني على باطل فهو باطل.

• ما نقاط القوة لدى قائمة الراية التي استندت عليها لخوض الانتخابات وتغيير الواقع؟ التميمي: سر قوة قائمة الراية وضوحنا مع الجميع، وصدقنا، ولدينا نفس إصلاحي نرفض رفضاً قاطعاً مسألة المحاصصة والأمور القبلية والطائفية واختياراتنا تتم على مبدأ الكفاءة ونستطيع المحافظة على ثقة كوادرنا في القائمة، وهذا أحد أسباب قوتنا.

• كل قائمة تخسر في الانتخابات تأخذ الجانب المعارض، وتسلط الضوء على فشل الاتحاد، فهل هذا يعني أن القائمة المتصدرة مقاعد الاتحاد لم تحقق أي انجاز يخدم الطلبة؟ الحربان: عندما نقارن الإنجازات في السنة التي قادت فيها قائمة الراية الاتحاد، نجد أن هناك فرقاً كبيراً بين ما قدمته وما يقدمه الاتحاد الحالي، فقدمنا كل الخدمات للطلبة ومنها الورش الأكاديمية للطلبة المستجدين، وقدمنا أول مقر دائم للطلبة المستجدين في الكويت، والقائمة عندما قادت الاتحاد سهلت إجراءات الفيزا لطلبة أيرلندا، من خلال زيارة رئيس الاتحاد في ذلك الوقت لسفارة أيرلندا في أبو ظبي، وطلب فتح مكتب لهم لإصدار التأشيرات في الكويت، وهذه كلها تسهيلات قدمتها القائمة عندما قادت الاتحاد. التميمي: إن انجازات الراية من الممكن لأي شخص أن يقارنها مع إنجازات الاتحادات السابقة، فهي مسألة أرقام فعدد الأنشطة وكمية الإنجازات تفوق إنجازات ثلاثة اتحادات مجتمعة، فنحن نتكلم عن واقع ولا يعني أننا خسرنا الانتخابات أن نأخذ جبهة المعارضة وننتقد، فلو أن الاتحاد الحالي يخرج بإنجاز فسنكون من الداعمين له ونشيد فيه فنحن لا نعارض من أجل المعارضة.

• فهل هذه المنافسة خلقت بغضاء بينكم وبين زملائكم في القائمة المنافسة؟ التميمي: للأسف البعض استغلها بهذه الطريقة، وهي بالعكس فرصة الاختلاف في التوجهات والانتماءات هو شيء إيجابي، ولكنه سيصبح سلبياً عندما يستغل طرف هذا الجانب ويحشد على أساس عنصري للطائفة أو القبيلة، وللأسف نحن وصلنا إلى وضع سيئ جداً، فالكويت أهم، والطلبة عندما يذهبون إلى بريطانيا ويطلعون على ثقافات مختلفة ومعايشة الديموقراطية الحقيقية يفترض أن يتغيروا ولا يتمسكوا بهذا النهج السيئ. الحربان: المفروض أن يتجه الطالب إلى الإطلاع على برامج عمل القوائم ولا يلتفت إلى التصويت على أساس فزعة قبلية أو طائفية.

• هل هناك شراء أصوات، أو آليات ترون أنها تدخل في عملية شراء الذمم؟ التميمي: للأسف إن عملية شراء الأصوات موجودة بقوة، وفي العلن، وتتمثل في أن بعض القوائم يأتي بـ«كريدت كارد بري بيرد» يكون معبأ بمبلغ تقريباً 500 باوند يمنح للطلبة للتسوق، وهذا يكون عند باب مقر الاقتراع، وهذا المبلغ يعادل 200 دينار، فهل لنا أن نتخيل أن هذا المبلغ يوزع على كل طالب يصوت للقائمة؟ بالإضافة إلى حجز ما يقارب 500 غرفة لسكن الطلاب في يوم الاقتراع ، والليلة تعادل 100 دينار كويتي، فمن أين أتت هذه الأموال الطائلة؟ وهذا الأمر شهدناه عندما كنا نتصدر الاتحاد.

• هل يتحمل الاتحاد أياً من الأعباء المالية للطلبة مثل حجز غرفة أو وجبات طعام أو غيرها؟ التميمي: الاتحاد لا يتحمل سوى حجز قاعة الاقتراع فقط، والقوائم هي من تباشر في توفير الوجبات والمشروبات لمقترعيها حسب ميزانياتها المحدودة.

• وأنتم من يدعمكم؟ التميمي: نحن بالضبط ميزانيتنا مساهمات الطلبة و(قطيات) وهناك بعض الرعايات من الشركات لأنشطة واضحة في الجمعية العمومية في التقرير الإداري والمالي وليس لدينا ما نخفيه. ونحن «نفتر» على الطلبة نأخذ منهم الاشتراكات، وهذا العام لا يوجد لنا حتى الآن أي رعاية من الشركات، واستطعنا أن نسير أمور القائمة بهذه المساهمات حتى الآن، واستطعنا أن نعمل لقاءً تنويرياً للطلبة المستجدين على مستوى عالٍ و ورش تخصصات للطلبة وبرنامج صيفي للطلبة بالتعاون مع 12 شركة لتنمية قدرات الطلبة. الحربان: من قدم للمشاركة في البرنامج الصيفي قرابة 360 طالباً وهذا إنجاز يحسب لنا، فالاتحاد عجز عن إقامة برنامج مماثل.

• حصل انشقاق في الاتحاد الحالي وهناك شواغر، فهل تعتقدون أن هناك نية للقائمة المتصدرة أن تسد الشواغر، وما نصيبكم في ذلك؟ الحربان: حسب قوانين الهيئة التنفيذية فإنه من المفروض أن يعودوا إلى الاحتياط في الانتخابات الماضية، ولكن للأسف فإن الهيئة التنفيذية حتى الآن لم نلمس منها أي تحرك في هذا الموضوع، حيث مر على هذه الشواغر قرابة الشهرين والاتحاد في المملكة المتحدة لم يصدر أي بيان لتوضيح استقالات نواب رئيس الاتحاد. وعدم توضيح الاتحاد لأسباب الاستقالات مسألة خطيرة وهنا علينا التصديق بما طرحه المستقيلون من خلال بياناتهم لعدم وجود توضيح من الطرف الآخر والتنفيذية ملزمة أن تسد الشواغر بالاحتياط.

• ما السلبيات التي ترونها في الاتحاد الحالي ؟ التميمي: نرى قصوراً في الجانب الخدماتي، فنحن كقائمة في ظل الوضع المادي المتواضع استطعنا أن ننجز في اللقاء التنويري ونحن نحاول التعاطف مع الاتحاد ولكن ما يقومون به لا يتيح لنا أي مجال للتعاطف معهم. وفي الشهر الماضي كان من المفترض أن ينزل المعاش في تاريخ 20 من الشهر نفسه، ولكنه تأخر 4 أيام عندما يكون الطالب مغترباً تؤثر عليه الأربع ايام فلدينا التزامات الإيجار والمعيشة وغيرها. فنرى إخفاقات كبيرة فالاتحاد يعتبر جهة ضاغطة فاذا لم يتحدثوا ويتحركوا في هذا الجانب فما الفائدة والهيئة التنفيذية تحابي الاتحاد، ففي العام الماضي عندما كنا متصدرين إدارة الاتحاد كانت التنفيذية تعلق على كل صغيرة وكبيرة ولكن الآن ما تفسير صمتهم؟ وهذه عدم حيادية منهم.

• ما المآخذ التي ترونها على وزارة التعليم العالي في تعاملها مع الطلبة المبتعثين؟ الحربان: إننا في هذا العام استغربنا من قرارات التعليم العالي حيث إن هناك تخصصات هذه السنة لم تدرج في خطة البعثات مثل تخصص القانون مع العلم أن سوق القانون لطلبة بريطانيا مطلوب وتخصص الهندسة الميكانيكية مدرج في خطة البعثات الداخلية وموقوف في البعثات الخارجية منذ عامين وكذلك رفع النسب للطلبة الراغبين في الابتعاث. التميمي: المخصصات المالية الخاصة بالطالب بحاجة الى مراجعة فبعض التخصصات مصاريفها عالية وكذلك المدن تختلف في المستوى المعيشي والغلاء في الأسعار ففي لندن تكاليف الإيجار والمعيشة ضعف من يدرس في مناطق أخرى فيجب أن تكون هناك دراسة للمعيشة، ونحن نطالب بزيادة مدروسة للمخصصات الطلابية، مثل زيادة الإيجارات والغلاء المعيشي يجب أن تراعى وبعض الجامعات تطلب طلبات يضطر الطالب أن يحضرها من جيبه الخاص. وللأسف فإن طالب الدراسات العليا يعامل كمعاملة طالب اللغة، من المفروض أن يكون لهم إعانة خاصة، فالبعثة المميزة للطلبة الدارسين في الجامعات المتميزة تكون مخصصاته أعلى من الطالب العادي بفارق 80 في المئة في البكالوريوس، وهذه خطوة ممتازة ولكن المشكلة أن الطالب ينهي البكلوريوس في جامعة متميزة وراتبه ممتاز وقد تأقلم على هذه المعيشة فإذا رغب في اتمام الماجستير لا يوجد شيء اسمه بعثة متميزة فهذا يعني أنه لا يوجد تشجيع للدراسات العليا. وتعامل وزارة التعليم العالي في الكويت فيه قصور كبير مع الطلبة، خصوصاً أن أعداد الدارسين في زيادة فمن المفترض أن أعداد كادر الوزارة يزيد فهناك قصور في التعامل وتأخير في إنجاز المعاملات.

• المكتب الثقافي في بريطانيا له دور كبير في متابعة الطلبة وتسهيل جميع العقبات أمامهم فكيف لمستم دوره؟ الحربان: المكتب الثقافي في كل عام نرى منه تأخيراً في الإجراءات، وهذا بسبب قلة عدد الموظفين فيه وفي كل سنة تترك هذه المشكلة فلا يعقل أن يكون موظف واحد يتابع معاملات أكثر من 400 طالب، فالمفروض أن يكون هناك زيادة في عدد الموظفين وأن يكون هناك مرشدون لطلبة اللغة ومرشدون لطلبة البكالوريوس ومرشدون لطلبة الدراسات العليا وهذا غير موجود حالياً. فالعلاقة بين الطالب والمكتب الثقافي محدودة جداً في بريطانيا فقط تركز دوره في اعتماد القبول وإرسال الضمان المالي للجامعة أما متابعة مشاكل الطلبة مع الجامعات فهو ضعيف جداً. التميمي: نطالب في تكويت موظفي المكتب الثقافي فلدينا كفاءات ونستطيع سد هذا الفراغ، وتعامل المكتب معنا كطلبة سيئ جداً حيث إنه يتخذ قرارات عشوائية، وفي يوم وليلة ألغى قائمة الجامعات وطلب من طلبة السنة الأولى ألا يكملوا دراستهم ولولا ضغط الاتحاد عندما كانت تديره قائمة الراية فلم يستثنِ الطلبة في الدراسة وهذه القرارات تضر في الطالب. ونحن لدينا تحفظ على مسألة اختيار المسؤولين في المكاتب الثقافية حيث إن التعيينات الحالية داخل فيها المحاصصة للأسف، كما أن منصب الملحق الثقافي في بريطانيا شاغر منذ عام ونصف العام فهل لا يوجد كفاءات لسد هذا المنصب، ولا يوجد للأمانه تواصل مباشر مع مسؤولي المكتب الثقافي بشكل مباشر الحربان: نرى أن أبوابهم مسدودة في وجه الطلبة.

تغيير الواقع النقابي

قال منسق قائمة الراية منصور التميمي إن القائمة أحدثت تغييراً في الواقع النقابي لانتخابات الاتحاد في بريطانيا، فعدد المشاركين في الانتخابات السابقة كان لا يتجاوز 500 طالب وفي الانتخابات الأخيرة تجاوز عدد المشاركين 3000 طالب وطالبة، فنحن خلقنا منافسة حقيقية، لكن البعض اتجه للتركيز على المحاصصة والقبلية بشكل كبير، ومسألة شراء الأصوات وكان يرصد ميزانية كبيرة للانتخابات.

 

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock